تبتسمون بسخرية ...

هيه أنتم .. أنا الطينة المتحركة التي تتحدث معكم أيها السفلة .. أنا المارق الخامل المستوحد الذي تمرون بجانبه دون أن تنتبهوا لبيضة الشمس المتوهجة في جيب قميصه .. أرفع يدي فيهطل المطر على
وجوهكم البائسة ..أمشي بجانب البحر فتنطق الأسماك حرف الراء القديم .. أمر فوق جسر الملك فهد فيهتز تحت وابل ضراطي المركز ... ألامس الفقراء فتضيء فوق رؤوسهم هالات من الفرح القسري ...أمنح
الأشجار نظرة ودودة فتحبل العصافير دون صوت ..وقبل غروب الشمس أكبل شياطينكم الملعونة وأضعهم داخل زجاجة كوكاكولا فارغة أحتفظ بها في جيب بنطلوني النادر ... أجلدكم بمواعظي الصباحية
ليطمئن أجدادكم على معتقداتهم الهشة .. و بعصبية سارق طباشير من المدرسة سأقف على نوافذكم لأشفط اشعة الشمس عن بيوتكم الباردة وأبقيكم في العتمة الأبدية .. وأمضي في طريقي ...أمضي ..فقط ..مقتنع
تماماً أن العالم غنيمة حرب وأنني أنا المنتصر الوحيد... فلماذا تبتسمون بسخرية ...
.
.
تبتسمون بسخرية .. جلدي متشقق ولا يصلح لصناعة حقائب وأحذية أهديها للنساء النائمات في قصائدي المملة رغم أن معلم الفقه في المدرسة أستعمل جلدي كمادة حافظة لأدواته التعليمية ...نكاية بظلالكم
سألقي التحيّة على الظلام القابع أسفل جفوني ...ظلالكم تبدو أكثر وقاحة منكم ... أنا لا أحتاجكم .. أنا فقط أريد أظافركم لتحكوا بها بطاقة شحن الموبايل التي أشتريتها قبل قليل ...أريد أصابعكم لتوكزوني
بها كلما علقت في حلم طويل لا يمكنني الإستيقاظ منه ..أريد عيونكم لأشاهد بها لون الطلاء في غرفتي المظلمة ...أريد أسنانكم لألوك بها حزني كحيوانٍ أليف سيموت نهاية الشهر ...أريد بلاهتكم لأواجه بها
هذا العالم القذر وأعيش دون أن تنفجر أمعائي ... أريد حماقتكم لأنام وسط كل هذه الأثداء المقطوع من أجساد النساء في رأسي ... أريد إيمانكم الساذج لأتوقف عن اسئلتي القديمة حول الله و الملائكة والأنبياء ...
أنا لا أحتاجكم ... تبتسمون بسخرية ...؟ .. أيها السفلة ...
.
.
تبتسمون بسخرية ... حسناً ..أتمنى لكم التعاسة الأبدية المطلقة الغير نهائية كما ويسعدني أن أزف لكم أقبح لعناتي وبصاقي الطازج الساخن الخارج من غددي الليمفاوية كما ويبهجني أن يقصفكم الموت السريري وأنتم نايم كنياق البدوية أم عمير وأن ينخر السوس أسنانكم الأمامية قبل الموت وبعده حتى يتسنى لي الضحك على أشكالكم القذرة يوم القيامة وأنتم تبتسمون لبعضكم في بلاهة نادرة هذا وتقبل الله أرواحكم في أسرع وقت ممكن...أيها السفلة ...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق