Translate

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

حين صرخت لم يسمعني أحد

56


وأنا راجع إلى غرفتي.. مررت من أمام باب غرفة الجلوس.. فسمعت أمي تبكي وهي تقول لوالدي :
ـــ البارحة أبنك كان يتحدث مع أحمد واليوم يتحدث مع منصور..
ـــ وأين المشكلة ؟..
سألها والدي فأجابته أمي:
ـــ المشكلة أنه لا يوجد أحد في غرفته.. لا البارحة ولا اليوم.. إنه يتحدث مع أصدقائه الموتى..
.
.
.
ذهبت مسرعا إلى غرفتي لأجد أحمد ومنصور يلعقان القهوة من على البلاط و يضحكان ...
قلت لهما : أرجوكما لا تغضبا من أمي ... هي كعادتها .. لا تصدقني ..
.
.
والآن بعد موت أمي و أبي وتلاشي أصواتهم في كل زوايا البيت صرت أقضي يومي واقفا في الشارع و كلما اقترب مني صبي امسكه من ثيابه واسأله بشكل مباغت:ما لون الحزن ؟
.
.
.
اللعنة ... أيها الأوغاد حين صرخت لم يسمعني أحد كنتم مشغولين بلعق فروج نسائكم النتنة وأعضائكم المتعفنة متدلية بين أفخاذكم مثل أرجل ضفادع ميتة ..أقول حقاً وحقاً أقول أنتم حفنة بلاهة يجب شنقكم في باحة المسجد النبوي لتكونوا عبرة لكل من يتجاهل صوتي المخبوز من حنطة الريح …قلت لكم لاتتركوني وحيداً في هذه الشقة الضيقة الحقيرة كذئب منسي يقضم أطراف قصعته ويدس رأسه تحت اللحاف يتحدث مع الموتى و تنهشه الغيبات كلها ..كلها دفعة واحدة …


رشدي الغدير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق