أبنتي روزان .. هناك شيء مبهم في نظرات عينيها وملامح وجهها يجعلك تستريح وتطمئن إليها .. شيء أشبه بحنان باطني يمزج بين الأنوثة والأمومة ببراءة ومرح غريبين وبرقة تجعلك توقن ببديهية أنه جزء أصيل من تكوينها .. يالها من فتاة جميلة ..
.
اليوم سألتني أبنتي روزان عن الجرح في كتفي .. لم يك مجرد جرح عادي حفره بغدر طائش الطرف المدبب لحقيبة الصبي المدرسية التي كان يحملها معلقة على ظهره كل صباح منذ أربعين سنة تائهة .. أقنعت أبنتي ان الجرح في كتفي هو ختم النبوءة وأنني نبي مؤجل ما زال ينتظر رسالته من السماء .. الرسالة التي لم تعد صالحة لهذا الزمن .. الجيد في الأمر أن أبنتي تصدق كل تفاهاتي وتأخذها على محمل الجد ... لفرط الثقة ربما ... لعلها تهزء بي في داخلها ... لا أعلم ...
.
أبنتي روزان تعلم جيداً أنني لا أحتاج إلى معجزة من الله لأكون متواجدا دائما في حياتها الدنيا و حتى لا يبدأ وجهي في التلاشي فجأة من ذاكرتها .. قد لا أكون جديرا بمعجزة من الله لتبقيني على نفس الشكل خاصة في وجود كل المؤمنين التعساء والفقراء والمحتاجين في العالم ... سأموت يوما ما وستصبح أبنتي يتيمة .. ليس عليها أن تحزن أو تتعايش مع موتي هي فقط تحتاج أن تشاهد التلفزيون كثيراً .. وستنساني بسهولة ..
.
أنتم لا تعرفون شعور الأب الذي تعتقد أبنته أنه يمتلك تفسيرا لكل شيء ... فيما هو يجهل نفسه ويحتقر ذاته ويبكي قبل النوم ..كل ليلة ..... يقول لنفسه : أيها الوغد عليك ألا تتورط مطلقا بالفخ الذي يكشف عن طبيعة مرضك النفسي أمام أبنتك ... لا تتحدث كثيرا وأحذف أجزاء من شخصيتك أمامها ..و ابتسم مثل كل الأباء البلهاء في العالم ... اللعنة ...هذا فيه مضيعة للوقت ...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق