Translate

الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

أمي .. أنهم يحتفلون بعيد الأم ... يالهم من حمقى ...

لماذا لم تأخذي رأيي قبل أن تجلبيني إلى هذا العالم القذر.. كل يوم علي أن أبتلع كل تلك الجثث المهشمة والمقطوعة الرأس والمفقوعة العيون من على الشاشة .. أُجلد مراراً بوجوه أطفال ذات ملامح واضحة تشبهني تم قتلهم على أيدي السفلة في القرية ... بعد ذلك أحاول كأي إنسان طبيعي أن أعيش يومي بغباء وسعادة ... أنزل بكل وقاحة إلى الشارع ... أحب و اكره و أكذب و أتعارك و أبتسم مرغماً على نكات الموظفين ... وفي الليل أبكي ... وحيداً و خائفاً يا أمي ... هل عرفتي الآن حجم بلاهة أصدقائي وتعاستهم يا أمي .. أنهم يحتفلون بعيد الأم ... يالهم من حمقى ...
.
.
أمي .. لقد كنت في رحلة صيد داخل صحراء الربع الخالي مع الأوغاد وقطاع الطرق وبائعي الوهم من الشعراء يا أمي ... كانو يضحكون بحب كلما قتلوا فريسة وسكبوا دمائها على الرمل يا أمي ..هم مساكين وخبثاء و فقراء ومتشردين بعضهم يموت بالجلطة في سن الثلاثين أيضاً يا أمي .. رغم كل الدماء من حولي كنت مهزوماً ومقهوراً و أنانياً ..لأن المكان لا يغير شيء يا أمي ولأني بعدما عدت أحسست انني أشبه أبي ... أشبهه لدرجة التطابق يا أمي ... كم هو مؤلم عندما يُقال لي أنت تشبه أباك.. أجن، أشتم، أصرخ لا أريد أن أشبه وجهه المكدود بالهموم والمدموغ بالقهر لا أريد أن أشبه ألمه، أرقه، غيظه المكظوم لا أريد أن أشبه والدي يا أمي ... لقد كان والدي يكره الدماء المسكوبة على الرمل يا أمي
.
.
أمي .. أنا بخير و ما زلت قادراً على تبديد 20 ألف ريال في أسبوع واحد وتمضية ثلاثة أشهر أبحث في جيوبي الأنفية عن خمسة ريالات حقيرة أشتري فيها ضحكة عابرة ورخيصة ... العالم يدفعني إلى الموت يا أمي ... ما زالت الأحجار في فمي وما زلت أشبه والدي ... وما زال أصدقائي البلهاء يحتفلون في عيد الأم ... يالهم من حمقى ...
.
.
وداعاً يا أمي ...سأزور قبركِ غدا..لا تقلقي
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق