Translate

الخميس، 19 مارس 2009

بعد اعتقالي بسبب نص شعوذة شعرية هل انا في طريقي الى جهنم

ايها الاصدقاء
تصلني رسائل كثيره في بريدي اغلبها فتاوي شخصية توقعني في الموبقات وتحرم كتابتي للشعر وتضعني في جهنم مع المشركين والكفار خاصة بعد اعتقالي على يد رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب نص شعوذة شعرية والفتوى التكفيرية للشيخ محمد الوعلان والذي حاول بعض الوجهاء ثنيه عن فتاويه التي اصدرها بحقي لكن دون فائدة

رشدي الغدير


 


وقد كتبت مقال في السابق وهو اشبه بدراسة نشرتها في جريدة اليوم بعنوان أبو حيان الأندلسي قد ذكرت ان الغزل قد غلب على مجمل انتاج هذا العلم العلامة المفسر حيث بلغت ما نسبته خمسين بالمئة بما فيها الغزل التقليدي والصريح والعذري والفكاهي والغزل بالمذكر.
قلت بأن نظرة الأدب الإسلامي إلى شعر الغزل ينبغي أن تراجع ، ويعاد النظر فيها من خلال مناهج نقدية متفتحة واعية ،مقدرة الضرورة ومراعية قاعدة المصالح المرسلة .

 


رشدي الغدير

كنت أتمنى أن تتاح لي فرصة للإحاطة بالقضية من جميع جوانبها ، معتمدا على الكثرة الكاثرة من شعر الغزل في دواوين الشعر العربي وبخاصة شعر الفقهاء ، ولكن انشغالاتي ببحث بعض الرسائل العلمية والبحوث الادبية تشغلني الآن عن ذلك ، وأدعو الله أن يوفق الأخوة لمناقشة القضية في أبعادها المختلفة ، وعدم إصدار الأحكام بالتحليل أو التحريم ، والجواز أو المنع قبل دراسة إحصائية تفصيلية لهذا الموضوع سواء في تراثنا النقدي والفقهي أم في تراثنا الشعري الطويل.
على أني سأطرح بعض المنطلقات التي ينبغي أن ننطلق منها قبل الخوض في أية تفاصيل أخرى :

المنطلق الأول:

مفهوم الأدب الإسلامي ، وقد رأيت احد المشايخ حفظه الله يعد كلّ أدب لم يعارض العقيدة الإسلامية والتصور الإسلامي لله والكون والحياة والإنسان، حتى لو لم يكن كاتبه مسلما .

المنطلق الثاني:

ما كان من الأدب والفن وغيرهما- من صنوف الثقافة- حلالا فهو حلال ، وما كان منها حراما فهو حرام .
المنطلق الثالث:

اعتراف الإسلام بالغرائز الإنسانية المعروفة ، ووضعه الحدود الشرعية لتوظيفها .
إذ لم يهمل الإسلام العواطف الإنسانية ولا الغرائز ، بل نظمها وعالجها ، وترك لها أحيانا مدى كبيرا من الحرية لتصريفها وتوظيفها.
فلا يجوز بحال من الأحوال إهمال هذه الغرائز والعواطف أو قمعها ما دام الإسلام قد ترك لها أن تتصرف في حدود المباح.
ولا يجوز التحليل والتحريم بدون أدلة قاطعة ، فالتحليل والتحريم من حق الله وحده.
لا زلت أذكر كيف ألح أحد الأخوة على الشيخ الفاضل العلامة يوسف القرضاوي كي يفتي بتحريم الموسيقا ، وكيف أجابه الشيخ قائلا: والله يا بني لو وجدت ما يحرمها ما أتيت بغير التحريم.

المنطلق الرابع :

مراعاة مصالح المجتمع الإسلامي ، والأخذ بقاعدة أخف الضررين ، مع عدم إغلاق الباب أمام إبداع المبدعين من أبناء الأمة.

المنطلق الخامس:

دراسة النصوص الإسلامية سواء كانت قطعية الدلالة أم ظنيتها وبخاصة ما جاء في كتاب الله - عز وجل- نظريا وتطبيقيا - ، وما جاء في الحديث الشريف . وما تلاها من آراء ودراسات .
إذ لا يمكن أخذ آية سورة الشعراء وغيرها من الآيات التي تذكر الشعر والشعراء ولا الأحاديث التي تناولت قضية الشعر، وترك مجمل النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي ذكرت جانبا من علاقة الرجل بالمرأة ، فلا يمكن تناسي تصوير القرآن لأكثر المواقف الإنسانية شدة وخطورة وتوترا في قصة يوسف -عليه السلام- حينما راودته امرأة العزيز عن نفسه، ولا ننسى أن القرآن صور النبي المتعفف ، كما صور ضعف المرأة أمام ضغط غريزتها وشهوتها دون حرج ، بل لا بد من تذكر خلافات المفسرين الكثيرة حول دلالة قوله - تعالى- ( ولقد همت به وهم بها لولا أن رآى برهان ربه).
ولا بد من تذكر وصف القرآن الكريم لقوم لوط وتصوير عاداتهم الدنيئة وأعمالهم الشيطانية التي كانت سببا في هلاكهم.
وباختصار يجب استقراء كل النصوص القرآنية والأحاديث التي تناولت العلاقة بين الرجل والمرأة ، وكيف صورها القرآن وكيف عالجتها الأحاديث النبوية.

المنطلق السادس:

أعذب الشعر أصدقه أم أعذب الشعر أكذبه.
لقد انقسمت آراء النقاد بين من يقول أعذب الشعر أكذبه ، وبين من قال : أعذب الشعر أصدقه .
فما المقصود بالصدق والكذب في هاتين القاعدتين ، أهو المفهوم المجرد للصدق الذي يعني : مطابقة الكلام لواقع الحال ، أم هو المفهوم الذي يستند إلى ما يسمى بالصدق الفني.
إن الركون لإحدى العبارتين دون الأخرى ، ودون البحث في تراثنا العظيم يقود إلى نتائج غير موضوعية .
فلو طلبنا الصدق الواقعي المجرد ، لمسحنا عشرات آلاف الأبيات من شعرنا الإسلامي بجرة قلم .
إن الصراع الذي دار حول الصدق والكذب ، وحول علاقة الأدب بالأخلاق ، قد بدأ واستمر طاحنا حتى هذه اللحظة ، وما أظنه سينتهي إلى رأي قاطع .
فقد استمر شعر الغزل والهجاء وغيرهما من عهد حسان بن ثابت رضي الله عنه ، مرورا بلامية كعب بن زهير ، إلى أيامنا هذه ، بل لقد لاحظت في دراستي لشعر حسان بن ثابت وغيره من شعراء عصر صدر الإسلام ظلالا من الحياة الجاهلية كوصف الخمر والتغني بالأجداد والتفاخر بهم ، وينسحب ذلك على شعر كثير جدا من شعراء العصر الإسلامي والأموي والعصر العباسي .

المنطلق السابع :

القواعد الفقهية وتغير الفتوى تبعا للزمان والمكان والشخص كما تتحدث كتب أصول الفقه .
فلا بد من دراسة آراء الفقهاء في هذه القضية ، مع الأخذ بعين الاعتبار المجتمع الذي يطرح فيه الرأي الفقهي ، فقد كان بعض العلماء والفقهاء من أصحاب المبادئ يفتي في مصر غير ما يفتي في العراق بناء على تطور آرائه الفقهية وغيرها من الأمور.
وحسبناالإشارة إلى ما كتبه العلامة ابن حزم في طوق الحمامة عن الحب وفلسفته والاجتهادات حوله ومحاولة تعليله.

المنطلق الثامن:

كيف يفتى بتحريم شعر الغزل دون النظر في شعر الفقهاء وبخاصة شعر أبي حيان الغرناطي صاحب تفسير البحر المحيط ، وابن حجر العسقلاني صاحب كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري .

المنطلق التاسع:

منهجية نقدية لقراءة شعر الغزل.
ساذج هو كل من يظن أن أية قصيدة تنعت المرأة هي قصيدة غزل ، فقد تكون القصيدة مبطنة ،ظاهرها الغزل وباطنها السياسة ، وقد تحول ظروف دون كتابة الشاعر قصيدته مباشرة فيلجأ إلى الغزل والمرأة مورّيا عن موضوع سياسي أو وطني أو غيره.
ومن هنا فمن يستطيع القطع بأن هذه القصيدة في الغزل وليست في أي موضوع آخر دون دراسة إحصائية استقرائية استقصائية مفصلة تنبع من منهج صادق دقيق.

المنطلق العاشر:

أثر الإسلام المباشر في الغزل
صحيح أن للغزل العذري جذورا ضاربة في الجاهلية ، إلا أنه نما وتطور وترعرع بتأثير مباشر من هدي الإسلام والقرآن .
ومع أن كثيرا من الشعراء اتجهوا نحو الغزل العذري إلا أن أشعارهم وأشعار غيرهم لا تخلوا من وصف مباشر لمفاتن النساء الظاهرة .

هذه بعض المنطلقات التي أرى أنها ضرورية قبل الحكم على رأي الإسلام في شعر الغزل الذي يتناول عاطفة من أنبل العواطف الإنسانية وأصدقها أحيانا ، ومن أكذبها في أحيان أخرى.

ومن المسلم به أن هناك منطلقات أخرى ، ولكن لا وقت لدي لأسهب في ذلك ، سائلا الله عز وجل أن يعين على استقراء هذه القواعد والمنطلقات وغيرها ،في الأيام القادمة بإذن الله - عز وجل-

الان بعد وضعي لنقاط ومراحل البحث من سيتطوع من العلماء ليقوم بهذا البحث والدراسة
هل علي ان اقوم انا بنفسي بها
ساحاول
roshdi_r@hotmail.com
رشدي الغدير الدوسري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق