Translate

الاثنين، 30 مارس 2009

عراقيات يتدلين من اثدائهن

رشدي الغدير


 


هل كان جلجامش يشعر بغضب انكيدو
قبل الموت وبعده
و همبابا
يرفع صوت غناء الاجساد
الممزوقة على حيطان اوروك
قبل الموت
اجساد اسلافكِ
اجدادكِ من الموتا
بعد الموت
.
.

تمهلي قليلاً
حتى نجمع الاصابع المبتورة لزوار الحسين
ومقل متناثرة وعيون لزوار الكاظم
فالقطط تأكل اصابع موتانا
حتى ندرك ان الموت اليومي
يشبه كوب الشاي في مقهى الرصافة
فلمسافرين الى موتهم
العاشقين لأشلاء تتناثر في الطريق
والى اصابع اقدام تختلط مع اقدامهم
وتلف بقطن ابيض
بالكاد يشعرون بوخزة القنبلة
فيسافرون الى المقدس من الاشياء
ويتركوننا موتى احياء
وبالكاد نميز الذراع وصاحبها

يا عراق الموت

حدثينا عنْ أزهارِ حديقتكِ
وعن وردة ... تكبر في الغربة

هل تعرف عشتار الموهوبة بالموت
هل تدرك حجم الفجوة
بين الحزن وبين الناس
ان كانت تبكي لعبتها
فالعبة تبكي موطنها
وعراق تبكي حزن الحزن
بغرفتها
.
.
.
صارَ الخمرُ بلا طعمٍ
كلما تذكرتُ طعمَ شفاه الموت
ما بعد الشين .. وما قبل النقطة
أنتِ يا يا انتِ المنكوبة ..
ياأول هجره واخر بعد ..
ارم ِ بنقاطك ما بعد الليلة الاخيرة ارمِ بالموت
فالصابر في بغداد مل حياة الخوف
وقرر ان يتذوق متعة موت الجيران
وقنينة روحي تغتسل بالازورد
فوق ضفائرها ... شمس تصنع موتا للجيران
موتا اقرب ...موتا ابعد من غربة
وفي سومر تغزل انثى حوذية
عرس الدم وغصة جوع وقبور العشق العاجية
.
.
.
.ما بين البين وبين البين
نتشرد مثل سناجب في غابة
نحمل تاريخ حضارتنا
ودموع تفضح شهوتنا
للحاف الارض وموتا يشبه موت الناس
موتا عاديا
يمنحنا رؤية تالا تكبر
وتتزوج تالا
وتنجب عراق مبتسما
وتلبس حذاء يلتصق بحب الارض
وتغير وطن مغتصبا
وتمنح واو الطين وسن
ونموت موتا مقبولا


رشدي الغدير
كتب هذا النص في نفس فترة مرضي في نفس الغرفة وانا اشاهد قناة غنوة والذهبية والعراقيات يرقصن ويهززن اثدائهن من اجل امتاع ابناء القحبة المشاهدين
وشريط رسائل
sms
يهرول بسرعة اسفل الشاشة
الغريب ان العراقيات في القناة يرقصن والحزن موشوم في عيونهن
كتبت النص
وانا اشتم الطبيب الذي طلب مني تغيير القناة او اخفائها لانها لا تليق بمستشفى محترم
لكني كنت ابحث عنها واشاهدها كلما نجح الممرض في اخفائها عني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق