Translate
الاثنين، 30 ديسمبر 2013
الموت يبتسم لي بخبث ...
أقود سيارتي مع كامل مشاعر الخيبة والحزن عندما قررت (وبدون سبب واضح ) أن أمنح السيار القادمة من خلفي فرصة للعبور بدل من سيارتي في ردهة الجسر بين مدينة الخبر و الدمام .. لم يكن يوما مهماً ولا أتذكر السبب الذي جعلني أمر من هذا الشارع بالتحديد ... وعلى بعد ما يقرب من خمس خطوات فقط خرجت شاحنة من المجهول لتدهس السيارة التي أمامي وتسحقها بالكامل .. نظرت إليها وبالطبع فكرت في أنني كان من الممكن أن أموت الآن .. ماذا لو مت فعلا ؟ .. كانت هناك أحداث كثيرة ستتغير ..
فشيخ مرخ العنبجة
.
.
رشدي الغدير
الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013
كل ما في الأمر أنني ...

كل ما في الأمر أنني مشغول في تنظيف رأسي من الأوغاد ..فوجئت أثناء سرد أسمائهم القبيحة أنهم يشبهونني جداً حتى في طريقة مشيهم أثناء النوم ..والغريب أنني وجدت داخل رأسي ريش حمام قديم ومغبر، ودهشت كيف جاءت حمامة إلى رأسي دون علمي.. ووجدت رسائل حب كتبتها في زمان ما... ووجدت خوفي الوقح الذي داهمني في اللحظات الحاسمة من حياتي السابقة و عثرت على مشاعر القلق متكومة في زاوية رأسي لكنها مقطعة ومهمشة جدا...و وجدت حذاء قديماً جداً وحين قسته على قدمي اكتشفت أنه ليس حذائي ؟ .. ورحت اسأل نفسي عن سبب وجود هذا الحذاء في رأسي .. إنها مأساة أن أكتشف بعد مضي معظم العمر أن الأشياء التي في رأسي لا تنتمي لي بتاتاً وأن أجمل عاداتي هي أنني كنت أستخدم ورق القصائد : لنكش الأنف من الداخل واخراج القرف الملتصق الذي يضايقني أثناء الكتابة ...
.
.
كل ما في الأمر أنني كنت خلال السنوات الكثيرة التي عبرت لم أتوقف لتنظيف رأسي بشكل جدي ..لهذا رحت أستعد لفصل الأهمال القادم وأجبرت نفسي على النسيان ذائع الصيت ..النسيان الذي ينقذني من الألم و الندم والجوع ..وبعد أن تعبت من إصلاح ذات البين في رأسي تمددت على سريري الفاخر الذي وجدته داخل رأسي .. ويبدو أنني أطلت في التمدد لدرجة أنني عندما صحوت لم أجرؤ على البحث في رأسي عن نفسي وكأنني أصبحت غريبا عني، بالأحرى لم أعرفني لهذا فأنا لم أجدني ..كل ما في الأمر أنني مشغول ..في البحث عن نفسي ...
.
.
كل ما في الأمر أنني كنت أنظف رأسي من الأوساخ الكثيرة و وجدت : أصدقاء سفلة ...عاهرات جميلات ... عاهرات مثقفات ... عاهرات فقط ...علب سردين أكلت نصفها ... أجنحة دجاج مقلية ... سيارة بورش حمراء ... صرصور يزحف مبتسما على جدار رأسي .. نباح كلاب ... أعداء يجوبون رأسي دون هوادة ... قصائد غبية ... سامحيني يا أمي ...فتاة القمح تبتسم ... إبريق الشاي ... أغنية قديمة ... ارغفة خبز لم أكمل أكلها .. سحقا لك .. رشدي أنت ولد لا تصلح لشيء ... لا تضربني يا أبي ...دراجة نارية ... خزعبلات ... باب مسجد ... مخالفات مرورية ... داهمني إحساس غريب وأنا منخرط في أعمال التنظيف داخل رأسي : لماذا أصبحت لا أهتم بمن أحبهم و بمن أكرههم و لماذا أتخيل نفسي ميتاً ..رغم أنني ميت تماما حتى أنني مازلت مبتسما رغم موتي الواضح ....
.
.
كل ما في الأمر أنني ميت أحاول التشبث بذكرياتي القليلة ...فقط ...
.
.
رشدي الغدير
الجمعة، 20 ديسمبر 2013
مصباح الشارع المكسور
كلما فتحت نافذة غرفتي وجدت مصباح الشارع المكسور ينظر مباشرة إلى كتفي ..أفكر جدياً في أن أهبه عيني ليضيء ...عندما رأيت الضباب لأول مرة في مدينة الدمام ظننت بأن الساعة قد حانت ..رفعت يدي إلى السماء و قلت :أيها الرب ..ماذا سيحدث لمصباح الشارع المكسور ؟ .. وها أنا أكتب هذا الهراء وأنظر إلى المصباح وأبتسم ...
.
.
في عيون القراء أبدو يائسا تماما من كل شيء ..رغم أنني أكتب لهم دون أن ألتفت لاحتباس البول الذي يفاجئني ويدمر حواسي الأخرى .. أكمل الكتابة بحرص وروية وبمثانة محتقنة أعبر بين نقطتين .. ورغم هذه التضحية التي قد تسبب لي تسمما في الدم او عطبا في الكلية ما زال القراء يظنونني عابثا فقط .. يحدث لي هذا عندما أفرغ صندوق الرسائل الخاصة في الفيس بوك وأجد أن أغلب رسائل القراء فيها تهجم شخصي .. القراء يشبهون الفئران التي نهشت صدور الدجاجا قبل أن تنتف ريشها في الهواء .. لا بأس .. لا بأس .. سأدعهم يثرثرون ريثما أعبئ الزمن في زجاجات البيبسي الفارغة غير عابئٍ بانفعالات القراء الغبية ... وسأهب عيوني لمصابيح الشوارع المكسورة وذراعي لأعمدة الإنارة العرجاء ...
.
.
في الكتابة وحدها أفتح حواسي كثقوب ..أتسلق جدران الممكن و المستحيل على رؤوس مجانين لهم شكل النحلة .. النحلة التي وجدت بقايا أمعاءها في العسل .. العسل الذي لم أتذوقه في حياتي .. حياتي التي تترنح كالهواء بين أصابعي ... أصابعي التي تشير إلى ضدي ... ضدي المتنافر معي والذي يتحدث معكم دون هوادة ... لم أكن أعرف أنني أنا هو مصباح الشارع المكسور حتى وجدت ورقة في جيبي كتب عليها : أيها المصباح المكسور لا تترك شارعك وتتجول في شوارع الأخرين ... فما كان مني غير اخراج علبة سجائر من رأسي وشرعت أدخن حتى تجمد دمي وتيبست عروقي و وقفت أنظر مباشرة إلى كتفي من نافذة غرفتي وأقول : كلما فتحت نافذة غرفتي وجدت مصباح الشارع المكسور ينظر مباشرة إلى كتفي ..أفكر جدياً في أن أهبه عيني ليضيء ...
.
.
رشدي الغدير
الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013
لا تبتسم أرجوك يا أبي ...

الفتاة الصغيرة التي صفعتها على فمها قبل سنوات عندما وقعت عليها متلبسة بدمغ شفاهها بقلم حُمرة لأمها قفزت بسرعة وأصبحت في العشرين .. كان عليّ أن أكون هناك لأمنعها من التحول إلى امرأة فاتنة مكللة بالورد ..كان عليها البقاء متمسكة في طفولتها وأن لا تكبر أبدا .. وها أنا اليوم أصاب بالضجر و الوحدة مثل كرسي قديم في بيت امرأة مسافرة أنصت لدوران المفتاح في قفل الباب متلهفا لمؤخرة تمنحني معنى لحياتي المتخشبة ... ينتابني شعور الخيبة وأنا أستمع إلى مقطوعات موسيقة قديمة مشوشة على« اليو تيوب» ... تعالي هنا يا أبنتي سأحدثك عن رجل وحيد كلما شعر بالضجر راح يمسح الغبار عن الظهيرة فيما التراب يسقط من يده مباشرة إلى فمه الشاسع ...
.
.
- لا تبتسم أرجوك يا أبي ...
- لماذا يا أبنتي ؟
- أنت نادرا ما تبتسم وكلما أبتسمت أكتشف أنك لست أبي الذي أعرفه ...
- لم أفهم يا أبنتي ...
- أنت متجهم دائماً لسبب مجهول .. في الواقع أنا اعتدت على رؤيتك غاضبا طوال الوقت لذا لا أريدك أن تبتسم حتى لا أفقد الخيط الخفي الذي يربط وجهك مع الأشياء في مخيلتي ...
- حسناً يا أبنتي .. أعدك أن لا أبتسم ...
.
.
سألتني أبنتي عن الجرح في كتفي .. لم يك مجرد جرح عادي حفره بغدر طائش الطرف المدبب لحقيبة الصبي المدرسية التي كان يحملها معلقة على ظهره كل صباح منذ أربعين سنة تائهة .. أقنعت أبنتي ان الجرح في كتفي هو ختم النبوءة وأنني نبي مؤجل ما زال ينتظر رسالته من السماء .. الرسالة التي لم تعد صالحة لهذا الزمن .. الجيد في الأمر أن أبنتي تصدق كل تفاهاتي وتأخذها على محمل الجد … لفرط الثقة ربما … او لعلها تهزء بي في داخلها وتعتبرني مجرد أحمق ..
.
تعلم أبنتي جيداً أنني لا أحتاج إلى معجزة من الله لأكون متواجدا دائما في حياتها الدنيا و حتى لا يبدأ وجهي في التلاشي فجأة من ذاكرتها .. قد لا أكون جديرا بمعجزة من الله لتبقيني على نفس الشكل خاصة في وجود كل الشيعة و السنة التعساء والفقراء والمحتاجين في العالم … سأموت يوما ما وستصبح أبنتي يتيمة .. ليس عليها أن تحزن أو تتعايش مع موتي هي فقط تحتاج أن تشاهد التلفزيون كثيراً .. وستنساني بسهولة ..
.
أنتم لا تعرفون شعور الأب الذي تعتقد أبنته أنه يمتلك تفسيرا لكل شيء … فيما هو يجهل نفسه ويخاف من ذكرياته الدموية ويبكي قبل النوم كل ليلة على الأشخاص الذين قتلهم ….. يقول لنفسه : أيها الوغد عليك ألا تتورط مطلقا بالفخ الذي يكشف عن طبيعة عملك كقاتل مأجور أمام أبنتك … لا تتحدث كثيرا وأحذف أجزاء من شخصيتك أمامها ..و ابتسم مثل كل الأباء البلهاء في العالم … اللعنة …هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
رشدي الغدير
الاثنين، 16 ديسمبر 2013
لم يعد لدي أحد اتحدث معه

أقف أمام باب شقتي متوتراً .. شيء ما يمنعني من دفع الباب واجتياز المسافة التافهة إلى الداخل .. يمر موكب صغير من النمل بجانب حذائي في صمت ..ولا نملة واحدة تلقي علي السلام رغم أنهم يسرقون فتات الخبز الذي أتركه متعمدا أسفل الطاولة .. أضع المفتاح في جيبي وأستدير عائداً إلى الشارع … وجوه الناس تبدو الآن متشابهة و جاهزة للموت أكثر من أي وقت مضى .. أشاهد والدي الميت يمشي على الرصيف وهو يدخن سيجارته الهائلة .. لا ألتفت إليه .. أكمل طريقي … تمر أمي الميتة في جانبي ولا التفت إليها رغم ارتعاش الحزن في وجهي ورغبة ملامحي في الالتصاق بها ..لكن لا التفت … أكمل طريقي … تدمع عيناي … أقول في نفسي أنهما ميتان ولهما الحق أن يفعلا ما يشاءان .. خشيت إن نظرت إليهما أن يتوقفا عن أن يبدوا أحياء هكذا…
.
لم يعد لدي أحد اتحدث معه عن افتعالي لمظاهر السعادة أمام الناس .. لم يعد لدي أحد اتحدث معه عن خوفي من باب شقتي الأعمى الذي ينتظر مني أن أغرس في رأسه عيون ساحرة ليشاهدني كلما توقفت متوتراً أمامه .. لم يعد لدي أحد اتحدث معه عن سخافة مرور مواكب النمل في جانب حذائي … لم يعد لدي أحد اتحدث معه عن لهفتي في إلقاء التحية على والدتي الميتة في الشارع و طلب سيجارة من والدي الميت كلما شاهدته يمشي على الرصيف ..الحياة لم تعد تسمح لأحد أن يخصص وقتا من أجلي … قدرتي على الاحتمال تتناقص تدريجيا .. وحدها الساعة في معصمي تعرف جيداً أن نهايتي تقترب وأنني مجرد رجل ممزق يحاول التوصل لهدنة مؤقتة مع عقربي ساعة نشيطين ومفترسين …
.
.
أنا المشتت مثل صرخة عالقة في حناجر المقتولين داخل الحروب الطائفية بين الشيعة والسنة .. كيف لي أن أستعيد نفسي التي قسمتها كرغيف خبز بين أطفال العائلة …قضيت حياتي في امتحانات صعبة ومرهقة قبل أن أدرك ماذا أريد تحديداً ولكن بعد فوات الآوان … أقف على شفير النهاية مثل إله يكتشف أنه غير معني بأديانه السماوية التي تكفر بعضها البعض ولا يحفل لكل هذه المذاهب بين المسلمين .. أشعر بالخيبة مثل ساعي البريد الذي أكتشف أنه كان يسلم الرسائل الفارغة إلى الأموات .. وبثقة عصفور يفضل القفص الضيق على هراء الطيران والحرية أقف أمام باب شقتي متوتراً وخائفاً .. ثمة شيء ما يمنعني من دفع الباب واجتياز المسافة التافهة إلى الداخل … شيء ما … لا أفهمه …
.
.
رشدي الغدير
الاثنين، 2 ديسمبر 2013
أنتم أغبياء ... أليس كذلك؟
كنت أفتش في عيوني عن النظرة الأخيرة التي ترقد خلف البؤبؤ و الحدقة مثل بقعة قديمة على جدار .. ولم أجدها .. اضطررت لتقشير البرتقال من الداخل بحثاً عنها وأنتهى بي المطاف عاريا من جلدي
وبقلب متهتك لفرط الخشب .. وها أنا أرتجف مثل عملة مزورة في يد صيرفي عجوز .. السؤال الوحيد الذي يشغلني هو : لماذا هذا الماء شفافاً ولماذا هو ماء في الأساس ... دعكم من هذا الهراء حول مهارتي في تبديد وقتي الهائل والغير مهم .. منذ زمن قديم كنت أشعر بالضجر فأخترعت لي اسماً مستعاراً فشعرت بالضجر أكثر فاخترعت لعبة اسمها الشعر .. ولاحظت أن اسمي المستعار يتنكر بهيئة الشعر ويهاجم وجهي في المرآة دون أن أشعر بالترف او بالحزن المناخي المتكرر ... فما كان مني غير ازالة كل المرايا من الشقة لهذا فأنا أبحث وأفتش في عيوني عن أي نظرة منسية و بنبرة تكاد تكون واحدة وبصوت واحد وبشغف واحد و الكثير من الضجر ...
.
.
بالطبع ثمة فارق بين أن أكون شاعرا او أن أكون عاشقا .. الشاعر يلاحق الأثر لا الشيء لكن ليرصف الفجوة بين الظل و الجسد بين الروح و الرغبة بين الموت والفناء وبين الفرح و الصمت ...أما العاشق فهو غبي ومتحنط يجلس في الهوامش كالنافذة و الستارة و الباب ... لهذا ثمة اختلاف بيني و بيني من ناحية الهشاشة على أقل تقدير ...دعكم من هذا الهراء حول الشاعر و العاشق في النهاية أنا نفس الشخص الذي يحمل أضداده وبكامل الضجيج .. ثم أنني فاشل في الحب وعاجز عن منح السعادة لأي أنثى تافهة في هذه الدنيا ... سأعترف لكم بشيء غير مهم .. عندما أكتب عن مدينة الدمام فأنا أكتب عن رأسي نفسه ... ثمة ذاكرة بعيدة تهضم كل أفراحي المؤقتة وتحيلني إلى جحيم الحاضر فأجد نفسي مجرد موظف حقير لا يكترث به أحد لن أزعم أن في هذا نبوءة او حدس متكهن كل ما في الأمر أنني كنت أعرف مصيري من قبل منذ أن أكتشفت أنني شاعر ... لهذا رحت أدرب نفسي تدريباً يومياً على الموت و اعتزال العالم الخارجي وعن الاختلاط بهذا الكم البشري الهائل الذي يسكن رأسي .. اللعنة لقد أخبرتكم أن مدينة الدمام هي رأسي ..
.
.
لماذا أشعر أنكم أغبياء جداً ولا تفهمون حديثي معكم ...
.
.
أنتم أغبياء ... أليس كذلك؟
.
.
رشدي الغدير
الأحد، 1 ديسمبر 2013
سأتخلص منكم حال حصولي على كامل النسيان الذي تحتاجه ذاكرتي
لا أعرف من أنا بالضبط. لكنني أعرف أنني خليط من أوجاع قسرية تراكمت في جنون الأسئلة ... تضايقني الجدران وتفزعني أصوات الأطفال كلما سافرت في البيت من غرفة إلى غرفة ...أحصد الأعداء و الأصدقاء وأخفي عنهم هويتي الحقيقية وملامحي القديمة .... الأجوبة قد تأتي قاتلة حينما يكون السؤال وقحاً وعاري .. اخاف الله وأحبه وأريد رؤيته والتحدث معه في الضوء رغم أنني كائن الليل الأبدي هذا ما يقوله المجنون الذي في رأسي كلما أخذني في بغتته الطائشة وأستقبل الشياطين بذراعين مفتوحتين ليخرجهم فيما بعد من ثقب في ظهري ... أعشق الأرصفة النظيفة الملساء لأنها تتيح لفمي السنة كثيرة ...
......
انا الكبير بعالم الشعر والفن !
===== انا الوحيد اللي بالأنداد ندي !
انا الرضيع اللي نبت له مية سن !
===== وانا المخرّف والحلاوه بيدي !
انا الحزين اللي يقولون له غن ّ
===== وانا السعيد اللي ملا الدمع خدي ! !
وانا الذي لا يمكن وصار ممكن !
====== ودي ولا ودي ! اعرفه وودي !
.
.
وقعت في غيبتي الصغرى عندما رأيتهم يخبؤون بلادهم في جيوبهم الأنفية ويمشون أمامي دون هلع رغم سيلان خيوط الذكريات من وجوههم القاحلة ..تهاوت ضحكاتي على الطريق ولم تصلهم ..فغرت فاهي بدهشة لهم ولم يدخلوا فيه .. رأيت امرأة تبكي لأن ياسمين قبرها لا يكفي لكل هذا الموت فأعطيتها وعداً خالصا في أن أوزع خطواتي على فبرها موتاً موتاً ...
.
.
أخبرتكم من قبل انني مزيف جداً و أنكم ترون نسخة أجمل مني دائماً .. وهذا يجعلني تعيسا لأن الصورة الذهنية التي في أدمغتكم عني هي تلك الصورة الرائعة التي أقدمها لنفسي بعد تعديلات الفوتوشوب … هذا يشعل مشاعر الكآبة في نفسي ويجعلني أنعزل أكثر عن العالم .. أدرك أن صداقاتي الإفتراضية في الانترنت واسعة و لكنها ضحلة و أني على إستعداد تام لمقايضة كل أصدقائي الوهمين في الأنترنت و الذين لم أرهم في حياتي في مقابل صديق واحد حقيقي يمد يده لمصافحتي دون أن يضع لايكاته الكثيرة على وجهي … أنتم مجرد وهم .. سأتخلص منكم حال حصولي على كامل النسيان الذي تحتاجه ذاكرتي .... أغربوا عن وجهي ثكلتكم امهاتكم ولم يبك عليكم أحد ...
.
.
رشدي الغدير
السبت، 30 نوفمبر 2013
سبب اتساع فمي الهائل
كل نساء الحي هن أمهاتي بالرضاعة ..كل واحدة جربت ثديها في فمي وأنا طفل لدرجة أن وزني زاد بشكل مخيف لهول الحليب الذي سكبنه في فمي قالت أمي أن كل امرأة كانت تشعر بألم في ثديها كانت تأخذني في حضنها وتدس حلمتها في فمي .. فتخرج المرأة سعيدة ومبتهجة وبحلمة جديدة لونها مائل للصفرة فتبلغ نساء الحي وعواقر الطريق والأرامل المنسيات في الدهاليز المظلمة عن قدرة هذا الطفل السمين في تقشير الجلد الميت عن الحلمات بمهارة لا يملكلها أفحل الوحوش في الحي ... هذا عرضني للأختطاف أربع مرات وأنا طفل ... ودائما ما أعود وفي فمي بقايا حلمات منسية ... لقد فطمت مبكراً بسبب خوف أمي من هذا الأمر ...
.
.
قالت أمي أيضاً أن الطبيبة التي قلمت الشيء المتدلي بمشرطها الحاد وقامت بتطهيري وبتر الجزء الغير مهم من قضيبي الصغير كانت توبخ نفسها لفرط ما جعلتني أبكي وقالت أنها حضنتني وهمست في أذني أيها الطفل السمين ستشكرني في المستقبل عندما تكتشف أن لديك قضيب صغير وأنيق سيدخلك في مشاكل مع السلطات السعودية ومع النساء ثم أخرجت ثديها المندلق من شق القميص ودسته في فمي وهي تقول أرضع أيها الطفل أرضع ولا تتوقف …فيما أمي وقفت مذهولة من فعل الطبيبة.. لهذا أنا أراقب أثداء الطبيبات العاملات في المستشفيات الحكومية ثلاث مرات في الأسبوع ...
.
.
قالت أمي أيضاً أنها وقعت على ثلاث مراهقات لم يتزوجن بعد سرقوني من حضنها وأنا طفل بعد أن دخلت في غيبة الخدر و وضعوني على السرير ثم أخرجن ما تيسر من أثدائهن ألتي لم تنضج بعد وتبادلن الأدوار في فمي ... قالت أمي أنها وجدتني نصف مختنق وأتنفس بصعوبة لفرط الحلمات التي تكالبت على فمي وأنا طفل …لهذا فأن فمي متسع من الداخل .. وهذا سبب تحولي إلى شاعر ... لقد كنت طفلاً محظوظًا جداً وها أنا أتجول في مدينة الدمام وبفمي المتسع ...
.
.
رشدي الغدير
الأحد، 24 نوفمبر 2013
أمضي بخطوات بطيئة نحو موتي الأخير
كلما أردت المسح على فرو القطة اللطيفة التي تقف أمامي تماماً تبدأ بالحفر في التراب بجانب قدمي اليمنى وتأخذ وضعية التبرز .. أضع رجلي فوقها وبهدوء أتحسس صوت طقطقت عظامها أسفل حذائي .. أحيلها إلى بقعة من الخراء و الدم و الفرو الذي رغبت حقا أن المسه بحب ... البارحة طلبت من البائع سكيناً حادة ...لكنه الأحمق ظن أنني سأقتل نفسي قال لي أخرج من المحل ولا تنس ذكر الله .. خرجت مسكوناً برغبة عاجلة في التبول .. وها أنا أعجز عن تقطيع البصل لأكمال هذا الطبق الحقير ... بلعومي مزدحم بكلام لا طائل من قوله عن حثالات العالم القديم ولا سكين عندي ولا قطة اتحسس فروها بحب
...
.
.
تسألني أحدى الفتيات في الفيس بوك : هل أنت قادم من السماء حقاً يا سيدي ..
- لا...
- من أين إذاً يا سيدي
- من الدمام ..
.
.
الرجل الذي قدم لي سيجارة في سجن غرب الدمام أعترف لي أنه ضاجع أخته قبل أن يقتلها لكنه للأمانة لم يتركها على الأرض بل حمل جثتها ورماها في البحر وأنه ظل يتوسل إليها ان تسامحه طوال الثلاثين سنة المنصرمة ... أضع يدي على رأسه وأمسح دموعه فيما حارس السجن يوبخني لفرط لطفي مع ثلاثة مجرمين قتلوا أمهاتهم بعد أن ضاجعوهن خلسة .
يسألني حارس السجن .... هل أنت قادم من السماء حقاً يا سيدي ..
- لا...
- من أين إذاً يا سيدي
- من الدمام ..
.
.
النساء في العمارة يعصرن من أثدائهن حليباً وافراً في قنينة زجاجية ملساء وكل يوم أنهض بتثاقل كبير إلى الباب ... أفتحه دون حذر ولا أجد احدا في الخارج سوى قنينة حليب مع قطعة جبن.. أنظر إلى السماء و أبتسم .. أمضي بخطوات بطيئة نحو موتي الأخير أحزم حقائبي الكثيرة أضعها فوق ظهري ..
أتخذ دوري في طابور الخبز يسألني الخباز قبل كل رغيف ... .... هل أنت قادم من السماء حقاً يا سيدي ..
- لا...
- من أين إذاً يا سيدي
- من الدمام ..
.
.
رشدي الغدير
الجمعة، 22 نوفمبر 2013
علة النسائم وشهوة الأرواح وديباجة البقاء
بلا اكتراث .. تتنفسين ولا تعلمين أنكِ علة النسائم وشهوة الأرواح وديباجة البقاء ... واغني لك
==== كلما جيتك هواجس انثني مثل الوطن
رغم أنفي صار وجهي مثل زحمة هالمدينه
==== ما فطن لي غير حزني ومافطن لي لو فطن
ما قطع كل المسافه شخص احمق ما تبينه
====همي انساني بوجودك واشبع بلمسك وأظن
ما يكفي شخص مثلي لو نسى بجيبك ايدينه
.
.
بلا اكتراث ..يتجلى تقوس ضحكتك ولا تعلمين إلى كم خيال نحتاج حتى نهندس الأحلام لخلق كون مماثل ..واغني لك
كفي ترتخي لك باب
== وتراب يهز لي كتفي
وجهي يعرف الاغراب
== وغراب بداخلي مخفي
لساني يرفض الاحباب
== خذلني وذقت به حتفي
.
.
بلا اكتراث ..يهتز صوتك ولا تعلمين حينها ماذا يحدث لشياطين الانس والجن .. واغني لك
نزف دمي
نزف دمي
قبله شفافك
طهرت فمي
نزف دمي نزف دمي
وصار الليل نباح ... كلاب
والهث في المسافه
واسكبك ديمه
عقيمه دنيتي
بدونك عقيمه
ورغم الي في بعدك ذاب
اجيلك بالعطش غيمه
احبك
حتى لو خنتي
احبك
وارجع لصمتي
.
.
بلا اكتراث تتكلمين ولا تعلمين أن ثمة ملك يغبطكِ على قلامة الشهد الكامنة بين اسنانك والحنجرة ..واغني لك
يا جنتي
فكي خيوط احكايتي
وستأنفي صمت الدخان كوني المكان
ولا تضحكي
من حيرتي
صدري وطن اشواق و انفاسي رحيل
مكسور غصني وما يميل
بشعل من شفاهك جحيم
لا تكذبي
ان هزتك دمعة سؤال
او صرخ رمشك ... تعال
لا تكذبي
.
.
بلا اكتراث تنتقلين من مكان إلى اخر ولا تعلمين أن الأرض تتسربل بما تتركانه قدميك من اثر حتى تعم البركة ..واغنيلك
أصحابي ...يمدون الجدار ..أحجار
ويبكوني عزائي دم
أعزائي
نسوا أنهم سقوني سم
وخانوا فيني الأسرار ...
جداري كذبته أحجار
أنا من كثر ما خان الرفيق وخانني وجهه
حسبت ان الخيانة ماء
حسبت ان الحياة .. لعنة على الاحياء
.
.
يا من تؤثثين زوايا روحي غداة كل صلاة تنسكب الجهات شطركِ وكأن البوصلة معدن لا يشي بقبلة غير غرتكِ البهية ...وأغني لك
مهما شلت في ضلوعك
لا يمكن ابد تقسى
لملم حزنك وأنسى
بقايا ذكرى في دموعك
شظايا قلبك المكسور
اهجر صمتك النازف
من أعلى نجمة في عمرك
ومثل أوراق
اطوي ليلك المظلم
نهار أشواق
تعلم من جديد أتحب
تحن وتعطف وتشتاق
.
.
ثمة قطيع من نور يحج إلى وجنتيكِ غداة كل صباح يا قران الفجر ...واغنيلك
من سرق الحب مني
وحط بيدي معركة
ضاع عمري وفي النهاية
حربي كانت فبركه
يا اكون او لا اكون
مسألة جدا مهمة
في نظرهم مضحكة
القلم هذا بايدي
ادري انه مو قلم
هذا نار وجمر روح
وبحر يمشي بلا قدم
القلم هذا صديقي
بلل ايدي بالوهم
.
.
عجباً لهذا البحار نجا من كل المحيطات وغرق في مقلتيكِ مولاتي ..سبحان من آتاكِ نافلة الحسن أيتها الشهية ... وأغنيلك
يا نايمة في
غربتي
يا بنت أنتي
لي سهادي و مرقدي
يا اية أثبات الجمال السرمدي
يالمؤمنه بكفر السواد
الأبجدي
مدي شراعك
أبحري بي واغرقي
لا أعرف مالذي جاء بي دافقاً بكل هذا الشوق ..تركت كل شيء خلفي ولم التفت حتى وصولي هنا يا صولجان الوجد والجمال والفتنة سينقضي اليوم هناك كما كان عليه دائماً أن ينقضي بما يشبه العقوبة ممرغاً بسخافتهم بثرثرتهم بعوالمهم المتسخة المشرّعة على آخر ما توصلت إليه أرواحهم من غفلة ممهورين بسعادتهم التي تملأها حروفي في قلوبهم ..حروفي التي تنداح أقصاهم ..هاتي يدك يا قمحية الروح وامسحي
كل شيء حد التوحش امسحي جبيني ... سأغمرني بك ...سأغمرني بك
يا قران الصبح وديمومة الحب عليكِ حقا أن تخبزي من حنطة ضحكتكِ رغيف يقتات به المشرد والعابر والمسافر والغريب سأهدي كل منهم قضمة واحدة لا يجوع بعدها أبدا ومن ترياق ريقك اللزج الرقراق اسكبي قدحا لي لا يشرب منه احد غيري فقط لتتطهر روحي ولا يصيبني الزكام والموت ومن خدك المنهال اشعلي فتيل الدنيا وسأغني مثل نيرون وغيثارتي هي ثغرك سليل اللذة والغياب بعد أن احرق مدينتي و ثيابي ولنهدكِ مزيج من تحايا الوجد والقنوط ..ولقلبك تبتسم كل المحيطات ...
.
.
رشدي الغدير
الخميس، 14 نوفمبر 2013
أقل قدر من الهزيمة
نكاية بكم سألقي التحيّة على براميل الزبالة نهاية الشارع وسأترك صفحتي في الفيس بوك مفتوحة بعد موتي كنافذة أبصق بها عليكم من السماء ... سأضع صورة قضيبي الميت في الانستغرام ليحصد اللايكات المتتالية دون توقف وسأعمل رتويت في تويتر لكل الشتائم التي أطلقتها على ظلالكم القبيحة صباح يوم الجمعة من كل شهر ... بعد موتي سأنال منكم ومن السفلة الذين سرقوا أقلامي في المدرسة .. سأرحل بتأكيد ولن تأخذوا مني سوى نظرة اشمئزاز تبرر صمتي القديم عن حماقاتكم المتراكمة في ردودكم الغبية التي تضعونها أسفل نصوصي أيها السفلة .. لقد كنت وحيدا وخائفا أتمسك جيداً بحذائي لأني بدأت أشعر بأن الحياة تمر من تحته ، ولكن في النهاية لابد أن تنتهي معاناتي معكم وتبدأ روحي بالتحرر من وجوهكم المندسة في الممرات الخلفية ...كم كانت أمي على حق عندما صفعتني بموتها الأخير وتركتني وحيدا في حياتكم الدنيا لأكتشف بنفسي حجم سخافتكم وحدسكم المفرط بالخراء ...
.
.
كل الأشياء التي كتبتها كانت الغاية منها أن تمكنني من عبور هذه الحياة وبأقل قدر من الهزيمة ثم أرحل بهدوء .. وكأن شيئاً لم يكن .. لا أستطيع أن أفسر سبب فشلي في تفادي ظهور سلسلة من المخلوقات الغبية في حياتي ..مخلوقات غبية سرعان ما تعلمت الكلام وأفسدت خيالي .. لقد كانت حياتي معكم سلسلة من عثرات الحظ يا أبناء البشر التعساء والنساء هنّ الأسوأ ..رغم أن طقطقة أصابعي أهم عندي من فروج النساء واحتساب مواعيد دورتهن الشهرية .. الشعراء الرديئون وحدهم من يشعرون بحاجتهم للنساء لكن الأنبياء المؤجلين سرعان ما يكتشفون خبث وسذاجة وسطحية النساء ... أعلم أن الوقت لا يحتمل الآلام الشخصية الخاصة بي رغم أنني أختزل كمية هائلة من الأسى في وجهي .. وأعلم جيداً أن ثمة كراهية عالقة بيننا كصرخة خفية ..نعم أعلم هذا جيداً ..
.
.
بالأمس وضعت السم متعمدا في شقوق الجدران الصغيرة للصراصير ..رغم أن الصراصير صامتة ولا تتحدث لكنها تستطيع أن تصدر أصواتاً مزعجة وهي تأكل وتخرج فضلات صغيرة .. قبل قليل وجدت الصراصير قد ماتوا وعلى هذه الحال لم يبق في حياتي أي كائن حي يشاركني الصمت في هذه الغرفة الحقيرة ...
.
.
رشدي الغدير
الأربعاء، 13 نوفمبر 2013
أغربي عن وجهي
كنت دائماً ما أرى المرأة البائسة تتسول في نفس المكان ..اشارة تقاطع شارع الملك سعود تحديداً ..كنت لا أستطيع أن أمتنع عن النظر إليها ومقارنتها بنفسي، هي وحيدة في الشارع تتسول من الناس ما يرتق جوعها .. وأنا في غرفتي الحقيرة أشحذ من الأوغاد في الفيس بوك و الانستغرام و تويتر ما يبدد وحدتي الأزلية ... (أغربي عن وجهي ) هذا ما قلته لها عندما أقتربت من نافذة سيارتي ... ويبدو أنها لم تسمعني جيدا لأنها التصقت أكثر في باب السيارة ونظرت مباشرة في عيوني .. قلت لها : لن أعطيكِ شيء .. قالت : أنت أكبر حيوان ..وهي تغوص في عباءتها السوداء مبتعدة ..
.
.
لم أنم تلك الليلة شعرت بالحزن وبالفراغ وبدأت أسمع صوت طنين المرأة البائسة في أذني : أنت أكبر حيوان ... أقنعت نفسي أن هذه المرأة حمقاء لأبعد الحدود وليس لديها عقل ولا تعرف شيئاً عني اطلاقاً .. في اليوم التالي جاءت تلك المعتوهة في عباءتها السوداء ونقابها الضيق من جديد .. أغلقت نافذة سيارتي قبل أن تصل لكنها وضعت يدها على زجاج النافذة ... قلت لها لن أعطيك شيء أرحلي ... قالت أنها تريد أن تعتذر عن شتمها لي بالأمس لكنني لم أكترث بها وبقيت تطلب مني انزال نافذة السيارة حتى تحولت الاشارة إلى اللون الأخضر ثم مضيت بسرعه ...قلت في نفسي لابد أنها حمقاء لتظن أنني أهتم بإعتذارها من عدمه
.
.
مرّ يومين ولم أشاهد المرأة البائسة عند اشارة المرور ..صرت أنظر من نافذة السيارة بين الحين والآخر لأتأكد من أنها ستظهر في أي لحظة ...لكنها لم تظهر ... بل ظهر رجل كبير في السن يبدو عليه المرض .. بعد أيام أختفى .. لم أكن أعلم أنه والد المرأة البائسة وأنه مريض جدا ويحتاج لاجراء عملية في القلب ولم أكن اعلم أن المرأة البائسة دهستها سيارة و فارقت الحياة في نفس اليوم الذي وضعت يدها على نافذة سيارتي ..ولم أكن أعلم أنها أبنته الوحيدة وأنها ضحت بكل شيء من أجل والدها المريض ... أدركت أن هذه المرأة لم تكن تأتي لتتسول...ربما كانت تشفق علي..ربما أكتشفت حقيقتي أنني أكبر حيوان...
.
.
رشدي الغدير
رحمها الله واسكنها الجنة
الاثنين، 28 أكتوبر 2013
الموت ياله من أمر سخيف
الموت... كلما أمعنت التفكير في شكله وملمس يده ..ينسل هاربا ليحصد أرواح الفقراء نهاية الشارع ... الموت ياله من أمر سخيف ... أضعُ أفكاري المتأرجحة جانباً وأخاطب الموت ببسالة المشاهد الناقصة مستنداً إلى لسانٍ رخو يؤكد غياب المعنى في رغبتي المستمرة بالرقص عارياً بين الأموات رغم شعوري بالخطيئة.. وبقليلٍ من الألفة المستعارة من العابرين على ظلي المُلقى في الطريقِ العام بين الدمام ورأس تنورة أجهش بنحيبي المكبوت على الأموت وهم يلوحون مبتسمين ـ بأياديهم المستعجلة في أحلامي القليلة .. أنا الذي ينظر في المرآة كي يغرس حديقة في وجهه البعيد ليضعها في جانب الطريق حيث تمر جنازته ويشاهد مبتسماً كل الحمقى الذين مارسوا القراءة له دون أن يشعروا بحزن عيونه البنية التي تفلسف الأشياء و تطردُ آلهة محشورة بين أسنانه الأمامية ....
.
.
الحب يؤذيني .. سماع الكلمات الطيبة من الناس يؤذيني أيضاً ..وكلام الغزل من النساء يدخل أذني كالشتائم أو النكات السخيفة ..تماماً ... وكلما رفعت رأسي إلى السماء سألت :ماذا أفعل بكل هذه الغيمات البيضاء ؟ .. -أفكر أن أصعد متسللاً في الليل لأطليها باللون الأسود حتى تبدو الجهة الأخرى من الدنيا مناسبة أكثر لرائحة عفن جثث الموتى المستقرة في رأسي ...وكلما شاهدت طاولة طعام راودتني رغبة في النوم فوقها بعد أن أكسر الرجل الرابعة من كل الكراسي المحيطة بها حتى لا يجلس أحداً وينصت لأسراري المتوحشة وهي تختلط بمذاق شخيري الذي يبدو كاعتذار غير مقصود عن أفكاري السوداء .. حسنا أيها النبلاء سأكف عن الابتسام والسخرية من سذاجتكم الهائلة وأفتح فمي للحديث معكم -فقط دعوني أنام فوق طاولة طعام واحدة قبل أن تشد الأرض قلبي ...
.
.
وها أنا مضاء بخساراتي الصغيرة وحول فمي تركتٌ لكم أحاديثي المبللة عن ضراطي و وصراصيري و الغرفة الحقيرة و الموت .. يمكنكم لعقها بسهولة لو أعجبكم الأمر ... كان يمكنني أن أشتم رواد المقاهي الذين مروا بجانبي دون أن يثنوا على صلابة خشب الكرسي تحت عظامي .. ودون أن يقدموا عزائهم في عود الثقاب الذي تكسر قبل أن أشعل سيجارتي الأخيرة وأرحل ...أكثر من هذا .. كان يمكنني البصق والاستمناء على ظلال الأوغاد الذين لم ينتبهوا لشحوب يدي المهتزة كلما كتبت قصيدة ابرر فيها عدم موتي السريري حتى هذه اللحظة .. ضمدوني ولو بنظرة عابرة أيها الحمقى وضعوا لي اغنية هابطة حتى اتأكد أنني مازلت بينكم وأن الموت مجرد أمر سخيف ... سخيف فقط ...
.
.
رشدي الغدير
الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013
عفوا يا أصدقائي لقد ضيعت طريقي إلى القبر
لم أتغير .. أنا مثلما كنت تماماً ...كل مساء أجلس تحت جثتي أعوي مثل ذئب جائع ألتهم الوحدة على طبق من ضجر ..وكلما أتسخت عيوني من القراءة أغسلها بدموعي الوقحة ..عيناي الزائغتان كانتا
تتعقبان المؤخرات بشغف قبل أن يرتد لي طرفي بطرفة لا تضحك أحدا غيري .. (الموت) ياله من أمر سخيف يا أصدقائي ... عيوني البنية عالقة على الباب مثل طرقة قديمة لأصدقاء أعتدت على خياطة أصداء
أصابعهم في رأسي لأستجمع بعض الغناء المنسي في حناجرهم ...
( يا الزينه ذكريني لي غيبتني بحور
و بشوق ناديني يمكن الدنيا تدور
وأرد ويا الصيف ولا الشتا لي رد
ولا مع الأشواق وقت الربيع والورد )
.... أمتص كامل الغصة في دمي و قبل أن أعلم الهواء الساقط الحبو أمشي بكامل أطرافي حول نفسي وأضحك ... أخطو..فأقع ...و طرقة الباب عالقة بعيني المغمضتين ..
طق ..طق ..طق ...
- من انتم ؟
- نحن ..
- من في الباب ؟
- نحن...
- من أنتم؟
- نحن أصدقائك الموتى ...
ينقطع الصوت بكامل الفراغ الموصد ... أعود للجلوس فوق جثتي و كعبارة متسعة في قصيدة مملة أتنفس الحبر من الورقة المهملة بجانب السرير وكأنها غواية عابرة ليست لأحد ... الأصدقاء محض هراء وبقايا
طرقاتهم على الباب هي مجرد وهم غبي .... لا تنتظر أن يطرق الباب أحداً غيرك و ستموت وحيدا ينما يتشبث جلدك برائحة أصدقاء تنفلت ضحكاتهم من المسام الصغيرة ... إذن أعد ترتيب موتك برغبات
أقل من المعتاد ...كأن تفتت رأسك على حواف السرير وتحبس ذكرياتهم التي تطايرت مع حشد أنفاسك قبل قليل وأنت تقول لنفسك من خلف الباب (من أنتم ) .. فلا تبحث عن قفص أضيق من صدرك المسكون
بنبضاتك الأخيرة ...
(وانا بعيد بعيد ما عندي غير الآه
حملت نجم السما شوقي لكم وياه
اشتاق اشم العود و اوله على الطيبين
والحنه لي خطوه .. خطوه على الكفين
وأرد ويا الصيف ولا الشتا لي رد
ولا مع الأشواق وقت الربيع والورد )
ذكرياتي تتراكم في رأسي كقبيلة من النمل على فتات الخبز ..ليس وردا ما ينبت على جبيني وخلف عيوني التائهة أمام الباب وكلما لبست جنوني هرعت لخطف وجوه الأصدقاء من قبورهم لأتمدد معهم بين
السطور في قصائدي وندخن سجائرنا الفاجرة ونعيد ترتيب أنفاسنا بما يناسب هذه المسافة بين الأحياء و الأموات وبثرثرة لا يملها أحد نحشوا أوراقنا ببعض البذاءات الجميلة ... عفوا يا أصدقائي لقد ضيعت
طريقي إلى القبر لأنني عادة ما أترك ملابسي متسخة امام المساجد البيضاء وأنام بجانبها ...
.
.
رشدي الغدير
............
المقاطع بين الأقواس من اغنية الفنان الكبير احمد الجميري :يا الزينه ذكريني ...كنا نرددها فيما بيننا أنا وأحمد الدوسري و سلطان الهوشان و سامي اليعقوبي أصدقائي الذين ماتوا في حادث قبل سنوات ...
رحمهم الله
الخميس، 19 سبتمبر 2013
تبتسمون بسخرية ...
هيه أنتم .. أنا الطينة المتحركة التي تتحدث معكم أيها السفلة .. أنا المارق الخامل المستوحد الذي تمرون بجانبه دون أن تنتبهوا لبيضة الشمس المتوهجة في جيب قميصه .. أرفع يدي فيهطل المطر على
وجوهكم البائسة ..أمشي بجانب البحر فتنطق الأسماك حرف الراء القديم .. أمر فوق جسر الملك فهد فيهتز تحت وابل ضراطي المركز ... ألامس الفقراء فتضيء فوق رؤوسهم هالات من الفرح القسري ...أمنح
الأشجار نظرة ودودة فتحبل العصافير دون صوت ..وقبل غروب الشمس أكبل شياطينكم الملعونة وأضعهم داخل زجاجة كوكاكولا فارغة أحتفظ بها في جيب بنطلوني النادر ... أجلدكم بمواعظي الصباحية
ليطمئن أجدادكم على معتقداتهم الهشة .. و بعصبية سارق طباشير من المدرسة سأقف على نوافذكم لأشفط اشعة الشمس عن بيوتكم الباردة وأبقيكم في العتمة الأبدية .. وأمضي في طريقي ...أمضي ..فقط ..مقتنع
تماماً أن العالم غنيمة حرب وأنني أنا المنتصر الوحيد... فلماذا تبتسمون بسخرية ...
.
.
تبتسمون بسخرية .. جلدي متشقق ولا يصلح لصناعة حقائب وأحذية أهديها للنساء النائمات في قصائدي المملة رغم أن معلم الفقه في المدرسة أستعمل جلدي كمادة حافظة لأدواته التعليمية ...نكاية بظلالكم
سألقي التحيّة على الظلام القابع أسفل جفوني ...ظلالكم تبدو أكثر وقاحة منكم ... أنا لا أحتاجكم .. أنا فقط أريد أظافركم لتحكوا بها بطاقة شحن الموبايل التي أشتريتها قبل قليل ...أريد أصابعكم لتوكزوني
بها كلما علقت في حلم طويل لا يمكنني الإستيقاظ منه ..أريد عيونكم لأشاهد بها لون الطلاء في غرفتي المظلمة ...أريد أسنانكم لألوك بها حزني كحيوانٍ أليف سيموت نهاية الشهر ...أريد بلاهتكم لأواجه بها
هذا العالم القذر وأعيش دون أن تنفجر أمعائي ... أريد حماقتكم لأنام وسط كل هذه الأثداء المقطوع من أجساد النساء في رأسي ... أريد إيمانكم الساذج لأتوقف عن اسئلتي القديمة حول الله و الملائكة والأنبياء ...
أنا لا أحتاجكم ... تبتسمون بسخرية ...؟ .. أيها السفلة ...
.
.
تبتسمون بسخرية ... حسناً ..أتمنى لكم التعاسة الأبدية المطلقة الغير نهائية كما ويسعدني أن أزف لكم أقبح لعناتي وبصاقي الطازج الساخن الخارج من غددي الليمفاوية كما ويبهجني أن يقصفكم الموت السريري وأنتم نايم كنياق البدوية أم عمير وأن ينخر السوس أسنانكم الأمامية قبل الموت وبعده حتى يتسنى لي الضحك على أشكالكم القذرة يوم القيامة وأنتم تبتسمون لبعضكم في بلاهة نادرة هذا وتقبل الله أرواحكم في أسرع وقت ممكن...أيها السفلة ...
.
.
رشدي الغدير
الأربعاء، 18 سبتمبر 2013
بعد موتي سيقولون لك أشياء سيئة عني .. لا تصدقهم
ولدي إبراهيم يشبهني أكثر مما ينبغي و يوما ما ستطول أنيابه و ستنبت في يده المخالب الجارحة وسيركض في هذه الحياة مثل نمر يتعقب طريدة ثم سيصاب بالهلع وسيطلب من الغابة أن تخفيه ..سيخاف من أن يضع يده في جيبه فتلسعه العقارب ..وسيفقد ثقته في ظله ... مثلي تماماً ...
.
.
و ها أنا اليوم أرشو الشوارع بخطواتي القليلة كي لا تقذف قدمي من الأرصفة ..أطلب الثأر من الكلاب في رأسي ثم استسلم قبل المعركة بدقائق ..أبتسم للأغلال في قدمي وأتمتم بلعنات لا تنتهي .. أحمل في صدري مستنقع من الندم وكل ليلة قبل النوم أغرق متعمدا فيه ... أهذي بأسماء فتيات أحببتهن في صغري مات بعضهن والأخريات زوجات سمينات في أقفاص من الضجر والأمراض و التعاسة ... أقنع نفسي أنني بخير وأن لا شيء تغير وأن الكهل القبيح الذي ينظر إلي في المرآة هو مجرد وغد تائه في المدينة يشبهني لا أكثر ...أدس الأزهار الميتة بين الأوراق لتطرد ذباب اليأس عن أفكاري المنحوتة في قصائدي ... أتبول واقفا كالشبح وسط البيوت المسكونة .. أستلذ برائحة تعفن الخبز تحت سريري .. أراقب حشرات صغيرة تتسلق يدي وتموت بين أصابعي مثل كل النساء في حياتي القديمة .. و حين يغمرني الضجر أضع ملامحي بجانبي وأبتسم مثل أحمق ...
.
.
ولدي إبراهيم أسمعني جيداً .. قد تقرأ هذه الرسالة بعد موتي ورحيلي من هذه الحياة القذرة ...أعلم أنك تجهل أشياء كثيرة عني وأنك تتساءل دائما عن سبب غيابي المستمر وعن سبب وجود كؤوس فارغة في فمي و وعن سبب نومي في المقابر ومراقبتي لمدافن القرية كل ثلاثة أيام ...الإجابات ليست مهنتي يا ولدي وحتى لو بدوت لك أقرب إلى الجنون فأعلم أن يدا شريرة تدفعني من الخلف طوال حياتي الدنيا مع أبناء البشر التعساء ... لقد أفنيت حياتي كلها في الهذيان رغم أن وعيي كان حاد مثل نصل مسنون ..كنت أخوض معارك ضد غرباء وكائنات هلامية في رأسي فقط ...دائما ما كنت أقوم بفعل أشياء لارغبة لي فيها ودائما ما كنت أجد نفسي في اماكن لم أسر إليها يوما ما .. وعندما أنام في غرفة أستيقظ في غرفة أخرى ليست غرفتي ...وكلما قطعت مسافة قصيرة بين أمنياتي تعثرت بأفكاري وسقطت منكبا على وجهي لينبت العشب على عيوني و شيئا فشيئا يتحول وجهي إلى حجر مرمي على حواف الطريق ...
.
.
ولدي إبراهيم ..بعد موتي سيقولون لك أشياء سيئة عني .. لا تصدقهم ...سيتغير العالم يوما ما
أعرف ذلك مثلما أعرفك ... فقط لا تصدقهم ...
.
.
رشدي الغدير
الاثنين، 16 سبتمبر 2013
نادم جداً
عرفت نفسي منذ الطفولة كنا أنا و أنا نربي الكلاب في جماجمنا ونقتلها فيما بعد ..هو يعرفني من رائحتي وأنا أعرفه من شكل أعقاب السجائر التي يرميها في الغرفة خاصة عندما يكون خائفا ومرتبك ويدخن سيجارة في مؤخرة سيجارة مثل قواد قلق على مومساته الضعيفات ..يحدث كثيراً أن نتعارك في الغرفة يحدث كثيراً أن يتهور ويصفعني على وجهي يحدث كثيراً أن يعتذر مني ويقبلني في عيوني وهو ممسك بالسكين ..يهمس في اذني ويقول : يا أنا لا تغضب أنت تعرف أنني أحبك واكرهك بصدق
.
.
- قبل سنوات كان محطماً وتائه مثل قنفذ عجوز في غابة ..كنت أراقبه من بعيد وهو يهم بالانتحار ..الأحمق قطب رسغ يده بالموس وراح يراقب تدفق الدم ..أقتربت منه ..أخذت الشفرة من يده ..وضممته إلى صدري فدخلنا في نوبة بكاء متواصلة ..أقنعته أن الحياة متسعة جداً رغم ضيق بنطالها وسخطها وكراهيتها على شخص ليس له ملامح محددة مثله ..نحن اصدقاء رغم كراهيتنا لبعضنا البعض.
.
.
- أحاول تنظيف صدري من الخوف وأن أجد من يلقي في جنازتي نكتة باردة ليبتسم القبر قبل أن أصفعه بعظامي.. يخيل إلي أنني أموت وسط زحام السوق وانا أمارس العادة السرية بقضيب من الريالات الورقية فئة المائة ريال تماماً ذلك لأني أفنيت عمري انا اؤدي جميع واجباتي مثل طاقم أسنان جديد في فم طفل
.
.
أنا مخلص جداً لفكرة الفناء وأتحدث عنها مثل نهر لايتوقف عن الجريان لهذا أستحق الشنق مثل بطل في نهاية الفيلم وحبيبته تبكي أمامه وتشق جيبها وتلطم مثل النائحات على مقتل الحسين
.
.
- هل أنت نادم على شيء
.
.
- لا لست نادما على شيء
.
.
رشدي الغدير
.........................
خارج اللعنة كان هناك حديث ممزوج بالندم في صدري حاولت اخفائه لكنه يباغتني مثل رصاصة في رأسي..ماذا سأقول لأطفالي .. هل أقول لهم أنني لم أفعل شيء في حياتي غير اشتهاء النساء والتقاط آثارهن على الأرصفة وفي محلات بيع الايسكريم والملابس الداخلية وجمع حرارتهن من سروج الخيل والمقاعد الأمامية في الباصات الذاهبة إلى مكة المكرمة هل أقول لهم أنني كتبت قصيدة ملساء وأنزلقت فوقها لأستقر في قاع الجب ليتركني يوسف والذئب والقميص الذي قد من دبر دون ماء .. لاشيء أتركه لكم غير الأسى يا أطفالي الصغار... لا شيء
.
.
أنا نادم جداً
رشدي الغدير
إن ما أكتبه لهو فن عظيم يعز على أمثالكم سبر غوره وبلوغ غياهبه
كنت على شفير الفقد أصلي لله صلاة الاستسقاء ركعت أكثر مما ينبغي وسجدت أكثر مما ينبغي وتوسلت وابتهلت وبكيت ودعيت وأطلت القنوت وأمتثلت وتماثلت واصطليت وتهجدت وتهدجت وضحيت واضمحليت وأقتربت وتقاربت ونال مني فأوفيت ووفيت وتوفيت وتماهيت ونال مني وسعرت وأستعرت وأستعريت وسهلت وأستهلت وأستهليت ونال مني ونال ونال ونال ....وأسلمت وأستسلمت وتسالمت وتسلمت ونال مني وعزوت وأوعزت وعزيت ونال مني
.
.
وتراءيت واسترءيت فرأيت ونال مني ومريت وماريت وتماريت فنال مني وضروت وروضت وأرضيت فرضيت ونال مني
.
.
فأوهمت ووهمت وتوهمت ونال مني
.
.
فسأمت فتساميت فساومت وسميت ونال مني
.
.
وقرأت ووقرت فاستقريت فقررت فنال مني
.
.
وعزمت وتعازمت وأعتزمت فنال مني
.
.
وشجوت وتشجأت وتجشمت فنال مني
.
.
فسبلت وأستبسلت فتلبست ولبست ...ونال مني
.
.
وأبتكرت وأرتكبت وأرتبكت ....فنال مني
.
.
ونال مني ...ونال مني ...ونال...ونال...ونال
.
.
حسناً ...يا أنتم لماذا لا تفهمون تمزقي هنا
وتضحكون دون سبب
هذا يؤلمني
وينال مني
.
.
أيها النبلاء .. لا تماروني على ما أرى ولا يجرمنكم شنئان قوم يجهلون كنه تجربتي وكتاباتي ويخلطون بين السجع و الطباق والجناس ويبحثون عن الجنس فيما أكتب إن ما أكتبه لهو فن عظيم يعز على أمثالكم سبر غوره وبلوغ غياهبه أنه فن صعب لا يعلمه إلا من أتى الله بقلب سليم ..فصهوا وتابعوا بارك الله في أمهاتكم ولا تقاطعوا ...قطع الله دابركم
.
.
رشدي الغدير
الخميس، 12 سبتمبر 2013
لقد عمّرت طويلاً حتى صرت أخشى ألا أموت
في المستشفى طلبت من الممرضة القصيرة أن تسجل وصيتي على فخذها الأيمن ... لكنها رفضت رغم أن فخذها يصرخ بي : هات وصيتك يا غدير ... لقد كانت وصيتي سهلة وبسيطة وسريعة وغير مكلفة .. وهي أن يتم دفني في أي قبر متاح لكن بالشكل المقلوب أن يكون وجهي إلى الأرض وظهري إلى السماء ... وبعد إهالة التراب علي .. ينفض الجميع أيديهم ... ويعودون إلى حياتهم السافلة دون الحديث عني ....
.
.
أعطتني اخصائية التحليل علبة بيضاء لها غطاء شفاف قالت : لو سمحت ضع خرائك في العلبة ... حتماً إنها سخرية مفتعلة لا تفسير لها .. أن أصادف أجمل فتاة في المستشفى لتطلب مني خرائي ... لقد أصبح لخرائي قيمة .. لطالما كنت أتعامل مع خرائي المهم دون وعي ودون اكتراث ... وبفرح تغمره مشاعر الدهشة رحت أضع خرائي القليل في العلبة وأنا أعد المفردات السحرية في رأسي ...
سأقول لها :
أيتها الرشفة المنسية من كأس النارنج هاكِ خرائي الساخن الجديد ..
لا لا .... سأقول لها :
يا حفيدة الأهازيج النادرة يا فاتنة العيون العسلية تفضلي هذا خرائي المتواضع داخل العلبة ...
لا لا .... سأقول لها :
لقد عانيت جداً وأنا أعتصر امعائي من أجل إسعادك بخرائي المتماسك يا تميمة المسك الممسوك في غياهب الأحلام المزركشة ...
.سألت الموظف عن الفتاة التي أعطتني العلبة قال إنها غادرت قبل قليل .. أصابني الحزن وجلست على الكرسي بجانب خرائي تماماً ...
.
.
قبل خروجي من المستشفى طلبت من الطبيبة أن تدحش إصبعها في طيزي وتعد حتى الـ 45 ، أو دو، ري، مي، فا .صول... لتتأكد أنني غير مصاب بالبواسير .. لكن الطبيبة الفاتنة ضحكت و قالت لي : لماذا تقول أمراً بذيئاً كهذا؟ سمعت الممرضات يقولون أنك شاعر ... أخبرتها أن الممرضات أصابعهن غليضة ومؤلمة وأنني بتلقائية لا أعرف مصدرها أصرح عن الأشياء التي تختلج في نفسي خاصة عندما أكون سكراناً او مصابا بالحمى ... قالت الطبيبة : لا تقلق سأرسل لك من يمكنه فحص طيزك بشكل جيد ... قلت لها شكرا لكِ أيتها المقوسة من كل الزوايا ...وبعد عشر دقائق دخل الغرفة دكتور قبيح الخطوة رخيم الظل رائحة الحقن تفوح من فمه قال لي : هل تشعر بالم في طيزك .. قلت له : أنا بخير وطيزي على ما يرام ...فقط أغرب عن وجهي ثكلتك أمك أيها الطبيب ....
.
.
تماماً كما كنت أظن كل شيء رتيب ونمطي وعادي جداً في هذا اليوم كل شيء حدث كما خططت له تماماً ... وجهي تجمد على ابتسامة ساذجة وكل امنياتي لم تتحقق بعد ولا اعتقد ان ثمة وقت لتحقيقها رجل مثلي يثقل الخطوة نحو الخمسين بأحلام قليلة وطموح متلاشي كما انه يعاني من النقرس ويضع في جيبه درزينة حبوب وادوية لا يعرف اسمائها ولا يهتم بتاريخ صلاحيتها ... يعيش يومه كيفما اتفق ...
.
.
للأسف أيها النبلاء .. أنا بخير .. ما زلت أتنفس كما تتنفسون يا أبناء البشر الضعفاء ...لم يتوفاني الله كما كنت أظن .. لقد عمّرت طويلاً حتى صرت أخشى ألا أموت ...
.
.
رشدي الغدير
أنا غير قابل للتحليل ولا الفهم
أنا دائما على وضوء ولا أحتاج سبغ رأسي بالماء وتفسير رغباتي لكم ..فقط ضعوا نصائحكم بشكل واضح ورتيب و إعتيادي ولتكن نصائحكم ساذجة حتى أشعر أنها نصائح حقيقية وتستحق المحاولة ... في النهاية سأجمع نصائحكم وأدسها في مؤخراتكم مع كمية من البصاق الطازج من فمي مباشرة .... وتذكروا أنا لست موظفا عند أحد ولست طاهراً ولا أزعم الطهر كما أنني لست نجسا جداً رغم أن بعض كتاباتي تفوح منها النجاسة والدنس والموت في النهاية أنا نصف بشر ونصف قديس وثلاثة أرباعي فراغ ينتظر الأحتمالات التي سأركلها حال عثوري عليها ...
.
.
ضقت ذرعا بالنساء الحمقاوات اللواتي يحاولن تحليل شخصيتي بغباء وسذاجة وسطحية لا يمكن تحملها ... أيتها النسوة توقفن عن رفع التقارير الغبية حول شخصيتي و عن حقيقة أنني رجل حنون يحمل قلب طفل لكنه يضع قناع القسوة وما إلى ذلك من هذا الكلام الفارغ الذي يضحكني جداً لفرط غبائه .. في الحقيقة أنا غير قابل للتحليل ولا الفهم خاصة في عقول الثديات البائسات اللواتي يحضن كل بداية شهر قمري وتصيبهن النجاسة ولا يقبل الله منهن لا صرفا ولا عبادة قليلات الذكاء كثيرات الضراط ... لا أريد أي رسالة مجهرية من أي امرأة تتذاكى على حين غفلة .. أقسم أنني سأضربها بحزام البنطلون و أركلها في بطنها و أوجه لها اللكمات مباشرة على أنفها و أسحبها من شعرها حتى أنتزع جلد رأسها مع بيصلات الشعر الصغيرة و أمشي على بطنها بوزني كله حتى تخرج أمعائها من فتحة شرجها المدورة جداً و سأشج أذنها بأزميل نحاسي و أرتق رقبتها بدباسة الورق .. هل هذا مفهوم ...
.
.
لعل أحد الحمقى سيقول لكم : لماذا تشغلون أنفسكم بهذا الشخص الفاشل ... حسناً يؤسفني ابلاغكم أنني فشلت في كل شيء ... لقد فشلت في الحب وفي الكراهية وفي العطش والجوع والهروب والبقاء ... أنا أعظم فاشل قد تلتقون به في حياتكم المؤقتة يا أبناء البشر الضعفاء ... بل أنا الفشل بعينه ... بل أنا منبع الفشل في هذا الوجود ... لا فاشل يمكنه منافستي في الفشل ... سأنام مثل أي فاشل يصل متأخراً و بفشله المؤجج ... وكأنني الفشل كله ... فقط أغربوا عن وجهي ... فوراً ... ...
.
.
رشدي الغدير
المفتاح و الغيمة و سوء الفهم
صدقوني ... أنا الآن أقف عارياً تماماً في نافذة بيتي .. ومقتنعاً جداً أنني غيمة ... ولا أكترث لنظرات الجيران ولا تهامسهم حول قضيبي النائم ...هذا لا يزعجني ... اطلاقا .. تتحدثون عن سوء الفهم ؟! .. حسنا .. ثمة مفتاح في سلسلة مفاتيحي الهائلة لا أعرف ماذا يفتح ولا أتذكر متى وضعته في السلسلة ... لكنه ببساطة موجود ... لم ينجح هو الآخر في إقناعي بأن أتركه يرحل وكلما وقفت أمام باب جديد أخرجت المفتاح بفرح طفل يكتشف مخبوءات العالم لكنه دائماً لا يفتح الأبواب .. دائماً يفشل لكنه موجود ... هذا المفتاح يخصني .. أنتم تعرفون هذا جيدا .. لذا هو ليس مجرد مفتاح فحسب ... بل هو شيئا يرافقني ولن أتنازل عنه ...
.
.
تتحدثون عن سوء الفهم ؟.. حسناً أنتم بلهاء تحتاجون الحب المؤقت أما أنا فلست في حاجة لحبيبة تجلس بجواري ... تلتصق بي وتحتوي يدي الضخمة جداً .. تغيب عيوني في عيونها طويلا بينما تبتسم في هدوء وصمت .. أحتضنها بقوة .. أقبلها قبلات قصيرة متلاحقة ثم أعجن شفاهي بشفاهها ولساني بلسانها ... تعريني وأعريها .. تذوب في داخلي وأذوب في داخلها .. ترتعش في فمي وأرتعش في فمها .. لا .. لا ... لست بحاجة لحبيبة لأنني أعلم يقينا أن كل النساء مجرد وهم فارغ ... أنا بخير وكل شيء على ما يرام ..لقد صقلتني الحياة جيداً ولم أعد أحتاج أحداً يمنحني الحب .... شكراً لكم يمكنني تدبر أمري بسهولة وأنا اقف عاريا من هذه النافذة وسلسلة المفاتيح بجانبي ...
.
.
لحظة أعتقد أنني وقعت في سوء الفهم وما زلت أقف عارياً تماماً في نافذة بيتي .. ومقتنعاً جداً أنني غيمة ... غيمة
.
.
رشدي الغدير
الأربعاء، 11 سبتمبر 2013
أمي .. أنهم يحتفلون بعيد الأم ... يالهم من حمقى ...
لماذا لم تأخذي رأيي قبل أن تجلبيني إلى هذا العالم القذر.. كل يوم علي أن أبتلع كل تلك الجثث المهشمة والمقطوعة الرأس والمفقوعة العيون من على الشاشة .. أُجلد مراراً بوجوه أطفال ذات ملامح واضحة تشبهني تم قتلهم على أيدي السفلة في القرية ... بعد ذلك أحاول كأي إنسان طبيعي أن أعيش يومي بغباء وسعادة ... أنزل بكل وقاحة إلى الشارع ... أحب و اكره و أكذب و أتعارك و أبتسم مرغماً على نكات الموظفين ... وفي الليل أبكي ... وحيداً و خائفاً يا أمي ... هل عرفتي الآن حجم بلاهة أصدقائي وتعاستهم يا أمي .. أنهم يحتفلون بعيد الأم ... يالهم من حمقى ...
.
.
أمي .. لقد كنت في رحلة صيد داخل صحراء الربع الخالي مع الأوغاد وقطاع الطرق وبائعي الوهم من الشعراء يا أمي ... كانو يضحكون بحب كلما قتلوا فريسة وسكبوا دمائها على الرمل يا أمي ..هم مساكين وخبثاء و فقراء ومتشردين بعضهم يموت بالجلطة في سن الثلاثين أيضاً يا أمي .. رغم كل الدماء من حولي كنت مهزوماً ومقهوراً و أنانياً ..لأن المكان لا يغير شيء يا أمي ولأني بعدما عدت أحسست انني أشبه أبي ... أشبهه لدرجة التطابق يا أمي ... كم هو مؤلم عندما يُقال لي أنت تشبه أباك.. أجن، أشتم، أصرخ لا أريد أن أشبه وجهه المكدود بالهموم والمدموغ بالقهر لا أريد أن أشبه ألمه، أرقه، غيظه المكظوم لا أريد أن أشبه والدي يا أمي ... لقد كان والدي يكره الدماء المسكوبة على الرمل يا أمي
.
.
أمي .. أنا بخير و ما زلت قادراً على تبديد 20 ألف ريال في أسبوع واحد وتمضية ثلاثة أشهر أبحث في جيوبي الأنفية عن خمسة ريالات حقيرة أشتري فيها ضحكة عابرة ورخيصة ... العالم يدفعني إلى الموت يا أمي ... ما زالت الأحجار في فمي وما زلت أشبه والدي ... وما زال أصدقائي البلهاء يحتفلون في عيد الأم ... يالهم من حمقى ...
.
.
وداعاً يا أمي ...سأزور قبركِ غدا..لا تقلقي
.
.
رشدي الغدير
حين صرخت لم يسمعني أحد
وأنا راجع إلى غرفتي.. مررت من أمام باب غرفة الجلوس.. فسمعت أمي تبكي وهي تقول لوالدي :
ـــ البارحة أبنك كان يتحدث مع أحمد واليوم يتحدث مع منصور..
ـــ وأين المشكلة ؟..
سألها والدي فأجابته أمي:
ـــ المشكلة أنه لا يوجد أحد في غرفته.. لا البارحة ولا اليوم.. إنه يتحدث مع أصدقائه الموتى..
.
.
.
ذهبت مسرعا إلى غرفتي لأجد أحمد ومنصور يلعقان القهوة من على البلاط و يضحكان ...
قلت لهما : أرجوكما لا تغضبا من أمي ... هي كعادتها .. لا تصدقني ..
.
.
والآن بعد موت أمي و أبي وتلاشي أصواتهم في كل زوايا البيت صرت أقضي يومي واقفا في الشارع و كلما اقترب مني صبي امسكه من ثيابه واسأله بشكل مباغت:ما لون الحزن ؟
.
.
.
اللعنة ... أيها الأوغاد حين صرخت لم يسمعني أحد كنتم مشغولين بلعق فروج نسائكم النتنة وأعضائكم المتعفنة متدلية بين أفخاذكم مثل أرجل ضفادع ميتة ..أقول حقاً وحقاً أقول أنتم حفنة بلاهة يجب شنقكم في باحة المسجد النبوي لتكونوا عبرة لكل من يتجاهل صوتي المخبوز من حنطة الريح …قلت لكم لاتتركوني وحيداً في هذه الشقة الضيقة الحقيرة كذئب منسي يقضم أطراف قصعته ويدس رأسه تحت اللحاف يتحدث مع الموتى و تنهشه الغيبات كلها ..كلها دفعة واحدة …
رشدي الغدير
أتفوووو عليك يا ملحد -
- الو
.. الو ...-
مساء الخيرمن فضلك عبدالله موجود؟-
لا والله يا أخي مش موجود ..مين حضرتك؟-
رشدي الغدير -
مين ؟-
رشدي الغدير -
أتفوووو عليك يا ملحد -
شكرا...
هذا مايحدث عادة عندما يرد علىّ أحد يسمع اسمى مني مباشرة .. ودائما ما أضطر لتقبل هذه الأتفووو.. والصاقها على اذني بصدر رحب .. لقد اعتدت على الأمر ... فأنا أعيش في السعودية ...
.
ثمة إعصارا من الكلام في صدري أوقن أنني إن لم أتكلم فوراً سيموت الكلام في صدري ويتعفن ..هكذا في بساطة قصوى ...لا فائدة من اخباركم بأي شيء ..أنتم مجرد أوغاد تحبسون حماقاتكم خلف وجوه مزيفة ... لا تهتموا ... سأجمع كل الكلام و سأزج به في جوفي .. وسأزم شفتي إلى الأبد كي لا يقفز الكلام من بين اسنانى... سحقاً لكم
.
في فمي أفكار لزجة بمذاق سيّئ جدا .. سأبصقها في وجه المرأة الصامتة الحكيمة التي ستوافق على الزواج مني نهاية هذا الشهر ... اما أن تكون حمقاء جداً او ذكية جداً لتوافق على الزواج مني ..عسى الله أن يمن عليها بالشفاء العاجل ...
.
.
رشدي الغدير
في طفولتي كنت أظن أن السيارات بشراً مسخهم الله لانهم بكذبون كثيراً
كنت أجلس وحيدا في قسم الأرشيف داخل الشركة .. جاءني فجأة شاب قصير يلبس نظارة طبية ويمسك بملف فيه سيرته الشخصية قال لي أنه يبحث عن وظيفة .. كنت كاذبا حينما أدعيت للشاب أن هناك وظيفة تناسبه ... أردت فقط أن يجلس الشاب بجواري ويتكلم معي .. لقد كان شعور الوحدة يقتلني .. كنت بحاجة لخلق حديث عابر مع أي شخص يفتح الباب .. بعد ساعة ونصف خرج الشاب غاضبا وهو يبكي ... لم يكن يتحدث معي بل كان يتحدث مع الوغد الذي يسكنني ... اللعنة ما كان علي أن أكذب على هذا الشاب المسكين ...
.
في طفولتي كنت أظن أن السيارات بشراً مسخهم الله لانهم بكذبون كثيراً .. كانت اللاندكروزر تأخذ دائما شخصية العجوز الحنونة .. لطالما شعرت بالأسى من أجلها ... كانت اليوكن هي الأم الصبورة المتفانية في مثابرة لا تنتهي وكنت أشعر أنها أم مظلومة .. كانت المرسيدس هي الفتاة الأنيقة المهذبة الخجولة على عكس الهوندا الفتاة اللعوب الخائنة المتبرجة المختالة المزهوة المشاكسة .. بالنسبة لي أحببت الموستنج كنت أشعر بأن لدينا أمنية مشتركة في أن أحتضنها أو أربت عليها كي تطمئن .. لكنني لم أتمكن أبدا من تحقيق هذه الأمنية لنفسي أو للـ ( موستنج ) أو لأي كائن يشبهها ... أعتذر لك أيتها الموستنج على كل الوعود التي قطعتها سراً لكِ ولم أنفذها ... أرجوك ... سامحيني
.
في طفولتي ( حسناً بعضكم يشك أنني كنت طفلاً في السابق وهذا من سوء الظن قبحتكم السماء ) أقول في طفولتي أعتدت شراء الحلوى من دكان العم سامح .. ما يهمني هنا هو أن العم سامح بلغ التسعين سنة من عمره ..لقد زرته اليوم في بيت ولده عبدالله (وهو وغد كان يسرق مصروف التلاميذ الصغار في الصفوف الدنيا ..وكنت أشاركه الغنائم بفرح ) ..أذهلني العم سامح لأنه ( وهذا ما أذهلني ) لازالت لديه الصحة التي تؤهل ذاكرته للتعرف
علي شخصيا .. ما يعنيني هو كيف يمكن للعم سامح أن يصل إلى هذا السن دون أن يظل طوال الوقت ـ يرتعش بخوف كبير وفزع هائل بينما يفكر في الموت الذي هو بالتأكيد وبالتأكيد جدا قريبا للغاية في هذا العمر ؟!! .. لقد نظرت بقوة في عيون ( العم سامح ) .. كنت مجبرا على كتمان ما أعرفه عنه ... ربما لأنه ليس لدي ما يمكن فعله تجاه هذا الأمر وربما لأنني مهما فعلت فلن أغير من الأمر شيئا ...لقد شاهدت الموت يبتسم في عيون العم سامح ..وأكتشفت أن عيناي في الحقيقة هما عيون العم سامح ....
.
ملاحظة ..هناك رابط غريب بين الشاب الذي كان يبحث عن وظيفة وبين العم سامح الموشك على الموت وبين علاقتي المضطربة بالسيارات والناس ..وكذبهم على الله
.
.
رشدي الغدير
كل المؤمنين التعساء والفقراء والمحتاجين في العالم
أبنتي روزان .. هناك شيء مبهم في نظرات عينيها وملامح وجهها يجعلك تستريح وتطمئن إليها .. شيء أشبه بحنان باطني يمزج بين الأنوثة والأمومة ببراءة ومرح غريبين وبرقة تجعلك توقن ببديهية أنه جزء أصيل من تكوينها .. يالها من فتاة جميلة ..
الاثنين، 26 أغسطس 2013
الشعر يسقط مني كتبوّل لاإرادي كلما ابتسمت
ليس لأنهم فقط حينما نظروا في عينيّ رأوا غضبي الصامت يناديهم بأسمائهم القليلة .. وليس لأنهم لم يجدوا في يدي حتى شوكة طعام أمزق بها وجوههم الشاحبة .. أبناء الكلبة الشعراء لقد نظروا إلي ثم أداروا رؤوسهم وهم يبتسمون بخبث قبيح ... و كأنهم يعرفون أن ما سألاقيه في حياتي من صعوبات سيكفل لهم تعذيبي بعقاب مستمر لا ينتهي ... أبناء الكلبة الشعراء ...
.
.
سيكون منطقيا للغاية أن أظل أنكمش وأتلاشى عن الساحة الشعرية و الإعلامية بينما أحاول البقاء بأقل قدر من السكينة و الاتزان ... لقد فقدت بريقي الشعري وعدد كبير من المعجبات اللواتي كن يضعن قصائدي داخل كتبهن المدرسية كمنهج مستقبلي للحكمة المنتظرة .. وها أنا أموت بشكل متواضع جدا ولا أحد سيتذكر اسمي في الفترة القادمة ...
.
.
اللعنة ... هذا فيه مضيعة للوقت ....
.
.
كنت أظن أن قصائدي غير قابلة للفناء ... ذلك ما يجب أن يحدث على أي حال حين يقرر شاعر مثلي ترك نفسه للغرور وينسى حقيقة أنه مجرد فراغ ممتد لا يكترث به أحد ...
.
.
نادراً ما أكون حزيناً في حياتكم الدنيا يا أبناء البشر الضعفاء .. أنا حزين عندما أتعمد المشي قريبا جدا من الغرباء دون أن أتحدث معهم ... كأن أمسك حذائي أضمه إلى صدري وأربت عليه ..كأن أضع ريموت كنترول التليفزيون في جيبي وأنا ذاهب لصلاة العصر في المسجد وكلما تقاعس الإمام أدخلت يدي في جيبي متلمسا ازرار الريموت بحثاً عن إمام اخر .. كأن أصرخ في محل حلويات سعد الدين على البقلاوة وأشتمها وابصق على القطايف والحلويات مستمتعا بالملامح المنهارة التي تركتها على وجوه الزبائن قبل خروجي ... الوحش في داخلي لا يعرف الحزن ..هو سيد الغضب وسادنه ومدوزنه الأول ...الحزن لا يليق بكائن مثلي يا أبناء البشر الضعفاء
.
.
جميلة ورقيقة جدا وغامضة كنبوءة مؤجلة ..لا أريدها أن تخرج الآن .. أريدها أن تمارس البقاء مبتسمة في جانبي داخل السيارة الضيقة .. بالتأكيد كان هذا المشهد من ضمن التصورات التي صاحبت فكرة غاية في البلل عن فتاة مكتنزة بالفرح والخجل و الحب تتحدث العربية بمزيج لطيف وصوفي من الإنجليزية التي لا أفهمها تماماً .. تعرف جيداً أن الزمن لا يأخذ رأي أحد .. يتكفل وحده بتمزيقنا وتشكيلنا من جديد ...
قالت : وضعت الأحجار بنفسي .. اخترت الستائر و النوافذ ينفسي .. كل شيء ..كل شيء .. لقد دسست روحي فيه ..
.
.
شعرت لحظتها فقط بالعجز عن فعل أي شيء كان هناك أيضا إحساس خافت في داخلي بالغضب قد يصل بغرابة لدرجة تحطيم الباب ونزع الوغد من الداخل حتى تحصل هي على راحة مؤقتة ...
..
.... رشدي لقد ارتكبت غلطة كارثية في قصيدتك ... البحر يشكي وليس تشكي ...
.
حاولت العثور في رأسي عن لون مفقود أضعه كعذر عن سهو غير نزيه في القاء القصيدة الباهت ... رغبت حقاً أن أشرح لها أن كل قصائدي لا تهمني كثيرا وأن الشعر يسقط مني كتبوّل لاإرادي وأن ابتسامتها اهم من كل القصائد التي كتبتها وأنني لا أفهم نفسي إلا عندما أكون معها فقط ...
.
.
معها فقط
أكون أنا
.
.
.
رشدي الغدير
السبت، 17 أغسطس 2013
رجل ضفدع ميت
أنتبه يا سيدي لقد وقعت ذراعك على الرصيف :- فألتقط ذراعي وأكمل طريقي ..دائما ما تسقط أعضائي وأنا أمشي في الشارع ..قبل أيام وقع فمي قرب محل لبيع طيور الزينة لم أكتشف هذا الا عندما نبهني طفل صغير قال لي يا عمو هل هذا الفم لك ..اخذته من يده وأعطيته ريال ليشتري الحلوى فيما كنت أضع فمي الثرثار في مكانه الصحيح وبعد دخولي الحمام أكتشفت انني وضعت فمي بالشكل المقلوب وهذا ما
يفسر عدم فهم الناس لحديثي معهم
.
.
قال لي الطبيب أنني أعاني من عدم التركيز والشتات وهذا ما يتسبب في سقوط أعضائي في الشارع نصحني أن لا اخرج من البيت و أن لا أبذل أي جهد وأن أقصى ما يمكنني فعله هو تقشير البرتقال أمام التلفزيون ...والنوم بجانب الوسادة وأن لا أتقلب على فراشي كثيرا .. لذلك أنام على جهة واحدة فقط ..طوال عمري
.
.
أحزنني فقدي لعضوي الذكري.. حدث هذا عندما كنت أسبح في البحر ..شاطئ الدمام تحديدا سقط مني دون أن أشعر به وعندما بحثت عنه وجدته في فم سمكة ..السمكة أكلت قضيبي الوحيد .. في البداية كان الوضع غريبا أن تصحو من نومك دون شيئك المتدلي ..لقد كان مكانه فارغ .. وكلما دخلت الحمام أصاب بالحزن ..
حتى المرأة التي اعتادت على مهادنته وتدليله صرخت في وجهي عندما لم تجده في مكانه ..قالت لي : رشدي أين ذهب الشيء المتدلي الذي كان هنا ..كيف ستحتضنني وأشعر فيه منتصب في بطني ..كيف لك أن تمد يدك لتتحسس ذلك الدفء المعرورق بين فخذاي وكيف سأمد يدي إلى عضوك في المطبخ وكيف سنفعلها على سطح الطاولة.. فوق المرتبة ..بجانب الغسالة ..خلف الثلاجة ..وتحت الماء الساخن ونحن نتعرق في هدوء .. قلت لها دعيني وشأني ..أغربي عن وجهي وأغلقي الباب خلفك ..وحينما اغلقت الباب خلفها ..جلست أبكي وحيداً وأتذكر شيئي المتدلي الجميل و آثار البول الذي كنت أتركه على جذوع الأشجار وأوراق النباتات الصغيرة في الطريق ..
.
.
لم اضطر لتركيب اطراف اصطناعية طوال حياتي كنت أستعمل الصمغ فقط وقليل من الصبر حتى يجف ..وبعد أن يجف الصمغ يمكنني التحرك بحرية لكن دعوني أكون صادقا معكم بعد فقدي لقضيبي المتدلي الجميل .. حاولت تبرير الموقف لنفسي والصقت مكانه رجل ضفدع ميت ..حسناً رجل الفضدع متدلية ومناسبة جداً ..
.
.
لم أتوقف عن مراجعة الطبيب والبحث عن أجزاء جسمي وأطرافي في الشارع ....حتى هذه اللحظة
.
.
شكرا لأستماعكم..يمكنكم الذهاب إلى الجحيم ..هذا لا يزعجني ...اطلاقا
.
.
رشدي الغدير
الاثنين، 22 يوليو 2013
أعرف أوغادا يعيشون طويلا ولا يموتون فجأة ...
لقد عرفنا بعضنا منذ خروجي المحزن من الغابة .. احتضنتك ليلة الدخلة وشاهدتك وأنت تمارس فض البكارة الأولى بجوع قاطع طريق ثم عانيت من ممارستك الجنس فوقي كلما صفعك الموت وسرق أحبتك منك .. تحملت وحشيتك وأنت تنتقم من هذه الحياة القذرة بالجنس و الخبز و السهر .. تشربت عرقك وأنت نائم أدمنت نكهة حزنك وخوفك كلما تمددت فوقي وأغمضت عيونك وبكيت بعد تحديقتك الطويلة في السقف ..تلك التحديقة التائهة الباحثة عن الله في كل زوايا السقف ..
تمدد عليّ اليوم وبعد ثلاث سنوات من غيابك شخص لا أعرفه لكنه يحمل نفس تفاصيل حزنك وتحديقة عيونك القديمة ونفس لون شخيرك ورائحة الحبق في ضراطك ... أيضا لم يكن يتحدث كثيرا وهو نائم ..مثلك تماماً .. لوهلة ظننت أنه أنت سوى أن وزنه وطوله أقل منك بكثير ..
هذا الشخص قرر أن ينام مكانك ويمارس تقلبات أرقك طوال الليل ويشرب الماء بعد الساعة الواحدة ليلاً .. مثلك تماماً ... أكتشفت أنه أبنك بعد أن بدأ يمارس العادة السرية فوق الجانب الأيمن مني ويطلق نفس مفرداتك الجنسية الوقحة ويفكر في مضاجعة كل نساء القرية دون استثناء ...تأكدت أنه أبنك عندما سكب حممه اللزجة وقال : اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت ...
قد يبدو لك الأمر في غاية الغرابة أن أزورك في الحلم وأتحدث معك ..لكن صدقني هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني التواصل فيها معك ..
تحياتي
سريرك
.
.
سأنام مفتوح العين أقصد أنني سأترك عيني مفتوحتين وأغمض يداي المرهقتان من حك ذقني طوال اليوم وأنا أفكر بالطريقة سريعة لمواجهة المستبدون بعنجهية الاغبياء الذين يعتقدون أنهم ولدوا كباراً فجأة من فروج أمهاتهم ...لقد شوهوا حتى خيالي المنهك اصلاً لفرط النهايات العديدة ... أبناء الغبار والسخط و اللعنات لقد كانو يؤنسون بعضهم البعض في تمزيق وجهي بينهم لكنهم لم يجرؤا على النظر إلى عيوني مباشرة ... لو أن أبن عاهرة تائبة منهم نظر في عيوني لوجد تابوته مرصع بالظلمة الأبدية ... لا شيء يستر نوايا الفتك ولا رغبتي في تعليقهم من أشيائهم المتدلية الصغيرة الضامرة بين أفخاذهم ... لو أن أبن .....
وأنتِ يا باسقة القمح أيتها المتفردة بعنقكِ المقدس و بملامحكِ المتجددة سأضحك غداً نكاية بنصال سكاكينهم التي ستنحت صمتي كلما هربت من موتي السابق إليكِ ...
و ضحكي معي...
و لا تزعلين
أن مضى هالليل و في عيونك أنين
أنصتي مره لحزنك
أسمعي غيثار لحنك
واسألي نفسك بعد ما تسمعين
هالفرح موجود لكن مدري وين
هالفرح ساكن بداية
في نهايات
السنين
ولا
تزعلين
.
.
.
.
البائع في مكتبة جرير وضع الكتاب الخطأ في الكيس اللعنة إنه كتاب طبخ ... لاحظت ذلك بعد أن رجعتُ إلى البيت .. تذكرت ابتسامة السيدة اللطيفة التي أخذت كتابي حول تجربة هيرمن في التفككية والبنيوية ولا أعلم ماذا ستفعل المسكينة بكتاب النقد الأدبي الهائل و المعقد فيما أمسك أنا كتابها هذا إنه مجرد كتاب طبخ ...
.
.
ثلاث ملاعق ملح و ملعقة كزبرة مطحونه وقليل من زيت الزيتون توضع قبل قلي الدجاجة .... أيتها الدجاجة سأعيدك إلى الحياة ...أنتظري
.
.
رشدي الغدير
الأحد، 14 يوليو 2013
كلما اعشوشب الكلام على سفحها .. تصقل وجهي بفجيعة اللهفة
التعيسون: أنا ومن يمارسون القراءة لي دون أن تنبت الأغاني في عيونهم وعلى ظهور أقدامهم المنسية .. أودع صرامة الحذر وأستحلب الوخز من الترقب في حديث الخبز وأضع تنهيدة ليست لأحد الون جفالة الثياب بصرامة الوقار وأتذرع بحرارة المصافحة لنشيج الوطن و أربي همهمات خلف الأبواب بجسارة الغريب ... وفي نهاية اليوم أبحث عن حيرتي في عزلة زائفة ..عزلة لا تليق بكائن يشاهد العالم من خلال ثقوب في أصابعه ....اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
أفتح الباب الوحيد بحنكة الترجل لأخلق الفرح العابر للموتى وفي الاستراحات القليلة أدرب الزمرد على اللمعة الموجزة القصيرة ثم أودع بطولاتي الأخيرة أضعها في زجاجة من البلاهة أعلق الأوسمة على صدور الجدران العارية سحق زعفران الحديث بحنطة الشوق لفتاة القمح النادرة .. فتاة القمح يطيب لها الغيث كلما اعشوشب الكلام على سفحها .. تصقل وجهي بفجيعة اللهفة وترصع أخشابي بفمها المقدس لزهرها المهجة ولمهجتها تبسط القبيلة كواكبها ... فتاة القمح ليس كمثلها شيء ...
.
.
وكانت كلما أندلع حنينها الكوني انحصرت حنجرتها بدمعة طوفانية تغرق الخزانة و الأشياء لتخدش الجدار برهافة اللحم والأظافر تنقش عقيرتها إلى ما بعد القيامة و النفخة الأخيرة فتورق ... وما أن تورق حتى يتكاثر الرمق على تلة القلب وبخفة المواعيد المتأخرة لتؤثث الركعة على مشارف السكينة دون مآذن تنتفض المساجد من خاصرتها تشي بالظلام لفتك القمح المارق أسفل نحرها تسألني في الغبطة عن غيمتها المدسوسة في فمي فأصرخ هامساً في اذنها البعيدة :
أستحلفك .. ظلي النايم عجز يرفع الشمس ...
أستحلفك .. ماتت حقول الكلام وما نبت همس
أستعطفك .. وأشحذ بقايا لمستك ...
واجمع غيومي لك مطر ... وأصابعي خمس ...
.
.
تبتسم وديانها فأكمل :
كانت حياة الماء والنار والملح
عانقتني ..نبت في خدي القمح
.
.
تبتسم ...
ودعتها وكانت صباح وحكي وأفراح(ن) وهمس
وبلمسة وحدة ودون لمس
ارخت على كتفي ...
أحدى عشر كوكب وشمس ....
.
.
ت
ب
ت
س
م
.
.
رشدي الغدير
السبت، 13 يوليو 2013
أبحث عن ظلي في مزبلة القرية
بسذاجة أرنب أبيض يتقافز فوق رؤوس الناس أرتب جوع الصياد إحشو له البندقية وإغمض له عيونه اليسرى و أطلب منه أن يأخذ نفسا عميقا ويقتلني فوراً..
.
.
المارة في المدينة يقسمون أنهم شاهدوني في السوق والهواء يصطدم في وجهي وأنني سقطت وحاولت النهوض لكنني زحفت على الهواء وأبتعدت مرتفعاً حتى وصلت غيمة فعصرتها لفرط العطش
.
.
هرشت أصابع قدمي ثم حككت رأسي ببلاهة فتعرف حذائي على كتفي ومذ ذلك اليوم وهما يشربان الشاي على سفح صدري العاري من الزيارات العائلة وهذا يزعجني
.
.
خرجت هذا الصباح كنت أكيداً هذه المرة من إغلاق الباب خلفي ثمّ ابتلعتُ المفتاح لأن العتمة خدعتني وظننت يدكِ حمامة عندما كنتُ وحيداً وخائفاً
.
.
بعد أن غادرتني لم يتغيّر شيء..فقط ظهرت لي أنياب وبزغت من تحت جلدي مخالب والتهمت نصف سكان الدمام البارحة وما زلت جائعاً لرائحة عنقكِ المقدس
.
.
لا أبتسم حتى في صور العائلة لأن الرجل الذي كان يخبئ وجهه خلف الكاميرا هو أوّل من حاول قتلي بعد أن شم رائحة دمي ..توقف عن التصوير يا أبي
.
.
لست وحيداً فقط أنا وحيد وأحمق هذا ما تعنيه بالضبط محاولاتي المضحكة في أن أبقي وجهي مبتسماً داخل هذا الوطن الأبله ..أيها الوطن أنا لست عدوك ورغم كل هذهِ الجثث على سريري ما زلت كلما أغمضت عيني أحلم كطفل يبتسم يا وطني
.
.
رشدي الغدير
الاثنين، 8 يوليو 2013
أريد أن أدفع ثمن الشمس لله وأتصدق بها على الفقراء غداً
تبقي القهوة في فمي لوقت أطول حتى عندما قفزت سمكة ابنتي من حوضها الزجاجي وقررت أن أسبح أنا في الحوض مكان السمكه فقط لتبتسم أبنتي شعرت بنكهة القهوة في فمي ... حتى عندما ذبلت الزهور المرسومة على فستان أبنتي ورحت أبكي فوق الفستان متعمدا كما علمتني الغيمة وعج المكان بالنحل شعرت بنكهة القهوة ... أنني أشعر بنكهتها كلما جمعت لعابي وبلعته دفعا للشبهات ولأزيزه الحامض المتكدس تحت أسناني الصفراء الفاقع لونها ..يالها من قهوة تضاهي النساء اللواتي لعقت قنباتهن المزركشة في حياتي الدنيا كلها ...
.
.
قلت لأطفالي تعالوا نتفرّج على صور من طفولتي ..هذه الصور لي وأنا أضحك وأبكي وأضحك مرة أخرى و أبكي .. ، بعد عشر دقائق انصرف الأولاد للعب وبقيتُ وحدي مع صوري أضحك وأبكي وأضحك مرة أخرى و أبكي ..
.
.
أريد أن أدفع ثمن الشمس لله وأتصدق بها على الفقراء غداً ..
.
.
قبل قليل فتحت عيوني وسط ظلام دامس أدركت بأن صعوبة التنفس وتعرق ظهري ولسع الناموس للمكشوف من جسدي هو الذي أيقظتي من نومي , لاأدري لماذا باغتني شعور ظلامي بأنني في قبر .. إنطفاء الكهرباء وتوقف المكيف عن سرد حكاياته الباردة هذا بالتحديد ما عزز شعوري بالموت .. اللعنه هاهو الصيف يزحف إليك يا رشدي و يتحلق كحبل مشنقة حول رقبتك وأنت لاتستطيع تفسير سبب انقطاع الكهرباء قبيل رمضان بيوم واحد ...أفكر بأجدادي الأوائل كيف تسنى لهم ممارسة الجنس في وسط هذا الظلام والحر و الغثيان ... كل الإحتمالات التي اقترحتها على نفسي لأغير من هول الكارثة لم تؤثر في حقيقة ما حدث ...لقد قطعت الكهرباء عن الحي والحرارة في هذه اللحظة تفوق 42 مئوية وبطارية الابتوب على وشك السبات ..اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
رشدي الغدير
أنام فوق الكراسي الحزينة في الحدائق العامة ومن بعيد ابدو كملك ميت ..
تركت دعواتي لكم معلقة في جدران مسجد حارتنا اليوم .. مسجدنا المحاصر بالاسمنت .. صدقوني لا أعلم من أين سيمر كلامي إلى الله؟ ...كان بجانبي رجلا يكلم نفسه ويبكي و سمعت رجلا أخر يطلب من الله أن يقضي على زوجته بالموت السريع الطازج ليرتاح من قرفها و سمعت رجلا يسأل الله زوجة صالحة ليستمتع بقرفها وتنكيدها و سمعت رجلا يشتم بشار الأسد و السيد حسن نصر الله ويطلب من الله أن يقضي على كل الرافضة أبناء المتعة في العالم ... كنت أسمع دعاء المؤمنين وأفكر بكل هذا الاسمنت الذي يحاصرنا ... خرجت أحرث إسفلت الشوارع بحثا عن مسجد لا سقف له فوجدت المدينة منشغلة عن نفسها بالدعاء تحت سقف واحد ...
.
.
كلما شرعت في كتابة قصيدة عظيمة راودني إحساس بأني مراقب.. أتلفت حولي وأستدير فلا أجد احد ... أعود للكتابة وبعد أول شطر من القصيدة العظيمة أشعر أن هناك من يتفرج عليّ ... أجدني أتوقف رغما عني .. أصرخ في الفراغ : هيه أنتم دعوني وشأني ؟؟
ماذا تريدون مني لقد لامست أنامل الحرمان و ابتسمت ... أعتنقت السلالم المستقيمة وتركت لكم المصاعد الكهربائية و ابتسمت ... قدمت قدمي اليسرى وقبضت على ذراع الوهم ولم أشتكي لأحد و ابتسمت ... ماذا تريدون من رجل يبتسم طوال الوقت ...
.
.
وأنا ...أنام فوق الكراسي الحزينة في الحدائق العامة ومن بعيد ابدو كملك ميت ...يمشي النمل على وجهي يجمع ملامحي للشتاء القادم
.
.
رشدي الغدير
أعيش وحيدا كالنظرة المحايدة في عيون الناس
قرّرت الهروب من صوتي .. لقد أقنعت لساني بالفكرة فلم يعد يستجيب لي .. بل إن لساني تطور وتشكل داخل فمي وتحول إلى يد صغيرة لها أصابع وكلما هممت بالحديث خرج لساني وصفع الشخص الذي أمامي دون سبب واضح .. حتى عندما سألني أحدهم عن سبب صمتي خرج لساني وصفعه على وجهه .. لساني أفسد علاقاتي الاجتماعية مع سكان مدينة الدمام ... أكتب لكم هذا الكلام بلساني الذي يحسن الطرق على أزرار الكيبورد ببراعة وسرعة ... لكني مجرد صعلوك يزف اللعنات ويشتم القطط الميتة بجانب براميل الزباله ... لا أدري إن كانت القطط ميتة ام نائمة ولا أدري إن كان يوجد كائن آخر تحول لسانه إلى شيء أخر داخل فمه وجرده من أشيائه الصغيرة عندما تجاوزت درجة الحرارة خمسين وماتت القطط
.
.
أمام باب شقتي قبل قليل انتابني شعور غريب جعلني أطرق الباب بسعادة عارمة.. رغم أنني أعيش وحيدا كالنظرة المحايدة في عيون الناس... حدث هذا و أنا أعلم أن لا أحد سيجيب أو سيقول : من في الباب ... ورغم هذا ظللت واقفاً منتظراً بكل أدب وخجل .. وضعت المفتاح في الثقب وتراجعت إلى الوراء قليلاً .. ابتسمت وقلت شكراً ثم دخلت .. بالطبع هي اللحظات التي يوحيها الدفء الكامن في دمي وهو يحن إلى صوت آخر ويد آخرى تفتح الباب بذعر ربما .. لو كانت الأشياء الصغيرة العابرة تطيعني لعلقتها حول عنقي وطرقت كل الأبواب بعنف وسعادة وبكثير من الامبالاة ... اللعنة .. هذا فيه مضيعة للوقت .
.
.
كلما هممت بكتابة قصيدة عظيمة أصاب بحالة تثاؤب تؤدي بي إلى النوم دون أن أكتب شيئا يذكر ....
.
.
ماذا يحدث لي ...
.
.
رشدي الغدير
كقاطع طريق منزوع من سلاحه
عندما عدت إلى طاولة الطعام سألتني أبنتي روزان عن السيدة التي استوقفتني وتحدثت معي عند مدخل المطعم قلت لها إنها مجرد امرأة لا أعرفها تسأل عن مكان حمام السيدات فقط .. و كشجرة تهرب من الحطاب غرست عيوني في الصحن هرباً من أي سؤال أخر قد توجهه أبنتي ... بالكاد تمكنت من إستعادة صمتي القديم.
.
.
ياله من احراج تستوقفني فجأة عيون مصافحة كنت سبب دموعها قبل سنوات
"مساء الخير يا رشدي !"
"كيف حالك ؟ منذ سنوات لم أرك ولم أسمع أخبارك
-- تنظر إلى ابنتي : "صار لك بنت ما شاء الله ".
أصحّح " بل ثلاثة وهم هناك ينطرون إلينا .. يجب أن أعود لهم ".
- تقول: " أنتظر أريد ان اتحدث معك ؟
أبلع غصتي : لا حديث بيننا ولا تفكري بالأقتراب من طاولتنا وإلا سحقتكِ أمام الجميع .. تعرفين جيداً أن لا أحد يعبث معي ...
- تقول : ماذا حدث لك يا رشدي ؟ أين الرجل الذي كنت أعشقه ؟ ...
وكقاطع طريق منزوع من سلاحه أبتعد عنها وأنا أردد في نفسي : رشدي الذي تعرفينه مات منذ تزوجتي صديقه أيتها الخائنة ....
.
.
رشدي الغدير