Translate

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

في فمي أفكار لزجة بمذاق سيّئ جدا

 



.. لقد عشت مثل الإله منشغل جداً ولا أنام كثيراً أركل احتمالاتي القليلة بحرص وأركض إلى جهة لا أعرفها ... لم يكن يزعجني شيء على الاطلاق غير هروب بعض الشخصيات من نصوصي القصصية وتجولهم عراة في شوارع المدينة وكلما وجدتهم قتلتهم فوراً بمطرقة الرؤيا... فأضطر إلى خلق غيرهم لتكتمل حياتي ولا أشعر أنها مضيعة للوقت ..يالها من مضيعة للوقت ..حتماً إنها مضيعة للوقت ...حسناً أعترف لكم أيها الأوغاد لقد كانت حياتي مضيعة للوقت ..وهذا لا يزعجني اطلاقا 


.


سيقال لكم أن رشدي كان مشغوفا بخبيئة الوجع ، يفاصحه، يعاركه، ويسبر ندوبه، ويستقرئ النساء اللواتي بصقن داخله .. وأن محض صدفة محسوبة فقط، هي التي وطدت علاقته بالشعر والوجع و بصاق النسوة قبيل دورتهن الشهرية ..اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت


.


سيقال لكم أيضاً أن هذه القصائد لا يمكنها إلا أن تكون نكثا لخرافة رشدي وسعيا جذريا ضد مفهوم الشعر وأنها مبالغات لساعة التأويل الأليفة التي تطرق رأفة الباب على أفواجه المتمادية في محشر له صوت وحشرجة و أقنعة وندوب خفية وخدوش صغيرة لا يمكن رؤيتها ... اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت ..


.


ثمة إعصارا من الكلام في صدري أوقن أنني إن لم أتكلم فوراً سيموت الكلام في صدري ويتعفن ..هكذا في بساطة قصوى ...لا فائدة من اخباركم بأي شيء ..أنتم مجرد أوغاد تحبسون حماقاتكم خلف وجوه مزيفة ... لا تهتموا ... سأجمع كل الكلام و سأزج به في جوفي .. وسأزم شفتي إلى الأبد كي لا يقفز الكلام من بين اسنانى... سحقاً لكم


.


.


رشدي الغدير


 

الجمعة، 27 يوليو 2012

أنا بخير دائماً وحتى لو دهستني سيارة سأكون .. بخير

 




في أخر مرة قتلت نفسي فيها مرت سيارة الشرطة بجانبي وهي تحمل جثتي ... فما كان مني غير الركض خلفها بأقصى سرعة ... لكن الشرطي لم يتوقف .. ولأنني كنت ميت وجثتي داخل سيارة الشرطة وأنا أركض خلفها تعثرت بحفرة وسقطت في وسط الشارع لتدهسني كل السيارات المسرعة بما فيهم سيارة الشرطة التي تحمل جثتي .. أنتم تعلمون أنني


( بخير دائماً وحتى لو دهستني سيارة سأكون بخير )


قمت من وسط الشارع وأكملت الركض خلف سيارة الشرطة وعندما وصلت مديرية شرطة غرب الدمام وفي غرفة التحقيق نبت لي رأس جديد بجانب رأسي ومن نفس الكتف ... قال لي : أهلا اسمي رشدي وأنت .. قلت له انا رشدي أيضاً ثم طلب مني سيجارة ثم راح يلعن القطط وباصات النقل العامة وملابس النساء الداخلية وهو يقهقه في وجه ضابط التحقيق الذي هرب من شدة الفزع وترك خلفه مسدسا مستعمل و سكين لتقشير البرتقال ...


.


قال الرأس الجديد الذي نبت في جانب رأسي ومن نفس الكتف : حسناً ... وجهك اليوم لم يكن طبيعيا ..كأنك كنت تستعد للخبر المحزن .. أنت مثلا لم تبدأ يومك بالسلام على صورة والدك المنتصبة أمامك على الجدار كالعادة ... بل أكتفيت بنظرة خاطفة وسريعة لذقنه المشحوذ جيداً ... كما أن سكان العمارة لم يسمعوا صوت تشغيلك لسيارتك ( أم كنعان ) وطريقتك في حرق الشارع كلما انطلقت بها محفوفا بالموت والذهول إلى عملك الممل ... حتى عندما جاءت فترة الظهيرة لم يرك أحد تشتم المدير الشاذ الذي يكرهك دون سبب ... خارج المكتب كنت تراقب السماء كنبي ينتظر رسالته الأخيرة ... كنت صامتاً ... صامتاً فقط قبل أن تموت وتحمل سيارة الشرطة جثتك وأنت تركض خلفها ...


.


ثم فجأة فتح السقف  في مركز الشرطة ونزل ملاك أخذني من يدي ثم وضعني مع المتشككين والملاحدة والمهرطقين والشعراء والفقراء و سائقي باصات النقل العام وموظفي البنوك وموظفات الأستقبال في المستشفيات الخاصة راحو يساقون إلى جهنم ... وأنا معهم تدفعنا ملائكة العذاب يكسوهم الغضب و التعابير الموحشة على وجوههم ... أخذونا في أودية ملتهبة داخل جهنم تذوب الصخور من حرارتها ثم وضعوا على رقابنا مقامع الحديد ودفعونا في جوف الحفر ذات السبعين خريفا ... قلت للملائكة أن ثمة خطأ ما ... و طلبت منهم التأكد من سجلاتهم جيداً ... أقنعتهم أن مكاني المثالي هو الجنة في الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين و الوزراء والأمراء من ال سعود وتجار المواشي و تجار السمن وتجار الملابس النسائية و أصحاب محلات قطع غيار السيارات الألمانية ... لكنهم لم يستمعوا لي وراحوا يضعون في فمي أغصان من شجرة الزقوم وأكواب من طينة الخبال .. ثم علقوني بخطاف غرسوه في كتفي ... وأحرقوني ... استيقظت من الحلم وأنا أشعر بألم في كتفي وعنقي وحرارة في حلقي كما انني عطشان جداً ...


.


.


الحمدلله


لقد كان مجرد حلم ...


.


.


لكن .. أين رأسي ؟؟


.


.


رشدي الغدير


 

اللعنة ..كمْ أنتَ قبيح ... كمْ أنتَ قبيح ..

 كنت أحلق ذقني هذا الصباح .. فرأيت رجلاً في المرآة ينظرُ إلي بقرف قال لي : كمْ أنتَ قبيح ... قلت له شكراً هل هناك شيء أخر ... ثم أكملت شحذ خدي وهو يراقبني بقرف ... خرجت من الشقة دون أن ألتفت .. سمعته يصرخ من داخل المرآة : كمْ أنتَ قبيح ... كمْ أنتَ قبيح .. مرت أربع ساعات عجاف ومازال صوته في رأسي ... كمْ أنتَ قبيح .. كمْ أنتَ قبيح ...  ...


.

تقول ابنتي إنَّ التلميذات في صفها يقلن أنني أكتب أدباً إباحياً _ أهذا صحيح؟" يا بابا .. ابتسمت بسخرية وقلت لها : نعم هذا صحيح يا أبنتي ...ثم سمعتها تصرخ من داخل روحها : كمْ أنتَ قبيح ... كمْ أنتَ قبيح ..

.

ليس بالضروره أن أشك حتى اعرف أنني موجود فهناك امو كثيره تثبت وجودي ... مثل ماذا ؟؟

مثل ماذا ؟؟ 

سأبحث عن مغزى حياتي في قوقل و ويكيبيديا ... أنتم لا تملكون اجابة واحدة لسؤالي الهائل هذا ...

اللعنة أنا أسمعكم وأنتم تقولون : كمْ أنتَ قبيح ... كمْ أنتَ قبيح

.

حين أموت لا أريد أن يمشي في جنازتي أمراء من ال سعود ولا شعراء ولا نقاد ولا صحفيين ولا رسامي كاركاتير ... حين أموت أريد أن يحمل جثماني سباك حارتنا أبو اسماعيل وأن يمشي في جنازتي كل سائقي سيارات التاكسي في الدمام .. أيها النبلاء أرجوكم حققوا لي هذه الأمنية ... وأعدكم أن لا أعود من الموت إلا لحلق ذقني فقط ....لأنني ..قبيح ..جداً

.

رشدي الغدير

 

الخميس، 26 يوليو 2012

لن يعود والدكم من الموت يا صغاري ...

 مثلما كان يحدث في الماضي ؛ كنت سآخذك من يدك البعيدة جداً وأذهب بك إلى حجرة أبي وأجلس على الأرض واضعا ذقني على ملامحك الصغيرة وسأتلو عليك جزء من الكتب القديمة التي يحتفظ بها أبي في دولابه الواحد تلو الآخر .. كنت سأقرأ الحكايات الخالية من الموت وأنا أستمع إلى الدهشة الخفيفة في عيونك .. لكن يدك البعيدة تمسك بالغياب وتحاول التعتيم على خلودها .. كلما سألتني : هل سيعود أبي من السماء .. الأموات لا يعودون من السماء يا أحمد دعني أكمل لك القراءة ... تفشل عيونك في حبس دموعها كما تفشل روحي في تأثيث علاقة موشكة مع النسيان ... تمسح دموعك وتلتفت إلى كرسي والدي وتقول : أرأيتِ كيف أن الموت لا يمكن أن يخطيء أبدا في اختيار من نحبهم؟ ... الموت أبن الكلب يريد أن يذكرك بأنك ـ ككل الآخرين ـ تمتلك حزناً عليك رعايته جيدا ... نعم يا أحمد معك حق دعني أكمل القراءة ... لكنك تنتخب المؤذي من الجهات لتشير بأصبعك النحيل إلى الكرسي الذي تفوح منه ذكريات الطفولة بكل ما تستوعبه من مشاهد وحكايات وملامح .. لديك دائما إمكانية أن تضعني في المهب يا أحمد .. كأنك تنتزع يدك البعيدة جداً ...


.

أيتها الرشيقة الأنيقة ذات الشعر المخملي الطويل لا تفزعي كلما فتحتي باب غرفتي وكأنكِ تدخلين مغارة ساحر يمارس طقوسا مخيفة ...لقد كنت أكتب الشعر .. وكان قلبك الصغير يدق بشده وأطرافكِ ترتعش لهول نظرتي الحادة والصوت القوي والعميق الذي يظل رنينه يتردد في فراغ الحجرة للحظات بعد غيابه .. لم أقصد أن أثبت كل هذا الرعب في عيونكِ ... ولفرط الفزع تهرولين كفكرة سريعة لتحضني ذراعي الطويلة وتهمسي في خوف :هل سيعود أبي من السماء .. الأموات لا يعودون من السماء يا فاطمة دعيني أكمل عملي ... ترتجف الغصّة الغليظة في حلقكِ وتتوسلين بعينين مذعورتين لليد السمينة التي تمسح على شعركِ المخملي .. لقد زارني بابا البارحة في الحلم يا رشدي ... يا فاطمة أن الأشياء التي نصفها بالأحلام ليست دليلا على يقين ما كذلك الأشخاص في الحلم أنهم يذكروننا طوال الوقت بأنهم غير موجودين هم أموات فقط ... أموات .. اللعنة على قسوتي المتبجحة .. كانت كفيلة بأنهمار دموعك الساخنة لثلاثة أيام متتالية .. سامحيني يا فاطمة

.

ماذا تطلبين مني أن أكون كي لا يتم تصنيفي كشاعر مجنون او كزنديق أو ملحد أو رويبضه ... أيتها العنقاء الموشومة بفجر البياض المنهال حتى أخر ثمالة البؤبؤ الفاتن ... أتريدين مني أن أكون الشاعر الذي يكتب قصائد الحب فقط ؟؟ أأجهش بالبكاء على فراق الحبيبة والطم خدي كمخنث ؟؟ مثل كل الشعراء الجبناء ؟؟ لقد ولدتُ نبياً من ماء ومتمرداً على كل القيم المتجمدة ولست موظفا عند أحد ولا ينبغي لي أن أكون .. لستُ محرّكاً للغرائز، بل محرقاً لها ومشعلها الأبدي وسادنها .. تقولين : يا أخي سيساء الظن بك، وبمواقفك سيتهمونك بالمجون والكفر والزندقة .. حسناً أيتها الفجر .. أنا لا أريد أن أكون إنساناً سوياً مقبولاً ومعترفاً به .. لا أريد أن أتحول إلى مجرد شخص يضاجع زوجته وينجب الأطفال ثم ينتظر الموت بخوف وريبة واستسلام ... لا أريد أن أتظاهر بالطهر والفرح والغباء ... أنا سيد البؤس اليائس من كل شيء وسأموت يائساً من كل شيء وفي النهاية سأضحك من منظر عربة محترقة وأبكي كلما أنتهى المشهد ...

.

رشدي الغدير

 

أنا الذي لا تفسير لصمتي ولا ينبغي لي أن أكون

 سكان المبنى المجاور لا يعرفونني .. تتدفق اللعنة بيني وبينهم بدون سبب واضح ... يستحلون الحر والحرير ومواقف السيارات لانفسهم ... أضطر لركن سيارتي في الهزيع الأخير من الشوارع الخلفية ... أنا الذي لا تفسير لصمتي ولا ينبغي لي أن أكون ... كلما اغلقت علي باب سيارتي أشعر أنني أغلق علي تابوتي لأعود في الليل أبحث عن قبر خالي أضعه فيه ... وكلما اعتراني أصابني بالغباء ..أجول باحثاً عن بقعة وطن صغيرة خالية ليست لاحد و كل ما أملك في يدي وقدمي عشرون إصبعاً فقط ... عشرون إصبعاً فقط يا أبناء الكلبة ... أتركوا لي مكانا اركن فيه سيارتي يا أبناء الكلبة ... هل أبدو لكم كأحمق لا يملك سيارة .. يا أبناء الكلبة


.

إن عدم تناولي صحن كبدة حاشي صباح الأثنين قبل ذهابي إلى مكتبي يشبه عدم القيام بالمداعبة الزوجية والتمهيد الفسيولوجي الجيد قبل الإيلاج ... أعشق كبدة الحاشي والحاشي هو البعير المراهق بعد تخطيه مرحلة الحوار الطفولية وقبل بلوغه مرحلة الفحولة المتمردة .. لعلمكم الحاشي إذا كبر وصار فحل وظهرت له أنياب فإنه قد يقتل شريكة حياته ويمزقها ... أخته البكرة وأمه الناقة وجدته فاطر ..ولعل جذوره الأبلية تعود للوضح او المغاتير او الصفر او الشعل او لعل نسبه مرتبط بعفراء او برصاء او قمراء او ملحاء ...في النهاية هو حيون لا عقل له و سيحوله الله إلى تراب يوم القيامه ...أتركوا لي صحن كبدة حاشي يا أبناء الكلبة

.

نومي متقطع و قليل مثل نوم الكلاب ... قبل دقائق كنت قد قررت أن أموت (صدقاً أقول لكم ) لكنني أجلت موتي قليلاً .. في الواقع أنا أجهل ما ينتظرني بعد الموت .. أقصد أنه حتى هذه اللحظة لم يعد أحدا من الموت ليحكي لي ما صادفه هناك وماذا يوجد بالضبط ... الأموات .. يالهم من أوغاد يذهبون بلا رجعة .. حسناً هل أموت الآن أم أموت فيما بعد .. ومَنْ أنا حتى أموت ؟ شاعر فاشل .. رجل تسجنه الأحجار في صدره .. مدمن البطيخ .. سيد الأوهام .. المختنق بشحومه المتراكمة ..الجار الصامت الذي لا يبتسم ...قاطع اشارات المرور الطيب جداً .. من أنا حتى أموت ؟ ... أنا لا شيء ... مجرد وغد جائع لم يأكل شيئا منذ البارحة ...أتركوا لي موتاً ممتد وشهي يا أبناء الكلبة 

.

رشدي الغدير

السبت، 7 يوليو 2012

الذبابة تكذب يا سيدي ..

 لدي مصعد كهربائي يصل إلى السماء الثامنة دون تأخير صنعته بينما كنتم تقشرون نصائحكم كبرتقال فاسد، وتضعونها في فمي لأبصقها في وجوهكم فيما بعد ... أشعر أن ثمة قنبلة موقوتة مكان خصيتي المباركة .. هذا الشعور يراودني دائماً كلما مشط رجال المباحث شعري بحثا عن خلية نائمة ..المصعد يسألني : هل أنت ولد عاق يا رشدي ؟؟ نعم للأسف أنا ولد عاق عاق جدا ..عاق لدرجة أنني كنت أشرب الخمر أمام والدتي المريضة قبل موتها بلحظات وهي تبكي ..لكن هذا لا يزعجني اطلاقاً أيها المصعد أرفعني إلى السماء الثامنة .. سأعلو كمئذنة أطل على الأحياء والأموات منكم يا أبناء البشر الضعفاء لقد قررت أن أرفق بكم وأشفق عليكم ..لعمري إنها أخبار مفرحة يالكم من محظوظون .. أغربوا عن وجهي الآن ...تكاد زجاجة الخمر أن تنفذ ...



.



أكره الكفن الابيض الغبي بلونه البسيط الساذج سيكون مزاجي أجمل لو تم وضعي في قبري بكفن مزركش وملون يشبه علم الدول الاوروبية ...حتماً سأعود إلى الجنة نهاية الأمر ... لقد مللت البقاء بين أبناء البشر الضعفاء ..أتغوط واتبول مثلهم ..وأنتظر الموت مثل النعجة أيتها النعاج ... ها أنا بعد خمسين سنه أكتشف أن الأمنيات تشبه الحيوانات المنوية تموت بسرعة إن لم تجد بويضة لتلقحها وتتحول الى أطفال لتولد بشكل سريع وطازج .. قبل أن أموت تذكروا أن تحت سريري كنز و كل القراصنة الذين عبروا هذا الممر لم تسعفهم أنوفهم ولا خرائطهم ولا غبائهم ولا ثرثتهم لأكتشافه ..هو لكم أنتم فقط...



.



.



لا أستطيع الكف عن التفكير بما قالته الذبابة وهي تسترخي على حافة اذني البارحة .. حتى أنني خرجت مسرعاً هذا الصباح و لم أنتبه أنني أمشي حافيا إلا حين رأيت عيون المارّة تتجه نحو قدمي .. اضطررت لدخول الكفتريا المجاورة وجلست في أول كرسي بجانب الزجاج الخارجي .. وجهي الملتصق بالزجاج كلّ من يمرّ في الخارج يراه أكثر إشراقاً وفرحاً رغم أنني حافي جداً .. طلبت قنينة ماء بريال واحد .. قال العامل : هل أضعت حذائك يا سيدي ... قلت له : لا .. حذائي في مكانه المناسب لكن الذبابة أقنعتني أن شوارع مدينة الدمام لا تحب الأحذية .. قال العامل : الذبابة تكذب يا سيدي ... الذبابة تكذب يا سيدي ...نعم أيها العامل هذا صحيح الذبابة تكذب ...



.



.



رشدي الغدير

الاثنين، 2 يوليو 2012

أواظب على تلقين الأطفال أغاني القدماء الجديرة بدمعة عابرة

 


 


هذه الفتاة الدوسرية الصغيرة هي غدير بنت أختي أتصلت قبل قليل وقالت لي : كالي رستي أنا أهبك تأااال بكره أيد ميلاتي: (خالي رشدي أنا أحبك و أريدك أن تأتي غدا هو عيد ميلادي ) فما كان مني غير إخفاء الوحش وارسال قبلة صغيرة لوجنتها .. غدا عيد ميلادها ماذا أشتري لها ؟؟ أنا بائس جداً في مثل هذه الأمور .. هل أشتري لها كتاب ام فرن ام تلفزيون ام ماذا ...


.


.


لقد قررت أن أحكي لها عن الدمام .. مدينة الحب والنفط والوجع والبخور ...


.




.




قبل خمسة وعشرون سنة تقريبا كان ثمة ثلاثة أولاد مفلسون جداً يركبون دراجاتهم ويتجولون في أحياء الدمام القديمة ... توقفوا عند حلاق هندي اسمه عارف ( في حي عبدالله فؤاد ) نزل أحد الأولاد من دراجته وطرق بابا الحلاق ... لقد طلب من الحلاق خمسة ريالات ليشتري بها ثلاث علب بيبسي وكيس بطاطس لأصحابه سيتقاسمونه بفرح ... بعد خمسة وعشرون سنه عاد نفس الولد ليحلق ذقنه عند نفس الحلاق وليعطيه خمسمائة ريال ثمن الحلاقة ...قال الحلاق عارف : يا سيدي ثمن الحلاقة عشرة ريالات فقط ... لكن الرجل قال : هذه لك يا عارف لقد كنت لطيفا معنا قبل خمسة وعشرون سنه ... كان الولد الذي كبر هو الفنان راشد الماجد ... والأصدقاء الثلاثة هم أنا والشاعر صلاح المتعب ... .. شكرا يا راشد الماجد لأنك لم تنسى الحلاق عارف ...


.


.


الدمام .. يا مدينتي الحزينة ... وحدي أرتب شوارعكِ القديمة .. أنظف أكواب الشاي المتسخة على حواف أرصفتك ... أتجول بين أعمدة الأنارة المنحنية أمسح عنها الغبار ... أصنع ذاكرة تبتسم لكائنات منقرضة لا أحد يعرفها غيري ... أتردد بين العدامة و العمامرة و حي الدواسر و أحياء لا جدوى من ذكر اسمائها ... أواظب على تلقين الأطفال أغاني القدماء الجديرة بدمعة عابرة .. وبكل ما أحمله من شجاعة حمقاء أموت بالطريقة التي أشاء أينما أشاء في الوقت الذي أشاء .. الدمام أيتها القديسة التي تنام فوق 700 مليار برميل نفط لكنها تنام دون لحاف ... تعالي لندخن الحكمة ونضحك ونبكي ونتشارك الصلاة على الأرواح الهاربة من مقابرك الضيقة جداً ... هل تقبلين بي زوجا لكِ أيتها الفاتنة ...


.


.


رشدي الغدير 

في تمام ( الساعة الواحدة والنصف ظهراً ) ..

 


 


هذه الليلة واسعة بلا معنى .. واسعة لدرجة أنني صليت 20 ركعة دفعة واحدة بأتجاه القبلة حتى أن الجدار مل من وجهي ... أيها الجدار الوغد لا تنظر إلي بخبث فأنا أعلم أنك تقول في نفسك : أي مسلم هذا الذي يعبد الجدران وربه في السماء ؟؟ لماذا لا توجه رأسك إلى الله بدل أن تثقب صدري بركعاتك العشرين ... حسناً أيها الجدار الخبيث توقف عن كونك جداراً غبياً ... و تعال هنا أجلس قبالتي وحاول أن تكتب ما يدور في رأسي .... صدقني أيها الجدار خلال ساعات سأحولك إلى شاعر ... وستحترمك كل الجدران في المدينة .... اللعنة ... أنتم لا تعرفون شعور رجلا يتحدث مع جدران غرفته في تمام  ( الساعة الواحدة والنصف ظهراً )  ....


.


.


في طفولتي وفي تمام ( الساعة الواحدة والنصف ظهراً ) .. انتظرت حتى خرج الجميع ، وتسللت إلى المطبخ كي أثقب إصبع قدمي الكبير بمثقاب الثلج الحاد .. كنت أريد أن أتأكد من وجود الدم في الجزء الأسفل من جسدي .. لطالما كنت أعتقد أن الدم لا يصل إلى قدمي وأنه محبوس في ذراعي فقط وفي رأسي ربما .. بالفعل .. تمكنت من رؤية الدم ... لكن الدم لم يتوقف ... بعدها عدت لسريري واثقا أن الدم في قدمي موجود بكثرة و أن الثقب سيلتئم من تلقاء نفسه لكن الثقب أستمر بالاتساع والدم أستمر بالخروج حتى كدت أفقد دمي كله في تمام  ( الساعة الواحدة والنصف ظهراً ) .... يالي من طفل أحمق ...


.


.


اليوم على الغداء في تمام ( الساعة الواحدة والنصف ظهراً ) شعرت بشفقة حادة تجاه نفسي لأنني في هذه اللحظة كنت أفعل شيئا يثبت إلى أي مدى أنا ضعيف وخائف وغير سعيد .. تذكرت اصدقائي الموتى في قبورهم .. تذكرتهم كلهم دفعة واحدة في تمام ( الساعة الواحدة والنصف ظهراً ) أصدقائي الموتى فعلوا ذلك كثيرا من قبل .. كثيرا جدا .. لأنهم كانوا مثلي تماماً .. ضعفاء وخائفين وغير سعداء .. كانوا يعرفون أنهم ذاهبون إلى قبورهم لا محالة .. رغم كل مزاحهم الثقيل وضحكاتهم المتطايرة في مدينة الدمام .. نفس الشعور بالضبط كان يراودني في تماما ( الساعة الواحدة والنصف ظهراً ) .. شعرت و كأنني لست أنا الذي يفعل ذلك .. وكذلك هم ليسوا من فعلوا ذلك .. هو شيء واحد بداخلنا كلنا يجبرنا أن نفعل هذا كي نشعر بأننا مثيرين للشفقة إلى هذه الدرجة .. شيء واحد يثبت أننا مجرد أشياء صغيرة لا يكترث بها الأخرون في تمام ( الساعة الواحدة والنصف ظهراً ) ...


.


.


رشدي الغدير


 

الله رب الخلق .. أمدنا بالرزق إذا دعاه الداعي .. يحقق المساعي

 


 


في الصف الثاني متوسط أردت بشدة ضرب وجه الأستاذ ناصر مدرس اللغة العربية بالكرسي الخشبي الذي أمامي حينما نزفت أسناني بسبب لكمته المفاجئة لما أخبرته بأنني نسيت دفتر الواجبات في البيت ... لكنني ذهبت إليه في نهاية الحصة و أعتذرت له ووعدته بأنني لن أنسى ثانية ... أتصل بي أحد زملاء الدراسة هذا الصباح ليخبرني أن الأستاذ ناصر توفي في المستشفى البارحة رحمه الله ... الغريب في الأمر أنني ما زلت أحمل رغبة ضربه بالكرسي الخشبي وتهشيم جمجمته حتى وهو ميت ... يجب أن ألقن نفسي فن التسامح وأمضي في سبيلي دون عداء موشك يقتات على روحي ... الأمر صعب خاصة عندما يتعلق الأمر بمراحل التكون المبكرة لشخصيتي المفرطة بالشك واليقين ...


.


.


أول بيت شعر حفظته في حياتي ولم أنساه حتى الآن هو : الله رب الخلق .. أمدنا بالرزق إذا دعاه الداعي .. يحقق المساعي ... اللعنة أتصدقون أنني كنت طفلاً .. قبل أن أتحول إلى سيد التخوم وفهرس السماوات وسادن الترانيم المقدسة وسليل الموت والحب والعصيان وترجمان الوحشة و مبعوث الفقد الابدي وسجين المحابس كلها ومحرر الرغبات وقامع التراجعات الأولى إمام القدماء والوسطاء المتأخرين ... المتقدم المتذبذب الرقاص المتبجل العاسف المتراخي ... تقدست اسمائي كلها ...


.


.


لقد توفي الأستاذ ناصر الذي كنت أكرهه لدرجة أنه رافقني في كل مراحل الدراسة كتميمة كراهية في نفسي والغريب أنني أبكي بسبب خبر موته ... لماذا لا تنظرون للأمر من زاوية أخرى كأن تعتبرونني واثقا بدرجة ما من نهاية أي شيء باعتبارها نتيجة ثابتة لا مفر منها بدل تهكمكم المستمر يا سفلة .. إن أكثر مايؤلمني في هذه الحياة البائسة هو حرماني من أشياء كثيرة جدا أحببتها رغما عني ولم أتمكن من إكمالها ... لقد كنت مجبرا طوال الوقت على الاندفاع للأمام ـ بهذه السرعة العنيفة التي لم أتمكن من استيعابها حتى الآن ـ حاولت أن أتعايش مع هذا النوع من الفقد المبهم ... بمرارة وقسوة .. حتى تحولت حياتي إلى سرادق عزاء فارغة من الناس ... أيها السفلة أتركوا لي القليل من الفرح ... أيها السفلة ...لقد مات أكثر شخص كنت أكرهه ...


.




.


رشدي الغدير

الجمعة، 1 يونيو 2012

عد إلى قبرك لو سمحت ... أريد أن أنام ....

 






أخذت تصرخ في الناس أن يبتعدوا عن الطريق وأنت تمسك بيد الطفل ..الطفل الذي طلبت منه أن يقف بجانب محل بيع الملابس .. وأنت تهمس في اذنه : ( أرجوك لا تخف ولا تتحرك من هنا  ) ... الطفل الذي كان يكبر دون توقف داخل العالم يجمع حواسه المتناثرة قبل ضياعها يشاهدك لأول مرة وأنت تتعارك مع رجال سفلة صدموا سيارتك من الخلف  ... كان يخشى أن يمتد العراك بينك وبينهم ليصيبه بمقتل فيختفي من هذا العالم بسرعة وهو ما يزال مجرد طفل ... صحيح أن رعبه المخيف قد أنتهى بعد أن حضرت سيارة الشرطة وخرج الضابط ليصرخ في السماء والأرض دون سبب واضح .. صحيح أن الأمر تحول عنده إلى تسلية ممتعة للغاية وهو يراقب الضابط الذي صافحك وأبتسم ...لكن الطفل أدرك بشكل مبهم أن شيئا ما تغيّر ؟؟ هناك أشياء لم يعد يشعرب بوجودها ... هناك أصوات لم يعد يسمعها .. وهناك وجه لم يعد يشاهده بين الناس ...كان عليه أن ينتظر أكثر من أربعين عاما ليتمكن من كتابة هذه السطور وهو واقف بجانب نفس محل الملابس ينتظر الرجل الذي قال له : ( أرجوك لا تخف ولا تتحرك من هنا   ) ...صباح الخير يا أبي ... لقد أنجبت ولداً يشبهك يا أبي ... وتعاركت مع نفس السفلة لكن الضابط لم يصافحني بعد ... كم أحبك يا أبي ...  


.


 


.


 هل تصدق يا أبي ... لقد نجحت في انتزاع ملامح وجهي القديمة أخيراً .. أدخلت أصبعي خلف أذني وتحسست أطراف ملامح وجهي الناتئة من الخلف ... أمسكت بها ورحت أنزعها عن وجهي ... كانت ملتصقة على وجهي منذ 52 سنة ...سأغسلها في الصباح وأضعها على وجهي قبل أن أخرج إلى الشارع ... من الرائع أن أواجه العالم بملامح مغسولة ونظيفة ... حتماً سأفتقد مسحة الحزن اللطيفة أسفل وجنتي ... سأفتقد الحسرة الغبارية التي وضعها الزمن بجانب عيوني الشمالية .. لكن هذا يمكن تعويضه بسهوله .. سأحتاج القليل من الوقت والقليل من الأصدقاء السفلة حتى يعيدوا لملامحي كل الحزن الذي سأغسله في الصباح ... أنا خائف يا أبي ... خائف من ضياع ملامحي القديمة في زحام المدينة ... أرغب حقاً في كتابة قصيدة يا أبي .. أنت تعرف هذا النوع من الرغبات المباغتة يا أبي ... لكن لا يمكنني كتابة قصيدة جديدة ووجهي خالي تماماً من الملامح ... كم تشبهك ملامح وجهي القديمة يا أبي ....وكم تشبهك القصيدة ...وكم تشبهك المدينة ...وكم يشبهك الزحام ... وكم يشبهك الحزن ...


 .


 


.


عد إلى قبرك لو سمحت ... أريد أن أنام .... لا أريد أن أتحدث معك وأنا اعلم أنك ميت .... الأموت لا يقفون في منتصف الغرفة دون سبب ... حسناً لا تقف هكذا أمامي بكل ملامحك القديمة ... يمكنك الجلوس على الكرسي الخشبي ... هل تسمع هذه الاصوات ؟؟ إنها أصوات الأشياء الصغيرة تسألني : ماذا يفعل والدك الميت في الغرفة يا رشدي .... أنت تحرجني يا أبي ... كيف أبرر للأشياء الصغيرة وجودك في الغرفة وأنت ميت .. عد إلى قبرك لو سمحت ... أريد أن أنام ....


.


 


.


رشدي الغدير 





السبت، 19 مايو 2012

.هذه الشوارع لا تناسب مقاس قدمي .... سأخلعها

 



أين يذهب رجل وحيد في الخمسين يوم الجمعة ... ياله من يوم طويل ...هذه المدينة تصغر وتصغر حتى أن يدي ارتطمت في الحارة المجاورة وبثلاثة شوارع فرعية وببرج التلفزيون ... في نفس الوقت ... ياله من يوم طويل




.




.




إنني هنا.. في حوار مع صمتي وحوارنا يهدد المآذن وأجراس الكنائس ...




.




.




أنا عاشق التفاهات الصغيرة .. أكتب كل النصوص البذيئة و الفاحشة في صفحتي دون خوف وبكامل الحرية مثل وعل جبلي ... أردد ما يحبه الأوغاد و السفلة والمارقين ... أنا المتكاثر في قليله المنسدل في قبضته .. سعيداً للحد الأقصى مثلكم جميعاً أنتم يا أحبابي المنبوذين هنا في هذا الحائط الأبكم حيث بإمكاننا أن نكون كما نشتهي أن نكون لا كما يشتهي الأخرين أن نكون ... ما أجمل العماء ... ما أجمل العماء ...




.




.




لم أسافر حافياً و لم أحمل أكياس الطحين على ظهري و لم أمشي وراء الناقة سبعون خريفا و لم تذهب شهوتي في جلسة المساج العرفي و لم أحرث أرضاً أو أنقل حطباً أو تغمرني مياه البحر دون زعانف و لم أتحمم في البئر الذي لا قرار له ..و رغم هذا أصحو في السابعة مساءً، يا للخجل ... يا للخجل ... صباح الخير يا الدمام يا مدينة الأنبياء والقديسين وبائعي الخمر والبخور ... صباح الخير أيتها الفتاة النائمة فوق بحر من النفط والعطش يجفف عيون أطفالك




.




.




ما زلت في حوار مع صمتي ...




.




.




وهذه المدينة ..تصغر وتصغر ...هذه الشوارع لا تناسب مقاس قدمي .... سأخلعها




.




.




رشدي الغدير 

الجمعة، 6 أبريل 2012

إلى الجنة يا طفولتي الحقيرة العابسة ...

 



أنا لم أخسر كل شيء .. على الأقل يمكنني أن أبتسم في وجوه أبناء البشر الضعفاء بين حين وآخر .. وقادر على اكتشاف أشباهي من المخلوقات الأكثر حداثة وتطورا ... رغم أن عددنا قليل على هذا الكوكب ... ربما أكون قد تنازلت عن مشروع الحب ... وتوقفت عن طلب الأشياء الصغيرة التي تسعدني ... أشياء قد تبدو غير مهمة وتافهة ... لكنها تسعدني .. أمنياتي لا حول لها ولا قوة لا يوجد طريق ثابت يقودني إلى حقيقة صحيحة مؤكدة بل تتشابه جميع الأشياء التي لم تعد سوى أوهام فاشلة تسكنني ....


.


.


المسلسلات الكارتونية القديمة لا تفرحني ولا تجعلني يائسا تماما .. هي تؤكد لي أكثر من أي شيء أنني بلغت الخمسين بسرعة البرق و انني في طريقي للتحول النهائي إلى مجرد فكرة عابرة سكنت عقول بعض القراء ... مجموعة أشخاص لا أعرفهم لكنهم يعرفونني من خلال حبهم للهراء الذي أكتبه عن نفسي ... يالهم من بلهاء ... إلى الجنة يا دوق فليد إلى الجنة يا سينان إلى الجنة يا عدنان ومعك عبسي ... إلى الجنة يا باب سنفور أيها النبي الأزرق الصغير ... إلى الجنة يا طفولتي الحقيرة العابسة ... 


.


.


يصنفني بعض النقاد ( التعساء منهم ) على أنني كاتب ساخر ... في الواقع هذا صحيح إلى حد ما ربما أكون ساخراً في محاولة الأختباء من سخرية أكبر وأكثر عنفا وقسوة وهي سخرية هذا العالم التي تدمرني من الداخل .. ببساطة سخريتي هي محاولة للنجاة من سخرية الجهل التي تخنقني وتزيح فهمي الحاد عن كنه الأشياء حولي ... منذ بداية وجودي في الدنيا وحتى هذه اللحظة وأنا الساخر الذي لم يعثر على إجابة مقنعة تؤكد قدرته على التخلي عن الحكمة و الغرق في لجة السخرية القصوى ... حسناً هذا الأمر لا يعنيكم في أي حال من الأحوال ... فقط تجاهلوا حديثي هذا ... أه .. يمكنكم الموت بعد قليل ... هذا لا يزعجني اطلاقا ...


.


.


رشدي الغدير 

السلام عليكم يا أبناء البشر الضعفاء ...

 


 


منقوع في السكينة ودخان سيجارتي مثل حبل مدلى من السماء ينتشلني .. و كخيط صنارة يرفعني للأعلى .. يحدث هذا كله في غرفتي والأشياء الصغيرة تصيح بي : أرفعنا معك أرفعنا معك .. أتكور كجنين أدور على نفسي وأخرج من النافذة كفكرة هلامية ... اللعنة كل هذا بسبب ثلاث زجاجات من دواء الكحة ... ياله من دواء قوي اسمه ( منتكس ) .. من الرائع أن أثمل بما هو متاح في هذا الوطن المستيقظ ...



.


.


تقفون في صف طويل واحد .. تحاذون المناكب و الأكتاف .. تسدون الفراغات بالدعاء والخشية .. أيديكم على بطونكم للصلاة .. فيما تهرب الركعات من صلاتي الأبدية .. تهمس الشياطين في أذني : هيه أنت لا تدعهم يكتشفون أنك شاعر !! لا تبح بالسر داخل المسجد أيها الأحمق .. صدقوني لو كان الأمر بيدي لأطلقت سراحكم جميعا في هذه الشوارع المنحنية الممتدة أمامي مثل ثعابين ... أشعر بالشفقة على عيونكم المعلقة بالأفق .. تطلبون المغفرة وأنا خطيئتكم التي لا تغتقر ...فقط أخبروني أيها المصلين لماذا يكرهني الإمام ولا يرد التحية بأحسن منها ...


.


.


السلام عليكم أيتها الكائنات اللطيفة ... السلام عليكم يا أبناء البشر الضعفاء .. ما أجمل حياتكم الساذجة التافهة البسيطة ... كم أحسدكم على غباء حياتكم ... ليتني لم أتحول إلى مخلوق نوراني يحمل على عاتقه كل الهموم الكونية ... كم أشفق عليكم ... رغم أن وجودكم لا يزعجني اطلاقا ... السلام عليكم ... فقط ....


.


.


رشدي الغدير

الخميس، 5 أبريل 2012

قصيدة ( القمح ) ... نص عامي

 



قال:


أستحلفك .. ظلي النايم عجز يرفع الشمس ...


أستحلفك .. ماتت حقول الكلام وما نبت همس


أستعطفك .. وأشحذ بقايا لمستك ...


واجمع غيومي لك مطر ... وأصابعي خمس ...


.


.


ثم قال :


كنت أحملك وأحملني حتى أنا معي


وطحت بغياب ... وكنت اسمعك


وتحطمت جدران تنبض بي معك


طحت بغياب .. ثم انفتح لعيون هجرك ..الف باب


كان الوله ينفضني في عيون الملا


طحت بغياب ... نسيت فيني الاسئلة ...


نسيت أصل المشكلة ...


وتحول الممكن ... محال


كان السؤال ... اللي تعلق في فمي


كان السؤال ... ليه المحاجر تنعمي ...


وأنتي سجينه في دمي


ثم قال : كانت أياديها ... دعاء


ثم اذرفت من عينها نور وضياء ...


ودعتها باخر صباح


ودعتها وكانت صباح وحكي وأفراح(ن) وهمس


وبلمسة وحدة ودون لمس


ارخت على كتفي ...


أحدى عشر كوكب وشمس ....


..


ثم قال : ...


ظفايرها صلاتـــ(ن) مستجابة


خطواتها غابة ...


نهدها إنسان أوغل في هضابه ...


ردفها شكر وقداسة وامتنان


خصرها اغصان


كانت سحابة ...


كانت المحراب ركعات وأنين


كانت مدينة من حنين


كانت دموع المؤمنين


كانت مطايها نجاة ومغفرة ...


كانت البنت البشيرة المنذرة


كانت القبة الشريفة الطاهرة


مسكونة بأرواح الأولياء الطيبين


كانت المحراب ركعات وأنين


كانت حياة الماء والنار والملح


عانقتني ..نبت في خدي القمح


كانت خواتم هالنساء


كانت سماء


كانت سماء


كانت سماء


.


.


ثم رمى في الدار صوته ... وراح يركض ...


راح يركض ... خلف موته ...


راح يركض ... خلف اشياءً تفوته ....


راح يركض ... ثم تهشم به ... نفس ....


قال : احبها ..


قلت : أحلف ..


قال : .... بس .....


قلت : أعرف ....


وجهك اللي في مرايا عيونها


دمع .... أنحبس


قال : أعرف ....


قلت : أحلف ...


قال : ..... بس ....


.


.


ثم قال : 


كان بدري ... هالسؤال ....


أيه أحبها بس مدري ....


وسط صدري ... وجهها يصرخ تعال


والله أني كنت مربوط بحبال ...


ورحت أركض ..


والله اني رحت أركض


.


.


ثم قال ... : باقي ... شي ...


.


.


قلت ... باقي لك فتات ....


.


.


ثم .... مات ....


......................................... رشدي الغدير 

المطر حيث لا نتوقع ... و الموت حيث لا نريد ...

 



سأعترف بالحقيقة ...حين هبطتُ من السماء قبل اثنان وخمسون سنه رأيتُ الناس يحملون وجوهاً غير وجوههم ... بعضكم يحمل وجهاً من لذة والاخر يحمل وجهاً من النسيان و وجهاً من الندم و وجها من الدم و الدعاء والصلاة ... فما كان مني غير انتزاع وجهي الأول ورميه في مزبلة القرية ... ثم مددتُ يدي في قلبي مرتبكاً وأخرجتُ وجهاً صغيراً جداً وضعته مكان وجهي الأول ... وها أنا أعاملكم بوجهي الأخر ... يالبراعتي النادرة لقد كنت اخدعكم طوال الوقت ... حتى أنكم لم تلاحظوا عيوني المليئةً بالشمس ... اللعنة .. هذا فيه مضيعة للوقت ...


.


أنا مريض وحرارتي مرتفعة .. هذه هي فرصتكم الوحيدة لقتلي ... هيا أغتنموا الفرصة قبل أن تعود لي صحتي وأقضي عليكم .. واحداً ... واحداً ... صدقوني لن اتسامح معكم وسأجز رقابكم بسكين المطبخ ... أقتلوني فوراً ولا تكونوا جبناء ... حسناً سأمتنع عن تناول الدواء لمدة يوم .. فقط لأمنحكم المزيد من الوقت ....


.


حسناً أيها النبلاء .. لقد قررت أن أنسى الماضي تماما .. أن أمحو من ذاكرتي كافة محتوياتها الجميلة والسيئة والغير مفهومة ، سأبدأ من جديد .. الحمدلله فأنا محظوظ بشكل ما لأن حياتي كانت مهيأة لمساعدتي على التخلص منها : والدي ووالدتي ميتان ولي ثلاثة أخوة مشغولون بأنفسهم حد الهوس ولي خمس أخوات يكرهنني بشكل نادر ... وأصدقائي قليلون ... ولا عشيقات عندي ... كما أنني أملك حصانة فطرية ضد الحنين والندم ويمكنني التعايش مع الأشياء الجديدة بشكل سهل ... لكن ثمة مشكلة واحدة تواجهني ... يمكنني معالجتها بزجاجة خمر واحدة كل ثلاثة أيام ...


.


حسناً هذا مبشر جداً .. سيتم تضمين مناهج التعليم في السعودية بسيرتي يوما ما ... سيتلوا الطلبة والطالبات قصائدي وأعمالي كورد يومي ... ستكون الاسئلة في الاختبارات النهائية تدور حول كنه تجربتي .. مثل س-1 : أين ولد الشاعر العظيم رشدي الغدير .. س-2 : متى وكيف أنتحر الشاعر العظيم رشدي الغدير .. س-3: ما علاقة مجبوس الهامور بتجربة الشاعر العظيم رشدي الغدير و هل كان لمرقة الشعوم تأثير في لغته الشعرية قبل رحيله ... سحقاً لكل المناهج التعليمية التي تغفل تجربتي دون قصد ... اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت


.


 كشاعر له تجربة خاصة ومختلفة عن كل الكائنات في هذا الكوكب الحقير ... أرى أنه من الظلم والاجاحف أن يستمر نشيدنا الوطني السطحي والعقيم والفارغ من الفنيات الشعرية واللمسات الموسيقية ذات القيمة الفنية ( سارعي للمجد والعلياء ) أقول من الحماقة أن نستمر في تلقين اطفالنا كل صباح هذا النوع من الهراء .. ابراهيم خفاجي الشاعر الذي كتب النشيد الوطني هو بالكاد شاعر أقصد أنه شاعر غنائي عادي جدا .. وانتم تعرفون أن أرذل الشعراء وأضعفهم وأقلهم قدرة هم الشعراء الغنائيون .. أه كم أشفق عليهم ... بهذا أرفع لمقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود رغبتي في كتابة نشيد وطني جديد للسعودية يليق بمكانة المملكة وحضورها الدولي .. كما وسيتم تلحين نشيدنا الوطني الجديد من قبل الفنان أبو رايش بعد ان توقف عن قرع الطبول في حفلات رابح صقر و تفرغ لتلحين النشيد الوطني ... تذكروا النشيد الوطني ليس مقدس مثل القران القران الكريم ويمكن تأويله وتزييفه وتزويره وتحريفه مع أبو رايش


.


ضقت ذرعاً بمغادرة أصدقائي للحياة تباعاً ... تباعاً .. مثل سرب قلنسوات قذرة تموت وحدها دون رأس تقبله ... نعم تمنيت كثيراً أن يموتو ولكن لم أعلم أن الموت ينتظر أمنياتي ليحققها .. توسلت مثل توسل الصحراء للطائرات أن تسقط .. لقد توهمت أن كل ما يطير في السماء هو مشروع مطر .. المطر لا يسقط إلا عندما لا أتوقع سقوطه ... وها أنا أمر بجانبي وأنا أبحث عن ما يشبهني ... داخل المكتبة والمقهى وفي مواقف السيارات...حتى داخل الإنترنت يبيعونني كل شيء إلا جواباً حقيقياً على سؤالي القديم...


.


كم بقي لي هنا؟ ... اللعنة كم بقي لي هنا؟ ... كم بقي ... أريد أصدقائي الموتى أريدهم كلهم دون نقصان ... كلهم دفعة واحدة ... 


.


لن يغامر الليل بهدوئه ليقول عنه الجميع أنه إجتماعي وهادئ




إنه فقط هكذا




وسيظل دوماً هكذا




وسيظل يحمي البشر من مواجهة ضعفهم




أنا فقط متردد بين نوعين من الفاكهة




هل أخلط السم ببرتقالة أو ثمرة تفاحٍ شهية




أو ربما أحتفظ برصاصة داخل التفاحة لأموت شهي الرائحة




أو أعلق المشنقة بعد أن أجففها من عطر البرتقال




لكن كل الروائح الجميلة لا تغير الحقيقة الأخيرة




المطر حيث لا نتوقع




والموت حيث لا نريد




والروائح هي طقس هامشي




كم سيتمدد الشاطئ على ما إعتادت أن تكون قدمي وأنا جثة هامدة




ويستريح فقط من يقتل نفسه عند الشاطئ الحجري ... هو سقوط واحد ... و ينتهي حنيني للمتوى ... سقوط واحد ...




.




.




رشدي الغدير 

تسعة ريالات قذرة في جيبي ....

 



غارق في سوائلي ... أرفع أضلاعي واحداً واحداً أردم توقي بطين الناس و شهقات الليل لأستر عورتي.. أخطو خطى واسعة أمام موتي ... أضحك كثيراً .. ترتفع يداي كلما هوت .. أعبر نبرة صوتي كمشدوه ذاهب إلى حتفه ... أعلق حول عنقي حبالاً أربطها بغيمة عابرة .. أتمدد في نهاري الطويل كساعة معطوبة .. أنادي نفسي من بعيد : هيه أنت أيها المتوّج بالنوم ، قل لي.. أمن أجل رغيف واحد تباغت عيوننا كمن يفسر اضطراب المياه تحت أقدامه الكثيرة ... تشبث بموتك : أقول لنفسي .. تشبث ... تشبث ... تشبث ... تشبث ... وكأنك الراء الكسولة في اسمك الخامل ...


.


ومثل أي سعودي قذر رحت أقيس زوايا نهد المرأة التي تشحذ عند اشارة المرور كلما مدت يدها الضئيلة كملعقة تغرف الحسنات من المارة ... قالت : ساعدني يا سيدي أنا أمرأة فقيرة .. فضحكت في وجهها .. ثم أمعنت في تحقيرها ... أنا الذي ينهر السائل ولا يتحدث بنعمة ربه ولا يحض على طعام المسكين ... نعم، أحجمت عنها مثلما أحجم دائما عن أي أذىً في طريقي دون أن ترد في مخيلتي أدنى فكرة لإماطته..


.


إنها لم تكُ تعلم أنني لا أحمل في جيبي سوى تسعة ريالات فقط ... تسعة ريالات مهترأة تعود إلى عهد الملك فهد .. تسعة ريالات هي محض ما ورثته من عهده الجميل.. كأي سعودي قذر ...


.


ولأن الابتسامة صدقة .. رحت أتجهم وأسود وأكتظم وأسطلم و أرتد و أتجشأ في المتجشئين و أكفر و أفجر و أتوب و أعود و أنهزم و أهتزم و أهتز و أهتز و أهتز و أرتكب و أرتبك و أبتكر و وأستكبر و أعتذر و أتعذر و أعذر .. وأنام و أستيقظ .. مثل أي سعودي قذر ...


 .


حسناً أيها النبلاء .. لقد قررت أن أنسى الماضي تماما .. أن أمحو من ذاكرتي كافة محتوياتها الجميلة والسيئة والغير مفهومة ، سأبدأ من جديد .. الحمدلله فأنا محظوظ بشكل ما لأن حياتي كانت مهيأة لمساعدتي على التخلص منها : والدي ووالدتي ميتان ولي ثلاثة أخوة مشغولون بأنفسهم حد الهوس ولي خمس أخوات يكرهنني بشكل نادر ... وأصدقائي قليلون ... ولا عشيقات عندي ... كما أنني أملك حصانة فطرية ضد الحنين والندم ويمكنني التعايش مع الأشياء الجديدة بشكل سهل ... لكن ثمة مشكلة واحدة تواجهني ... يمكنني معالجتها بزجاجة خمر واحدة كل ثلاثة أيام ...




رشدي الغدير 

حيثما كنت .. أكون ... كما لو أنني المكان كله ...

 



لقد تعاركت مع أبليس هذا الصباح .. ضربني على رأسي أبن النار فتساقطت كل الافكار التي جمعتها منذ سنوات عديدة على الأرض ... وفيما كنت أحاول توخي الحذر راح أبليس يجمع أفكاري المتساقطة و يضعها في جيب سرواله الخلفي ومضى دون أن يلتفت إلى الوراء ... حسناً يا أبليس أنت تعلم أنني أضعف ما أكون في يوم السبت لو كنت رجلا تعال لنتعارك مساء الأربعاء .. يالك من جبان ..


.


ثم تعثرت بظلي دون أن أقصد .. كدت أقع منكباً على وجهي ... لكن ظلي أعتذر مني بسخاء ... قلت له : ما لذي كنت تفعله قبل أن يخلقني الله أيها الظل النبيل ... قال أنه كان مجرد بقعة صغيرة حافية ومعتمة لا ملامح لها ... قال أيضاً أنه كان ينتظر خروجي من رحم أمي و أنه كان يراقبني وأنا أنمو مثل جميزة ... قال أنه صبر كثيراً حتى أقف على قدمي وأنا صغير ليلتصق بي ... و أن الهواء كان يدفعه بعيدا عني كلما أسرعت بالركض داخل دهاليز القرية المظلمة ... و دون أن أقصد رحت أضحك في وجه ظلي ذلك لأنني تخيلت شكله رغم أنني لم أكن مولوداً بعد ... ولأنه وقح مثل كل من أعرفهم .. صفعني بقوة وقفز إلى البحر.... حسناً أنتم لا تعرفون شعور رجلاً يتعارك مع أبليس صباح أيام السبت و يصفعه ظله ويقفز في البحر دون سبب مقنع ...


.


ياللهول حتى شقتي التي كنت أظنها المكان الوحيد الطاهر في هذا الوطن الفاسد تحولت إلى مكبا للنفايات ... اللعنة على حياة العزوبية ... جسدي تكيف على زاوية الغرفة الشمالية منذ سنوات ولم يعد بمقدوري الجلوس في أي مكان أخر .. حتى الصراصير التي تشاركني فتات الخبز والضجر ملوا وتركوني ، كان صعبا عليهم أن يتعايشوا مع رجلا لم يعد يعنيه أي شيء ، استجمعت شيئا من طاقتي حملت المكنسة الكبيرة التي تقترب من حجم رأسي و رحت أدغدغ شقتي ... وبعد كل هذا العمل ... ما زالت شقتي قذرة ... أريد زوجة سمينة وقصيرة تجلس فوق صدري وتراقبني وأنا أختنق .. فقط عليها تنظيف الشقة والعراك مع أبليس بالنيابة عني وعدم التعثر بطرف ظلي النائم بجانبي


.


رشدي الغدير 

الاثنين، 27 فبراير 2012

إني أراني أعصر شعراً أناء الليل وأطراف النهار ..

 





صباح الخير .. مولاتي ..


صباح يشحذ البركة من قدميكِ فيمنحها لخطوات الباحثين عن عيش نظيف ..صباح يستجدي النور من وجنتيك صغيرتي ....


قفي مائلة,


تنطوي لقدميك مناكب الأرض..


هزي بجذعك..


تساقط عليك السماء نجوما


فتدور حول جيدكِ عقدا


ويعود القمر بين نهديك


حيث سيرته الأولى,


,


أطلقي للفضاء تنهيدتك


يعود إليك الصدى بتهويدة


تتراقص لها جبال الأرض


وتدا,


وتدا.


صغيرتي،


لا تنظري للسماء


يعجبنا ترتيبها هكذا


لا ترصي نهديك .. إلى بعضهما 


.... لم يحن موسم المطر ...


.


.


اذهبي لأقرب مرآة


سترين أنثى فوق العادة


قولي لها : في مقلتيك و شفتيك وقوامك تتمثل الحياة بكل تجلياتها،


اخرجي..


القِ نظرة للشمس


يرتد النهار إلى شأن تعز فيه الفوضى.


كوني على مقربة


فأنا ثاكلا طفلتي


وابحث بين ثناياك عنها


لا تبتعدي ايتها الحسناء


فلو نضب الماء .. ليس إلاّكِ صعيدا طاهرا....


.


.


لا بأس أيتها الركعة الهاربة من المغرب إلى الوتر..


لك شفتين رطيبتين بآمال الوالهين


حركيهما بلا كلام


لن يصلني المعنى فحسب


بل سيخترقني المعنى والمغنى...


مالإناث بعدك إلا جثث مدججة بالهدايا ..


.


.


مقلتيكِ تدحرج نظرتها في عباءة الليل ...


ومتيمك يتلى في سورة القتلى 


.


.


إني أراني أعصر شعراً أناء الليل وأطراف النهار ..


وأبحث في الشعير عن ثمالتي ...


أحبكِ يا حمقاء ... فلا تجزعي من الماء 




إنه المطر ،


يبحث حول قدميك عن مسجد..


هو المطر، عند كل محرابٍ فيك يقوم ويقعد ...


.


.


رشدي الغدير


 

الجمعة، 24 فبراير 2012

يا بلادي واصلي ...ذبحي


 


 


 


http://www.youtube.com/watch?v=_wwWp3g3vN4&feature=youtu.be


وكنت الصغير ... الطفل ...


واطفالي كبار ....


وكنت المدار البكر ....


تسجني اسرار ... 


...عطش .. 


.. لونك بلادي مرتعش ...


طفش ... رمشك بلادي ....


ما رمش ...


يا بلادي سارعي ... 


...للنعش ... 


أ


س


ت


ف


ي


ق


ي


.... من منامك .. 


يا بلاد الأرصفة ...


وجهي رصيف ...


استفيقي ....


ما بقى فينا رغيف ... 


استفيقي ....


للنوايا المسرفة ...


جودك اللي اعرفه ...


ثوبك اللي صار من شدة مجاعاتك نظيف ...


استفيقي ... 


للخريف .. 


استفيقي واصرخي ... 


ما بقى فينا رغيف ...


استفيقي ... 


بلي ريقي .. 


يا وسيعه ...


ساكنه كلك في ضيقي ... 


يلعن أمك استفيقي ....


يا بلاد الهاوية .. يا بلاد الأدوية 


وش أسوي براية التوحيد وبطني خاوية ...


/



لا والذي زين عيونك بالهداب ........


======== طز في بلادن ما تصد الاعادي


شاعر دموعه تراب في زحمة ثياب .......


======= جايع ومفلس والنفط في الأيادي


يا همي لا منك تعشيت الاسباب .......


====== قوتك صلاتك والفقر والزبادي


يا همي لو تضحك تنبح لك كلاب .......


======== حتى بلادك تنبحك لو تنادي


أنعق نعيق غراب في غفلة أغراب ......


======= أنعق وأنادي واصلي يا بلادي 


يا بلادي واصلي ..


وا صلي ..ذبحي ... مسحي .. واصلي ... حرقي 


يا بلادي ... واصلي ... دهسي .. واصلي هرسي 


وأكنسي ... وجهي ... مو قلت لك وجهي رصيف


مو قلت لك ... ما بقى فينا رغيف ...


 


/



يا سيدي


لو خنق وجهك وطن


احزم اشيائك وغادر


وأن تكرم هالوطن


وأرسل أوامر


لا تبادر


وتكشف أسرار المهاجر


قول أنك كنت ميت


وقبل موتك كنت فاجر


قول أنك كنت أناني


... كنت زاني


قول أنك رجس


وللخمره تعاقر


بس .... لا تبادر


وان تمادى هالوطن


فيك وتكابر


بالغ بكل المجون


صير شاعر


أركض ... بنعليك حافي


أرتعش .... من برد دافي


أحترق ... و بشكل طافي


صير موحل


وخل وحل الروح صافي


انغمس وسط الجنون


لجل يشيل العين عنك


وما تغمض عينك


بعتمة سجون


والتحية للوطن


.


.


 


الوطن أمن وامان


إنسٍ (ن) وجان


هو مكان يخاف


من شكل المكان


هو مكان (ن) يسبقه وجه الزمان


.


.


الوطن


أحتسى فينا الموده


دسنا تحت المخده


ألتصق الليل فينا


ثم نبتنا عشب أخضر


فوق خده


اختبئنا تحت تحتة


بين تعريجة وريده


وبين ورده


بين أشواكه و أسلاكه


وترحيبه وطرده


بين شرعه وبين نرده


.


.


يا سيدي


ما خرجنا من الذهاب


وما مكثنا من البقاء


واللقاء الي جمعنا


اجترعنا في نقاء


واعترفنا للوطن


أن حنا للأسف


أصل الشقاء


أن حنا للأسف


أصل التخلف والبلاء


.


.


الوطن طفل (ن) بريء


يضحك ويبكي بلا سبب


يجوع في وقت الغضب


و..... و.... العن أبو شكل التعب


خلاص هاتوا التبن


من سارعي الى طن ططن


يا سيدي باكل تبن


يا سيدي باكل تبن


.


.


وعاش الوطن


 

الأربعاء، 22 فبراير 2012

أريد ظلي ....فوراً

 لقد قتلت ظلي اليوم ..كان يتبعني في الظهيرة مثل الخيبة ..وعندما توقفت للتبول تحت شجرة جاري التي تنظر إلى السماء بأوراق قليلة راح ظلي يفعل مثلي تماماً.. فما كان مني غير التسلل خلفه ومباغتته دون أن يشعر .. لقد طعنته سبع طعنات متتاليات احداها بالتراب وكلها في عنقه ..الحمدلله لقد تخلصت منه ..الان من سيفسر لي رؤية الانبياء في حلمي وهم يبصقون على وجهي ..دون توقف


.


.


أريد ظلي ..فوراً أنا نادم على قتله أشعر أنني عاري وضعيف بدون ظلي الأسود الجميل 


.


.


فقداني لظلي جعلني أحك اذني بالملعقة.. وأكتشف أن الجميع يؤجلون الاستماع لحزني إلى وقت لاحق.. قليلة هي الدموع التي ذرفتها عاشقة صارحتها بندمي المتسع لفقداني ظلي وبخوفي وألم خصيتي الضامرة بسبب السمنة ..ودائما ما تقاطع حديثي ..فيما ظلي ياراقب كل شيء بحذر أيتها النساء في العالم لن أغضب.. يمكنكن إيماطتي عن الطريق مثل الأذى ..أنا مجزرة النساء وقبرهن وسر رائحة تعفن أفخاذهن قررت أن وجودكن في حياتي غير ضروري بدون ظلي ..هاتوا لي ظلي وأعدكن وبكل بساطة...أن أغرب عن وجوهكن ..أنا فقط أريد ظلي 


.


.


كان بوسعكم أن تكونوا أقل قسوة مع رجل دون ظل ..طلبت منكم مصارحتي وارشادي لمكان ظلي لا تمزيق وجهي وتقاسمه فيما بينكم مثل حصة الغنائم من معركة القادسية ..الغريب حتى غدري برائحته القديمة كاد أن يعترف بكل شيء لفرط ضغطكم على رقبته ..تتهمونني بالبذائة والمجون والاسفاف وتقولون أن لساني مصاب بالسرطان لفرط ما لحست من مهابل باردة مرمية على قارعة الطريق ..بعضكم يقول أنني أشد على عضوي بقبضتي الكبيرة كلما اعجبتني امرأة في شاشة التلفزيون وفي المراكز الصحية وفي محطة الوصول والمغادرة ..توقفوا عن نشر الأكاذيب وأبحثوا معي عن ظلي الأسود الجميل


.


.


أبحثوا عنه في مزبلة القرية ..لقد رميته هناك


.


.


أريد ظلي ....فوراً


 


 


 


رشدي الغدير


 

تم انتهاك مؤخرتي بحقن كثيرة ...هذا مؤلم

 الممرضة كانت تمسك بالصحيفة المحلية وتتابع سلسلة مقالات كنت أنشرها في نفس الصحيفة ..وقفت بجانبها وبادرتها بالحديث 


هل تقرئين لهذا الكاتب عادة؟ 

- اتابع كتاباته في هذه الصحيفة . 

- هل أعجبك؟

- لا أتحمل الامساك بالصحيفة إذا لم أحببه. 

- هل هناك ما يزعجك في كتاباته .

- نعم. الكثير من المفردات الغامضة لكن حديثه عن نفسه يشعل الفتنة في خيالي خاصة عندما كانت والدته تقول له أنت ولد لا تصلح لشيء أحب حديثه عن الموت كما انه يعجبني عندما يتحدث عن طفولته مع الصيد وضياعه في البحر دون بوصلة .

- هل هو صياد أيضا؟

- يبدو كذلك وإلا لما جاء بكل تلك التفصيلات. هل قرأت له شيئا؟ 

- لا لم يسبق لي القراءة لكاتب اسمه رشدي الغدير ؟ هل هو سعودي 

- لا أعرف جنسيته لكن عليك ان تسبق اللحظة وتتابعه في الصحيفة 

- نعم سأفعل ... شكرا لك

.......................

كنت أريد أن أقول لها أن والدتي تحبني اكثر مما ينبغي وأن الموت مكانه الوحيد هو رأسي، وأن الفتنة التي اشعلها في أرواح الناس..أنا نفسي لا أعرفها ولا أريد مطلقا أن أعرفها .. أردت حقاً أن أقول لها أنا هو رشدي الغدير أيتها الفتاة القصيرة 

.

.

الممرضة والطبيبة وعاملة المختبر والأخصائية ومسؤولة الأشعة كلهن حولي مثل فراشات في هذا المشفى الفخم كل شيء هنا لونه أبيض الملاية المفرش الجدران المخدة ملابسي وقلوبهن .... اللعنة أنا لا أستحق كل هذا النقاء دفعة واحدة أحاول البقاء صامتا وحبس رغبتي في الصراخ وفي مراقبة أثداء الطاقم الطبي وتحليل مراكز الأشياء المهتزة ...

.

.

تم انتهاك مؤخرتي بحقن كثيرة ...هذا مؤلم

.

.

الغريب أن كل ممرضة تنتخب لها بقعة خالية للحقنة ...تلوذ بضحكتها الخجولة وتهمس في أذني ...ستكون بخير يا أستاذ ( راشد الدوسري ) ... 

.

.

أحقنوني أحقنوني يا ملائكة الرحمة الجميلات أحقنوني فلا خير في رجل لا تحقنه النساء في هذا العالم المحتقن

.

.

قالت الطبيبة - هل تعاني من نوبات النقرس بشكل مستمر

أنا - أيتها الطبيبة هل أنتي متزوجة 

الطبيبة - أرجوك جاوب على سؤالي أحتاج تشخيص لحالتك

أنا - جاوبيني انتِ واختاري طريقتك في اذهالي

الطبيبة - يبدو انك تحتاج طبيب يكشف على حالتك

انا - لا أرجوكِ أيتها الطبيبة لا اريد رؤية الرجال وأنا مريض ومنهك ومسحوق مثل ضفدع هذا سيدفعني للموت

الطبيبة - حسناً جاوب ولا تخرج عن الموضوع

عموما انا لست متزوجة 

انا - رائع أيتها الطبيبة هل أدير لكِ مؤخرتي لحقنة جديدة

الطبيبة - لا أرجوك

.

.

أنا بخير يا اصدقائي ...في الواقع أنا سعيد هنا 

المكان يعج بالنساء

.

.

انهيت الكشف والحقن الكثيرة ...وخرجت من المستشفى 

دون ان تعرف الممرضة الأولى أنني هو نفسه الوغد الذي تتابعه كل يوم في الصحيفة ... ودون أن تعرف الطبيبة أسم والدتي ... 

.

.

هذا مؤلم

.

.

رشدي الغدير

..........................

..

خارج المشفى وفي مخيلتي فقط قام جدي كعب أبن نطاعة الغديري قدس الله سره وتبارك ظله الوارف وقال: يا ولدي رشيدان قلت له نعم مولاي قال : مالك مفلس وجيبك فارغ والنساء تهجرك باستمرار لا بارك الله في شيطانك.. قلت له هذا قدر الشعراء في زمننا ..قال :ويحك لا أبا لك كنت في وادي الدواسر آكل من لحـم الطَّير أسـمنها، وألبس من الثِّياب أفخرها، وأجلس على ألين الطبري، وأتكئ على هذا الريش، ثُمَّ أصبر على هذا حَتَّى يأتي الله بالفَرَج ...قلت له لم يكن في زمنكم فيس بوك يا مولاي

 

 

 

.رشدي الغدير

 

شخص غامض ... اسمه ..غدري الرشيد ..هل تعرفه

 المحقق - هل هذه الصور لك 


 

أنا - نعم يا حضرة المحقق هذه الصور لي لكنها صور منتشرة في الأنترنت وفي المواقع الثقافية

 

المحقق - لقد وجدنا الصور في دولاب الفتاة المنتحرة التي تسكن في الشقة رقم 204 كما وجدنا ثلاثة دفاتر بالمقاس المتوسط مسجل فيها يوميات وقصائد وكلها تدور حولك تحديدا ..هل يمكنك شرح هذا لي 

 

أنا - لا علم لي بالأمر يا حضرة المحقق أنا شاعر وصوري وكتاباتي منتشرة بشكل يسمح للجميع بطبعها والاحتفاظ بها..

 

المحقق - هل سبق لك التحدث مع الفتاة المنتحرة هل كانت بينكم علاقة من أي نوع ...

 

أنا - لا يا حضرة المحقق لم يسبق لي التحدث معها ولا توجد بيني وبينها علاقة من أي شكل..

 

المحقق - حسناً يا رشدي الغدير وقع على اقوالك ويمكنك الذهاب بعد أخذ البصمات وسيتم استدعائك فيما بعد لاستكمال التحقيقات 

 

أنا - شكرا ً لك 

...

كنت أريد الأعتراف للمحقق بأنني أنا من قتلها أنا من دفعها للموت من أعلى إلى أسفل كان في انتحار فوز من الطابق السادس إلى اسفلت الرصيف نزولا من مرتبة الحجاب والإيمان بالله إلى مرتبة الكافرين الذين يقتلون أنفسهم ... وللأسف أنا الذي دفعتها لهذا اللأمر ..

 

الآن عرفت ..لماذا تذكرت تلك الرسالة من فوز في الفيس بوك وهي تقول أنها ذاهبة إلى الله...لم أعرها أي اهتمام قلت في نفسي أنها فتاة مراهقة ومزعجة ترسل لي رسائل عن عذابها مع زوجة والدها وعن حبها لكتاباتي وأنها تضع صوري تحت وسادتها وتبكي بحرقة دون أن تمسح دموعها وكثيرا ما يؤلمها تجاهلي لها ...اللعنة كم أنا وغد ... ليتني منحتها القليل من العطف لو أنني بادلتها الرسائل الكثيرة التي ترسلها لي برسالة واحدة فقط .. لو أنني فعلت ...

.

.

المحقق - الو استاذ رشدي 

 

أنا - نعم اهلا بك 

 

المحقق - وجدنا خيوط في القضية أود منك الحضور في مكتبي لو سمحت

 

أنا - أحتاج نصف ساعة فقط وسأكون عندك

....

 

ماذا يريد مني المحقق ماذا تراه وجد .. هل قامت فوز قبل انتحارها بكتابة رسالة للجميع تعترف فيها أنني أنا سبب انتحارها هل يمكن هذا ... ماذا لو دخلوا على صندوق رسائلها في الفيس بوك ووجدوا كل الرسائل التي كانت ترسلها لي وحديثها عن هبوطها الكامل من العقل إلى الجنون وشكها بالسماء بسبب كتاباتي العبثية حول الإيمان بالغبيات .. 

 

اللعنة ..لقد كانت معجبة بقصيدة الشعوذة الشعرية قالت أنها تتخيل نفسها ميتة بين أحضاني وأن الجن يرقصون حولها ... كانت تستهجن عدم فهمي لسر العلم الإلهي الغيبي وصفات الخير والقدرة العادلة لله مع وجود الألم في حياة البشر ..كانت تدور في حلقة كتاباتي عن الإيمان المطلق في فقد الإيمان المطلق كانت خائفة على إيمانها كانت تراقب نفسها من خلال كتاباتي كانت تتوقع وترتعب وتخاف ان تموت منتحرة وهي الفتاة الملتزمة بالدين كما أخبرتني في رسائلها كانت تصلي حتى وهي نائمة .. 

 

الان فهمت لقد كانت تحمل الهوس بالموت منتحرة وكان تجاهلي لها ولرسائلها بمثابة تأكيد التوقع الذي لازمها طوال الوقت .. 

 

يجب أن امسح كل رسائلها من صندوق بريدي في الفيس بوك وحذف حسابي كاملاً قبل أن يصل المحقق لشيء ...

.

.

المحقق - لماذا تأخرت في الحضور يا أستاذ رشدي 

 

أنا - أعتذر عن تأخري لقد تعطلت السيارة في الطريق

 

المحقق - لا بأس ..عموما لقد حدث شيء في التحقيقات حول انتحار الفتاة 

 

أنا - مالذي حدث ؟؟

 

المحقق - كنت أجري التحقيق هذا الصباح مع زوجة والد الفتاة ..هل أخبرتك أن الفتاة المنتحرة كانت تعيش مع والدها وزوجة والدها بعد وفاة والدتها وهي في سن العاشرة 

 

أنا - لا ..لم أكن أعلم بهذا اللأمر 

 

المحقق - لقد انهارت زوجة والدها وأعترفت أنها كانت تعذبها وتضربها بشكل وحشي وأنها كانت تحرق يد الفتاة بالملاعق الساخنة وتحبسها وتغلق عليها الباب لأيام ناهيك عن شتمها بقسوة 

 

أنا - هذا محزن حقاً .. الفتاة المسكينة ما كان على زوجة والدها أن تفعل هذا بها 

 

المحقق - نعم معك حق ..لكن ثمة علامة استفهام في القصة كلها 

 

أنا - ماذا 

 

المحقق - هناك شخص غامض لم نجد له أي سجلات في ملفاتنا ... اسمه ..غدري الرشيد ..هل تعرفه 

 

أنا - لا لم أسمع بهذا الاسم من قبل 

 

المحقق - لا بأس .. أظنه من صنع خيالها .. لقاد كانت تكتب اسمه في دفترها وترجوه أن يتركك او يخرج منك ..شيء غير مفهوم ... 

 

أنا - لا علم لي بهذا الأسم 

 

المحقق - حسناً يمكنك الانصراف ... لقد تم اغلاق ملف القضية 

.

.

اخر رسالة وصلتني من فوز ...قبل انتحارها

.

.

رشدي ..لماذا لم تقنعني منذ البداية أنك لا تحبني فحسب؟! .. الآخرون فعلوا ذلك ببساطة ...كلهم تركوني أنزف وحدي .. الذين جاءوا وذهبوا، أو الذين جاءوا واستمروا لأسباب ليس من بينها أنهم سيجعلون عالمي أقل قسوة .. لكنك كنت الوحيد الذي يقرأ حزني الوحيد الذي يستحقني .. تجاهلك لرسائلي يسحقني .. يسحقني ..ولا أعلم ماذا أفعل .. هذه اخر رسالة مني يا رشدي ..أنا ذاهبة إلى الله 

تحياتي ... فوز

.

.

.

 

 

.رشدي الغدير