Translate

الاثنين، 27 فبراير 2012

إني أراني أعصر شعراً أناء الليل وأطراف النهار ..

 





صباح الخير .. مولاتي ..


صباح يشحذ البركة من قدميكِ فيمنحها لخطوات الباحثين عن عيش نظيف ..صباح يستجدي النور من وجنتيك صغيرتي ....


قفي مائلة,


تنطوي لقدميك مناكب الأرض..


هزي بجذعك..


تساقط عليك السماء نجوما


فتدور حول جيدكِ عقدا


ويعود القمر بين نهديك


حيث سيرته الأولى,


,


أطلقي للفضاء تنهيدتك


يعود إليك الصدى بتهويدة


تتراقص لها جبال الأرض


وتدا,


وتدا.


صغيرتي،


لا تنظري للسماء


يعجبنا ترتيبها هكذا


لا ترصي نهديك .. إلى بعضهما 


.... لم يحن موسم المطر ...


.


.


اذهبي لأقرب مرآة


سترين أنثى فوق العادة


قولي لها : في مقلتيك و شفتيك وقوامك تتمثل الحياة بكل تجلياتها،


اخرجي..


القِ نظرة للشمس


يرتد النهار إلى شأن تعز فيه الفوضى.


كوني على مقربة


فأنا ثاكلا طفلتي


وابحث بين ثناياك عنها


لا تبتعدي ايتها الحسناء


فلو نضب الماء .. ليس إلاّكِ صعيدا طاهرا....


.


.


لا بأس أيتها الركعة الهاربة من المغرب إلى الوتر..


لك شفتين رطيبتين بآمال الوالهين


حركيهما بلا كلام


لن يصلني المعنى فحسب


بل سيخترقني المعنى والمغنى...


مالإناث بعدك إلا جثث مدججة بالهدايا ..


.


.


مقلتيكِ تدحرج نظرتها في عباءة الليل ...


ومتيمك يتلى في سورة القتلى 


.


.


إني أراني أعصر شعراً أناء الليل وأطراف النهار ..


وأبحث في الشعير عن ثمالتي ...


أحبكِ يا حمقاء ... فلا تجزعي من الماء 




إنه المطر ،


يبحث حول قدميك عن مسجد..


هو المطر، عند كل محرابٍ فيك يقوم ويقعد ...


.


.


رشدي الغدير


 

الجمعة، 24 فبراير 2012

يا بلادي واصلي ...ذبحي


 


 


 


http://www.youtube.com/watch?v=_wwWp3g3vN4&feature=youtu.be


وكنت الصغير ... الطفل ...


واطفالي كبار ....


وكنت المدار البكر ....


تسجني اسرار ... 


...عطش .. 


.. لونك بلادي مرتعش ...


طفش ... رمشك بلادي ....


ما رمش ...


يا بلادي سارعي ... 


...للنعش ... 


أ


س


ت


ف


ي


ق


ي


.... من منامك .. 


يا بلاد الأرصفة ...


وجهي رصيف ...


استفيقي ....


ما بقى فينا رغيف ... 


استفيقي ....


للنوايا المسرفة ...


جودك اللي اعرفه ...


ثوبك اللي صار من شدة مجاعاتك نظيف ...


استفيقي ... 


للخريف .. 


استفيقي واصرخي ... 


ما بقى فينا رغيف ...


استفيقي ... 


بلي ريقي .. 


يا وسيعه ...


ساكنه كلك في ضيقي ... 


يلعن أمك استفيقي ....


يا بلاد الهاوية .. يا بلاد الأدوية 


وش أسوي براية التوحيد وبطني خاوية ...


/



لا والذي زين عيونك بالهداب ........


======== طز في بلادن ما تصد الاعادي


شاعر دموعه تراب في زحمة ثياب .......


======= جايع ومفلس والنفط في الأيادي


يا همي لا منك تعشيت الاسباب .......


====== قوتك صلاتك والفقر والزبادي


يا همي لو تضحك تنبح لك كلاب .......


======== حتى بلادك تنبحك لو تنادي


أنعق نعيق غراب في غفلة أغراب ......


======= أنعق وأنادي واصلي يا بلادي 


يا بلادي واصلي ..


وا صلي ..ذبحي ... مسحي .. واصلي ... حرقي 


يا بلادي ... واصلي ... دهسي .. واصلي هرسي 


وأكنسي ... وجهي ... مو قلت لك وجهي رصيف


مو قلت لك ... ما بقى فينا رغيف ...


 


/



يا سيدي


لو خنق وجهك وطن


احزم اشيائك وغادر


وأن تكرم هالوطن


وأرسل أوامر


لا تبادر


وتكشف أسرار المهاجر


قول أنك كنت ميت


وقبل موتك كنت فاجر


قول أنك كنت أناني


... كنت زاني


قول أنك رجس


وللخمره تعاقر


بس .... لا تبادر


وان تمادى هالوطن


فيك وتكابر


بالغ بكل المجون


صير شاعر


أركض ... بنعليك حافي


أرتعش .... من برد دافي


أحترق ... و بشكل طافي


صير موحل


وخل وحل الروح صافي


انغمس وسط الجنون


لجل يشيل العين عنك


وما تغمض عينك


بعتمة سجون


والتحية للوطن


.


.


 


الوطن أمن وامان


إنسٍ (ن) وجان


هو مكان يخاف


من شكل المكان


هو مكان (ن) يسبقه وجه الزمان


.


.


الوطن


أحتسى فينا الموده


دسنا تحت المخده


ألتصق الليل فينا


ثم نبتنا عشب أخضر


فوق خده


اختبئنا تحت تحتة


بين تعريجة وريده


وبين ورده


بين أشواكه و أسلاكه


وترحيبه وطرده


بين شرعه وبين نرده


.


.


يا سيدي


ما خرجنا من الذهاب


وما مكثنا من البقاء


واللقاء الي جمعنا


اجترعنا في نقاء


واعترفنا للوطن


أن حنا للأسف


أصل الشقاء


أن حنا للأسف


أصل التخلف والبلاء


.


.


الوطن طفل (ن) بريء


يضحك ويبكي بلا سبب


يجوع في وقت الغضب


و..... و.... العن أبو شكل التعب


خلاص هاتوا التبن


من سارعي الى طن ططن


يا سيدي باكل تبن


يا سيدي باكل تبن


.


.


وعاش الوطن


 

الأربعاء، 22 فبراير 2012

أريد ظلي ....فوراً

 لقد قتلت ظلي اليوم ..كان يتبعني في الظهيرة مثل الخيبة ..وعندما توقفت للتبول تحت شجرة جاري التي تنظر إلى السماء بأوراق قليلة راح ظلي يفعل مثلي تماماً.. فما كان مني غير التسلل خلفه ومباغتته دون أن يشعر .. لقد طعنته سبع طعنات متتاليات احداها بالتراب وكلها في عنقه ..الحمدلله لقد تخلصت منه ..الان من سيفسر لي رؤية الانبياء في حلمي وهم يبصقون على وجهي ..دون توقف


.


.


أريد ظلي ..فوراً أنا نادم على قتله أشعر أنني عاري وضعيف بدون ظلي الأسود الجميل 


.


.


فقداني لظلي جعلني أحك اذني بالملعقة.. وأكتشف أن الجميع يؤجلون الاستماع لحزني إلى وقت لاحق.. قليلة هي الدموع التي ذرفتها عاشقة صارحتها بندمي المتسع لفقداني ظلي وبخوفي وألم خصيتي الضامرة بسبب السمنة ..ودائما ما تقاطع حديثي ..فيما ظلي ياراقب كل شيء بحذر أيتها النساء في العالم لن أغضب.. يمكنكن إيماطتي عن الطريق مثل الأذى ..أنا مجزرة النساء وقبرهن وسر رائحة تعفن أفخاذهن قررت أن وجودكن في حياتي غير ضروري بدون ظلي ..هاتوا لي ظلي وأعدكن وبكل بساطة...أن أغرب عن وجوهكن ..أنا فقط أريد ظلي 


.


.


كان بوسعكم أن تكونوا أقل قسوة مع رجل دون ظل ..طلبت منكم مصارحتي وارشادي لمكان ظلي لا تمزيق وجهي وتقاسمه فيما بينكم مثل حصة الغنائم من معركة القادسية ..الغريب حتى غدري برائحته القديمة كاد أن يعترف بكل شيء لفرط ضغطكم على رقبته ..تتهمونني بالبذائة والمجون والاسفاف وتقولون أن لساني مصاب بالسرطان لفرط ما لحست من مهابل باردة مرمية على قارعة الطريق ..بعضكم يقول أنني أشد على عضوي بقبضتي الكبيرة كلما اعجبتني امرأة في شاشة التلفزيون وفي المراكز الصحية وفي محطة الوصول والمغادرة ..توقفوا عن نشر الأكاذيب وأبحثوا معي عن ظلي الأسود الجميل


.


.


أبحثوا عنه في مزبلة القرية ..لقد رميته هناك


.


.


أريد ظلي ....فوراً


 


 


 


رشدي الغدير


 

تم انتهاك مؤخرتي بحقن كثيرة ...هذا مؤلم

 الممرضة كانت تمسك بالصحيفة المحلية وتتابع سلسلة مقالات كنت أنشرها في نفس الصحيفة ..وقفت بجانبها وبادرتها بالحديث 


هل تقرئين لهذا الكاتب عادة؟ 

- اتابع كتاباته في هذه الصحيفة . 

- هل أعجبك؟

- لا أتحمل الامساك بالصحيفة إذا لم أحببه. 

- هل هناك ما يزعجك في كتاباته .

- نعم. الكثير من المفردات الغامضة لكن حديثه عن نفسه يشعل الفتنة في خيالي خاصة عندما كانت والدته تقول له أنت ولد لا تصلح لشيء أحب حديثه عن الموت كما انه يعجبني عندما يتحدث عن طفولته مع الصيد وضياعه في البحر دون بوصلة .

- هل هو صياد أيضا؟

- يبدو كذلك وإلا لما جاء بكل تلك التفصيلات. هل قرأت له شيئا؟ 

- لا لم يسبق لي القراءة لكاتب اسمه رشدي الغدير ؟ هل هو سعودي 

- لا أعرف جنسيته لكن عليك ان تسبق اللحظة وتتابعه في الصحيفة 

- نعم سأفعل ... شكرا لك

.......................

كنت أريد أن أقول لها أن والدتي تحبني اكثر مما ينبغي وأن الموت مكانه الوحيد هو رأسي، وأن الفتنة التي اشعلها في أرواح الناس..أنا نفسي لا أعرفها ولا أريد مطلقا أن أعرفها .. أردت حقاً أن أقول لها أنا هو رشدي الغدير أيتها الفتاة القصيرة 

.

.

الممرضة والطبيبة وعاملة المختبر والأخصائية ومسؤولة الأشعة كلهن حولي مثل فراشات في هذا المشفى الفخم كل شيء هنا لونه أبيض الملاية المفرش الجدران المخدة ملابسي وقلوبهن .... اللعنة أنا لا أستحق كل هذا النقاء دفعة واحدة أحاول البقاء صامتا وحبس رغبتي في الصراخ وفي مراقبة أثداء الطاقم الطبي وتحليل مراكز الأشياء المهتزة ...

.

.

تم انتهاك مؤخرتي بحقن كثيرة ...هذا مؤلم

.

.

الغريب أن كل ممرضة تنتخب لها بقعة خالية للحقنة ...تلوذ بضحكتها الخجولة وتهمس في أذني ...ستكون بخير يا أستاذ ( راشد الدوسري ) ... 

.

.

أحقنوني أحقنوني يا ملائكة الرحمة الجميلات أحقنوني فلا خير في رجل لا تحقنه النساء في هذا العالم المحتقن

.

.

قالت الطبيبة - هل تعاني من نوبات النقرس بشكل مستمر

أنا - أيتها الطبيبة هل أنتي متزوجة 

الطبيبة - أرجوك جاوب على سؤالي أحتاج تشخيص لحالتك

أنا - جاوبيني انتِ واختاري طريقتك في اذهالي

الطبيبة - يبدو انك تحتاج طبيب يكشف على حالتك

انا - لا أرجوكِ أيتها الطبيبة لا اريد رؤية الرجال وأنا مريض ومنهك ومسحوق مثل ضفدع هذا سيدفعني للموت

الطبيبة - حسناً جاوب ولا تخرج عن الموضوع

عموما انا لست متزوجة 

انا - رائع أيتها الطبيبة هل أدير لكِ مؤخرتي لحقنة جديدة

الطبيبة - لا أرجوك

.

.

أنا بخير يا اصدقائي ...في الواقع أنا سعيد هنا 

المكان يعج بالنساء

.

.

انهيت الكشف والحقن الكثيرة ...وخرجت من المستشفى 

دون ان تعرف الممرضة الأولى أنني هو نفسه الوغد الذي تتابعه كل يوم في الصحيفة ... ودون أن تعرف الطبيبة أسم والدتي ... 

.

.

هذا مؤلم

.

.

رشدي الغدير

..........................

..

خارج المشفى وفي مخيلتي فقط قام جدي كعب أبن نطاعة الغديري قدس الله سره وتبارك ظله الوارف وقال: يا ولدي رشيدان قلت له نعم مولاي قال : مالك مفلس وجيبك فارغ والنساء تهجرك باستمرار لا بارك الله في شيطانك.. قلت له هذا قدر الشعراء في زمننا ..قال :ويحك لا أبا لك كنت في وادي الدواسر آكل من لحـم الطَّير أسـمنها، وألبس من الثِّياب أفخرها، وأجلس على ألين الطبري، وأتكئ على هذا الريش، ثُمَّ أصبر على هذا حَتَّى يأتي الله بالفَرَج ...قلت له لم يكن في زمنكم فيس بوك يا مولاي

 

 

 

.رشدي الغدير

 

شخص غامض ... اسمه ..غدري الرشيد ..هل تعرفه

 المحقق - هل هذه الصور لك 


 

أنا - نعم يا حضرة المحقق هذه الصور لي لكنها صور منتشرة في الأنترنت وفي المواقع الثقافية

 

المحقق - لقد وجدنا الصور في دولاب الفتاة المنتحرة التي تسكن في الشقة رقم 204 كما وجدنا ثلاثة دفاتر بالمقاس المتوسط مسجل فيها يوميات وقصائد وكلها تدور حولك تحديدا ..هل يمكنك شرح هذا لي 

 

أنا - لا علم لي بالأمر يا حضرة المحقق أنا شاعر وصوري وكتاباتي منتشرة بشكل يسمح للجميع بطبعها والاحتفاظ بها..

 

المحقق - هل سبق لك التحدث مع الفتاة المنتحرة هل كانت بينكم علاقة من أي نوع ...

 

أنا - لا يا حضرة المحقق لم يسبق لي التحدث معها ولا توجد بيني وبينها علاقة من أي شكل..

 

المحقق - حسناً يا رشدي الغدير وقع على اقوالك ويمكنك الذهاب بعد أخذ البصمات وسيتم استدعائك فيما بعد لاستكمال التحقيقات 

 

أنا - شكرا ً لك 

...

كنت أريد الأعتراف للمحقق بأنني أنا من قتلها أنا من دفعها للموت من أعلى إلى أسفل كان في انتحار فوز من الطابق السادس إلى اسفلت الرصيف نزولا من مرتبة الحجاب والإيمان بالله إلى مرتبة الكافرين الذين يقتلون أنفسهم ... وللأسف أنا الذي دفعتها لهذا اللأمر ..

 

الآن عرفت ..لماذا تذكرت تلك الرسالة من فوز في الفيس بوك وهي تقول أنها ذاهبة إلى الله...لم أعرها أي اهتمام قلت في نفسي أنها فتاة مراهقة ومزعجة ترسل لي رسائل عن عذابها مع زوجة والدها وعن حبها لكتاباتي وأنها تضع صوري تحت وسادتها وتبكي بحرقة دون أن تمسح دموعها وكثيرا ما يؤلمها تجاهلي لها ...اللعنة كم أنا وغد ... ليتني منحتها القليل من العطف لو أنني بادلتها الرسائل الكثيرة التي ترسلها لي برسالة واحدة فقط .. لو أنني فعلت ...

.

.

المحقق - الو استاذ رشدي 

 

أنا - نعم اهلا بك 

 

المحقق - وجدنا خيوط في القضية أود منك الحضور في مكتبي لو سمحت

 

أنا - أحتاج نصف ساعة فقط وسأكون عندك

....

 

ماذا يريد مني المحقق ماذا تراه وجد .. هل قامت فوز قبل انتحارها بكتابة رسالة للجميع تعترف فيها أنني أنا سبب انتحارها هل يمكن هذا ... ماذا لو دخلوا على صندوق رسائلها في الفيس بوك ووجدوا كل الرسائل التي كانت ترسلها لي وحديثها عن هبوطها الكامل من العقل إلى الجنون وشكها بالسماء بسبب كتاباتي العبثية حول الإيمان بالغبيات .. 

 

اللعنة ..لقد كانت معجبة بقصيدة الشعوذة الشعرية قالت أنها تتخيل نفسها ميتة بين أحضاني وأن الجن يرقصون حولها ... كانت تستهجن عدم فهمي لسر العلم الإلهي الغيبي وصفات الخير والقدرة العادلة لله مع وجود الألم في حياة البشر ..كانت تدور في حلقة كتاباتي عن الإيمان المطلق في فقد الإيمان المطلق كانت خائفة على إيمانها كانت تراقب نفسها من خلال كتاباتي كانت تتوقع وترتعب وتخاف ان تموت منتحرة وهي الفتاة الملتزمة بالدين كما أخبرتني في رسائلها كانت تصلي حتى وهي نائمة .. 

 

الان فهمت لقد كانت تحمل الهوس بالموت منتحرة وكان تجاهلي لها ولرسائلها بمثابة تأكيد التوقع الذي لازمها طوال الوقت .. 

 

يجب أن امسح كل رسائلها من صندوق بريدي في الفيس بوك وحذف حسابي كاملاً قبل أن يصل المحقق لشيء ...

.

.

المحقق - لماذا تأخرت في الحضور يا أستاذ رشدي 

 

أنا - أعتذر عن تأخري لقد تعطلت السيارة في الطريق

 

المحقق - لا بأس ..عموما لقد حدث شيء في التحقيقات حول انتحار الفتاة 

 

أنا - مالذي حدث ؟؟

 

المحقق - كنت أجري التحقيق هذا الصباح مع زوجة والد الفتاة ..هل أخبرتك أن الفتاة المنتحرة كانت تعيش مع والدها وزوجة والدها بعد وفاة والدتها وهي في سن العاشرة 

 

أنا - لا ..لم أكن أعلم بهذا اللأمر 

 

المحقق - لقد انهارت زوجة والدها وأعترفت أنها كانت تعذبها وتضربها بشكل وحشي وأنها كانت تحرق يد الفتاة بالملاعق الساخنة وتحبسها وتغلق عليها الباب لأيام ناهيك عن شتمها بقسوة 

 

أنا - هذا محزن حقاً .. الفتاة المسكينة ما كان على زوجة والدها أن تفعل هذا بها 

 

المحقق - نعم معك حق ..لكن ثمة علامة استفهام في القصة كلها 

 

أنا - ماذا 

 

المحقق - هناك شخص غامض لم نجد له أي سجلات في ملفاتنا ... اسمه ..غدري الرشيد ..هل تعرفه 

 

أنا - لا لم أسمع بهذا الاسم من قبل 

 

المحقق - لا بأس .. أظنه من صنع خيالها .. لقاد كانت تكتب اسمه في دفترها وترجوه أن يتركك او يخرج منك ..شيء غير مفهوم ... 

 

أنا - لا علم لي بهذا الأسم 

 

المحقق - حسناً يمكنك الانصراف ... لقد تم اغلاق ملف القضية 

.

.

اخر رسالة وصلتني من فوز ...قبل انتحارها

.

.

رشدي ..لماذا لم تقنعني منذ البداية أنك لا تحبني فحسب؟! .. الآخرون فعلوا ذلك ببساطة ...كلهم تركوني أنزف وحدي .. الذين جاءوا وذهبوا، أو الذين جاءوا واستمروا لأسباب ليس من بينها أنهم سيجعلون عالمي أقل قسوة .. لكنك كنت الوحيد الذي يقرأ حزني الوحيد الذي يستحقني .. تجاهلك لرسائلي يسحقني .. يسحقني ..ولا أعلم ماذا أفعل .. هذه اخر رسالة مني يا رشدي ..أنا ذاهبة إلى الله 

تحياتي ... فوز

.

.

.

 

 

.رشدي الغدير

 

العالم أجمل حين تراه بعين واحدة

 الرجل الذي كان يشاهد وجوهنا بعين واحدة، بعد أن فقد العين الاخرى في حادث ثأر بينه وبين أحدهم كان يُخرج المفتاح من جيبه بخفة المحترفين ورائحة غضبه تسبقه إلى الداخل قبل أن يهمس في أذن زوجته : عندنا زبائن اربعة صبيان كلاب .. سينتهون بسرعة ثم يضغط على كتفها ليؤكد لها أنها ليست وحيدة ..الرجل صاحب العين الواحدة كان القواد و زوجته ..هي الحشد والجسد..


.

.

زوجة الرجل صاحب العين الواحدة عانتها منتفخة وبطنها لين ومتهدل وفخذاها مفتوحان دائما ولا تتحدث كثيرا ورأسها فارغ من الأفكار كنا نفترسها بضراوة وكانت هي مستسلمة لعبثنا فيها ...كنا نزرع ذكرياتنا السرية على حقلها وبخمسمائة ريال فقط ثم نعود إلى بيوتنا تاركين الرجل صاحب العين الواحدة يخرج مفتاحه من جيبه بخفة لا توصف 

.

.

كنا نطلق أقدامنا للريح ندخن من سيجارة واحدة مثلما كنا نضاجع امرأة واحدة ونتحدث كيف كانت صامتة طوال الوقت ونحن محشورون بين فخذيها، ونضحك لأنها كانت تشبه أم واحد فينا وبصورة مدهشة، وكان ابن الشبيهة يقسم أنه سيقتلنا ويلقي بجثثنا داخل برميل الزبالة ... كنا نضحك فقط .. لم نكن نعلم أنها مصابة بالسرطان وأن زوجها يحبها ولم يخبرنا أحد أنها توفيت في المستشفى بعد فترة وأن زوجها أنتحر بشنق نفسه بعد رحيلها ...

.

.

كنا نضحك فقط

.

.

رشدي الغدير

.

.

خارج اللعنة ..كنت قد سألت الرجل صاحب العيون الواحدة عن سبب فقدانه لعيونه قال لي هي نائمة فقط وستعود للحياة يوما ما ثم قال : العالم أجمل حين تراه بعين واحدة

.

.

أعتقد أنه على حق

 

 

 

 

 

 

 

.رشدي الغدير

 

سأرتب حزني كقمصان طفل مسافر ..وأموت

 وبشر الميتين ..


.

.

لماذا أمنياتي لا حول لها ولا قوة والنساء هنا طعمهن عالق في أفواه الرجال كل النساء وهم ولا أحتاج غير ضوء خافت لأرى خيبتي في عيونهن ..أنا في الدمام والمارة الذين يقطعون الشوارع باحترام مبالغ فيه ينظرون في وجهي ويعرفون أن أسمي هو رشدي الغدير وأنني شاعر وبارع جداً ..لكنهم يتهامسون فيما بينهم لماذا وجهه قاحل مثل مقابر اهل السنة والجماعة ..يكفي يا أبناء البشر الضعفاء سأرتب حزني كقمصان طفل مسافر ..وأموت

.

.

محشو بالحزن كوسادة و فمي معتاد على نكهة الغبار والنساء هنا يلتفون حول رقبتي مثل المشنقة ولا واحدة منهن تريد الزواج مني ..قبحتكم الالهة لقد حلقت كل شيء بالموس وتركت الشعيرات النافرة بضراوة من خصيتي المتدلية على فخذي لتحلقها لي زوجتي المنشودة وتضع ثلاث مكعبات من الثلج على الخدوش الصغيرة ... واحدة فقط تقول لي أنا موافقة هل هذا مستحيل ..

.

.

وليكتمل اعترافي وتتضح ضغينتي أعترف لكم انه بعد اليأس الشديد الذي شعرت به و لساعة أو ساعتين بقيت مترددا في كتابة شيء لكم ..ذائقتكم مرتفعة وتورطني ..لقد زادت جرأتي على الصمت معكم ..وهذا فيه خطر عليكم فالكائنات التي تدفعني للصمت يتوجب علي قتلها ودفنها في أقرب حديقة ..أكثركم لا يعرف نكهة صوتي ولا أسم أمي رغم تواجدكم المستمر في حياتي ...هل فهمتم شيء

.

.

أيها الحمقى قلت لكم الف مرة أكره أن يتم تجاوزي ومهادنتي ونسياني ومن ثم تركي كشيء مستعمل كشيء معطوب كبقعة زيت سهلة التنظيف كملقط شعر متروك على حافة الطاولة كدواء منتهي الصلاحية كعاشق مفلس تهرب منه النساء كخباز حارتنا ابو محمد الذي مات دون أن يهتم فيه أحد رغم أنه الشخص الوحيد الذي نقف في طابور طويل من أجله ...ذاكرتكم قصيرة وحزني طويل ...ولا فائدة من بقائي بينكم

.

.

أيها الحمقى حين بكيت لم يهتم بي أحد منكم ، كنتم مشغولين بمغازلة بعضكم على صفحتي وفي إضافة بعضكم البعض وفي دهلزة الكلام الرشيق والممشوق في الرسائل الخاصة كل هذا حدث أمامي أشعر أنني مثل كلب مشنوق يتدلى من السقف ..لا بأس أنا تقريبا بدأت أعتاد على خيانتكم المستمرة وبدأت اتأكد أنني لا أعني لكم شيء على الأطلاق

.

.

اللعنة ...أغربوا عن وجهي 

.

.

.

 

 

 

.رشدي الغدير

 

الذباب ينام تحت لساني ..

 يبدو أنني كنت نائما وفمي مفتوح. .. لا يوجد تفسير اخر لظهور هذه الذبابة الميتة على سقف لساني..أعتقد أنني التهمت جناحها


.

.

منذ ساعة وأنا أغسل فمي بكل انواع المطهرات ومساحيق المكياج والادعية والصلاة بكل شيء ومازلت أشعر أن الذبابة في الداخل

.

.

اللعنة.. أنا حزين أيها النبلاء لقد التهمت ذبابة وأنا نائم...هل سأموت أيها النبلاء ...لن يمحي هذا الشعور غير سيجارة بكر أمص عفتها بفمي الواسع 

.

.

الدكان أسفل العمارة فيه كل شيء ماعدا السجائر ... جاري رجل ملتزم أسرته من خمسة أفراد وجوههم متشابهة ماعدا الأم لا تشبه احد منهم وكلهم لا يدخنون .. حارس العمارة هو نفسه إمام المسجد والمؤذن وبين الصلاوات يتحول إلى بائع بقدونس متجول وهو لا يدخن ..الرجل الغامض الذي يسكن في الدور الأول يواجهني دائما بابتسامة عريضة دون أن يتوقف للحديث معي ودائما ما يخرج يده من بنطاله حتى أنني أعتقدت أنه يستمني امام باب شقته وهو لا يدخن ..

.

.

ثمة ألم غريب ينهش صدري في الليل..يؤلمني فأنهض صارخاً وفي رأسي ألف احتمال للموت لا أريد الموت في الليل مثل وغد يشرب السجائر و الشاي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وهو نصف عاري ..الطبيب قال لي توقف عن التدخين الغريب أنه قالها لي وهو يشعل سيجارته الثانية أمامي ..أمي طلبت مني التوقف عن التدخين حتى اصدقائي طلبوا مني هذا حتى عشيقاتي المحجبات دائما ما تكون هذه نصيحتهم الوحيدة ..اللعنة أحتاج سيجارة واحدة فقط

.

.

خائف أنا بدون سيجارة واحدة ..ولا يمكنني مواجهة نفسي ..خوفي يكبر في أحشائي كجنين مشوّه يؤلمني ..خائف من انهياري من ضياعي من شتات أفكاري ..خائف من خطيب الجمعة ومن جاري الملتزم وافراد اسرته الخمسة وأمهم ..خائف من الرجل الغامض الذي يسكن في الدور الأول وهو يخرج يده من بنطاله ..خائف من صاحب الدكان اسفل العمارة الدكان الذي يبيع كل شيء ما عدى السجائر ..خائف من الموت والألم الذي يقصف بصدري ..كل ليلة

.

.

اللعنة ...ما زال طعم الذبابة الميتة ينتهك فمي ويدفعني للغثيان

.

.

 

 

 

رشدي الغدير

 

أصبحت في الاربعين من عمري

 لا أتذكر من النساء اللواتي التقيتهن في حياتي غير ملمس عانتهن الصغيرة الناعمة وشيء من حواف أثدائهن المنزلقة في عناية وحرص ..نسيت أسمائهن كلها ..حتى اللواتي ضاجعتهن بدون واقيات ذكرية لفرط الثقة والحب ..ذاكرتي مثقوبة أنا المنهك بالماء وبأفكار ليس لها أن تكتمل ها أنا أجز ورقة من هذا السيرة القبيحة فقط لأن مشاعري أكبر من قدرتي على الاحتمال ...الحياة صعبة بدون ذاكرة جيدة... اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت


.

.

حاولت اليوم أن أمارس العادة السرية فرحت في نوم عميق ..كلما حدث أنني استيقظت بشكل عادي جداً ثم اكتشفت أنني أصبحت في الاربعين من عمري وأنني منفصل عن امرأة لا أذكر اسمها وأنني والد أحمق لثلاثة أبناء لا يهتمون بي وأن البيت الذي كنت اسكن فيه تم منحه لرجل اخر هو وعائلته وأن سيارتي تم تقطيعها وتحويلها إلى علب سردين فارغة وأن اصدقائي متزوجون من نساء قبيحات وأنني عاطل عن العمل والصداع يلازمني منذ سنوات طويلة... اللعنة ...هذا فيه مضيعة للوقت

.

.

محشو بالحزن كوسادة و فمي معتاد على نكهة الغبار والنساء هنا يلتفون حول رقبتي مثل المشنقة ولا واحدة منهن تريد الزواج مني ..قبحتكم الالهة لقد حلقت كل شيء بالموس وتركت الشعيرات النافرة بضراوة من خصيتي المتدلية على فخذي لتحلقها لي زوجتي المنشودة وتضع ثلاث مكعبات من الثلج على الخدوش الصغيرة ... واحدة فقط تقول لي أنا موافقة هل هذا مستحيل ..اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت

.

.

توقفوا عن الحديث معي أنا مشغولاً بفقء الدمامل المنثورة على فخذي الأيسر الدمامل والبثور القبيحة هي المسؤولة عن ضياعي في طريق البيت ونسيان لون عيون أمي وعدم تذكري لصوت والدي وهو يقول لي كل يوم رشدي أنت ولد لا تصلح لشيء الدمامل هي المسؤولة عن التراب القديم الذي يخرج من فمي كلما هممت في قول كلمة حب واحدة للنساء المقطوعات الرأس في ذاكرتي توقفوا عن الحديث معي ولا تدفعوني لقتلكم اليوم بمطرقة الرؤيا...اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت

.

.

 

 

 

رشدي الغدير

 

أحمل طعم الموت في فمي ...

 أنا شاعر لا يكتب إلا حينما لا يريد أن يكتب ولا يقرأ إلا في الشتاء ويقع في خلط غريب مع الأشياء التي أمامه ولا يعرفها رغم علاقته الوثيقة بها وكلما شعر بالوهن والتعب قام يركل إحتمالاته القليلة في حرص ويركض إلى جهة اخرى لا تشبهه وله ذاكرة متورمة بكل الذكريات السوداء المندسة بين الطيات يقف على أطراف الاربعين بقلب مثقوب لفرط الفقد والهذيان جائع للحب رغم أن أيامه ولياليه دون فم ولا معده


.

.

اللعنة من يجرؤ أن يسأل عن شخص يحمل طعم الموت في فمه ويبصق غضبه في وجوهكم وكأن حزنه منحوت القسمات ومن الصعب محوه من الذاكرة ربما أن بحثه الدائم عن النسيان هو الذي فرض هذه الوقفة الميتفازيقية في أرواحكم التي أتسعت لروحه لتسكنكم ربما هذا ما فرض نفسه عليكم عنوة من دون إذن منه أو حتى مواربة .. ها أنا أجاهر بكم يا أثمي الفادح ...متى أتخلص منكم 

.

.

شخص أحترف الموت

يسمع الهواء في الخارج 

ولديه من الفسق ما يكفي لتسعة أصدقاء وحبيبة واحدة 

ونساء كثيرات لم يحن أوانهن بعد 

ليس للفقد أن يرتق ليله

ولا ينبغي له أن يكون

كامل الليل 

.

.

 

 

 

رشدي الغدير

 

هاتوا نصائحكم كلها أيها الناس ...

 سأستمع لنصائحكم مثل الأنبياء الذين تحتم عليهم الإصغاء إلى نصيحة الله لتجنب الفظاظة وجلافة الأخلاق لتنجح رسالتهم في الناس ..سأستمع لكم فقط لكن لن أنفذ شيء من نصائحكم وربما رميت بها عرض الحائط كما هي عادتي


.

.

أنتظر نصائحكم ..سأعود لكم بعد صلاة المغرب أعتقد أنني على وضوء ولا أحتاج لسبغ رأسي بالماء وتفسير رغباتي لكم ..فقط ضعوا نصائحكم بشكل واضح ورتيب وإعتيادي مثل شيوخ الطريقة النقشبندية وهم يهزون رؤسهم طربا لحالة الوجد والحلول ..ضعوا نصائحكم ولتكن نصائحكم ساذجة حتى أشعر أنها نصائح حقيقية

.

.

لست موظفا عند احد ولست طاهراً ولا أزعم الطهر كما أنني لست نجسا جداً رغم أن بعض كتاباتي تفوح منها النجاسة والدنس والموت في النهاية أنا نصف بشر ونصف قديس وثلاثة أرباعي فراغ ينتظر الأحتمالات التي سأركلها حال عثوري عليها 

.

.

ببساطة أنا شخص تافه يعتقد أن الله بعثه في دنياكم ليتجنبكم وينام وحيدا كل ليلة في سريره المتسع داخل غرفته التي انهكتها النوافذ لفرط الصمت

.

.

أعتذر منكم …تم حذف نصف كلامي هنا حفاظا على مشاعركم

رغم أن مشاعركم لا تهمني كثيراً 

.

.

 

 

 

رشدي الغدير

 

أنا لا ابيع الوهم. بل أوسع الحقيقة وأمنحها وجوداً فعلياً ...

 أنا الممسوس بالغياب مثل كائن معتزل يحسب أن المحيط يتواطأ أو يتآمر ضده من أجل إفساده أو تلويثه، و لا يعلم أن العالم لا يكترث به لن يصدق أحد بأن شخصاً واحداً مزق كل هذه النصوص رغم أن بعضها مكتمل وجميل في نظر بعض الأصدقاء الذين يزعمون أنني مجنون يتخلى عن أولاده ويرميهم في سلة المهملات لكن هو جزء من شخصيتي الشاعرة ولا يمكنني انتزاعه من عمقي الروحي الذي يشكلني كشاعر لا يتحكم بأغلب تصرفاته في النهاية أجمل القصائد تلك التي لم أمزقها بعد أو ربما لم أكتبها بعد


.

.

كل شيء مبهم وغير واضح يبدأ سفري الحقيقي هناك ومن اخر سطر كتبته تحديداً اعتقد أنها حالة من عدم الإطمئنان للشكل النهائي للوجه المحفور في الورقة للقصيدة اضع الورقة أمامي واسبر غورها بالاسئلة اول سؤال يواجهني لماذا كتبت هذا النص ولمن كتبته ولماذا لا أشعر أنه الأدفأ والأكثر حميمية رغم بلاغة اللغة فيه وكثافة الصور لكن ثم موتاً يكسوه هل يستحق هذا النص مني أن أنقشه وأصقله وأزخرفه لتنبعث فيه الحياة أم أمزق الورقة واشتغل من جديد في نص اخر أمزقه فيما بعد صدقني لسنوات مكثت خارج محيط الثقة بالنص وكلما كتبت نصاً مزقته حاولت جاهداً مقاومة هذا الإغواء بعناد و بغباء

.

.

كنت وأنا صغير أحمل داخلي شعوراً يقودوني إلى إكتشاف الاشياء المكسورة في دواخل الناس كنت اراقب المارة أمام شارع بيتنا وأنا أتخيل أشكال أرواحهم والوانها كان هذا يحدث كلما أستعملت حدسي المفرط بالتكهن فقط لأفهم الكون من حولي لم اتجاوز سن الحادية عشرة بعد واكتشفت أنني لست وحيداً في جسدي وأن ثمة شخصاً اخر يسكن معي داخله ويرافقني دائما وحتى عندما بدأت في التحدث معه لم يكن ودوداً معي قال لي: إذا لم تكن شاعراً يا رشدي فليس لوجودي داخلك أي معنى

.

.

الشخص الذي يسكنني شخص متوحش يقول لي : وانت في الغالب شاعر يا رشدي الغدير ستدخل الى بهو روحك دون وجل ولأنك شاعر ستكون كسولاً وستستريح في الحجرات الاولى، ولن تتقدم إلا مرغماً للكتابة ولن تكلف نفسك عناء اكتشاف روحك وستستمتع برؤية الدم يقطر من معصمك ويلون ثوبك بالاحمر القاتم .. نعم هذا صحيح في مراهقتي اعتبرت أن جرح يدي بالسكين هو الطقس الذي يجب ممارسته قبل الكتابة طبعاً كانت هلوسات مراهق وجد نفسه في المكان وحيداً أعتقد على حين غفلة منه أن الله فرغ له كوكب الارض ليعيش فيه وحده لكن مع مرور الوقت اتضحت له الحقيقه التي لم يصدقها طوال عمره أن الكتابة الشعرية هي موته الماثل دائماً وهو يعلم أن كل شيء سيتنكر له ولن يعود له ذكر ليجازف هذه المجازفة ويموت وهو شاعر

.

.

نعم أنا مجنون بالجنون الخلاق الجنون المخيف والجميل فأنا لا ابيع الوهم. بل أوسع الحقيقة وأمنحها وجوداً فعلياً لما لم يكتمل بعد ... وجود متسع وأكثر رحابة من واقعي المقيت ...

.

.

نعم أنا مجنون

.

.

 

 

 

رشدي الغدير

 

أنا الفاشل السمين المحاصر بالخيبات

 اللعنة عليك يا عواد ...اشعلت الهم الواقف على كتفي مثل ببغاء وراح يزاحم الملاك الذي يسجل الخطايا على الجهة الشمالية من دماغي فيما الملاك الذي يسجل الأشياء الجميلة ضجر من اوقات الدوام الرسمية على كتفي وأنسل هاربا إلى السماء لفرط الخيبة مني ..ربما أنجح ذات يوم في طرد كل هذا الشر من داخلي وأتوقف عن اشعال سيجارتي وثقب فساتين النساء الجديدة والتوقف عن فكرة رمي السيجارة على محطة البانزين التي يملكها عواد صديقي من أيام المدرسة الثانوية ..


.

.

عواد يا أبن الهلام والغباء كيف تحولت من هدف للركل في المدرسة إلى رجل اعمال وسيم ومفخخ بالجاذبية..قبحتك السماء وقبحت الجبناء أمثالك يا عواد

.

.

عواد يا سليل الخوف والتوتر والكسل كيف جعلتني أشعر أنني فراغ ممتد ..أكثر من عشرون سنة يا قزم وأنا اكافح وأجاهد لتخرج من سيارتك وأنت تبتسم لتقول لي : هههه رشدي الغدير يالك من سمين فاشل ...

.

.

عواد ...قصفني اليوم ..الكلب متزوج من أجمل فتاة في الحارة وانجب منها سبعة اطفال متتالين مثل طلقات مسدس وهو سعيد جداً والغريب انه يبتسم..ليلتك مطينة بطين يا عواد

.

.

لماذا يبتسم عواد..لماذا

.

.

سحقا لعواد ...وسحقا لكتفي...وسحقا للبغاء...وسحقا للسيجارة...وسحقا لكم

.

.

لو كان عواد الوغد يعرف أنني استهلكت نفسي في الكتابة هنا حتى صرت مألوفاً كنصف وجهي المنصوب أمامكم في الصفحة أعرف أن الكثير منكم أصابه الضجر والملل لفرط الرتابة في كتاباتي لكن لا تضعوا اللوم علي وحدي ..وأنا أنظر للعالم من ثقبين ملعونين في نفس الوجه المنصوب أمامكم لا أشاهد غير الموت في كل مكان ..كان بوسعي أن أموت لكني قررت البقاء بضع سنوات معكم لأكتب القليل عن أشياء أحبها ..يمكنكم الموت بالنيابة عني هذا لا يزعجني..لكن سأطلب منكم أخذ عواد معكم

.

.

ما زال يبتسم عواد ..اللعنة

.

 

 

 

رشدي الغدير

 

أنا شخص طيب وجرائمه قليلة ...

 تمنيت لو أن الله لم يخلقني ..تمنيت لو أنه تركني نطفة في عضو والدي وبويضة غير منقسمة في رحم أمي ...والحمدلله الذي لم يخلق من ضلعي امرأة تنهك شغاف وجعي في البحث عنها ..أفكر كثيرا في أبونا أدم وكيف انزله الله في سيريلنكا بجانب حقول الشاي وأنزل حواء في مدينة جدة الغارقة بالفساد الإداري والماء الزائد عن الحاجة ..المسافة بعيدة لكن أبونا أدم قطعها بجدارة ..ماذا لو كانت هناك أنثى بديلة في سيريلنكا هل ستتغير النهاية


.

.

قلت لأبليس غفر الله له لماذا فعلت هذا ؟ أجابني أبليس هذا افضل ما فعلته في حياتك اذهب لسريرك وضع راسك في مكانه الصحيح حاول أن تنام بعمق وتذكر أنك شخص طيب وجرائمك قليلة وتذكر يا ولدي أن الله خلقني لأوسوس لك وخلقك لتدخل جهنم فتقبل هذا بروح رياضية وأعلم بارك الله بك أن جهنم مزدحمة بالكتاب والشعراء والمفكرين والحسناوات سيكون المكان رائع وستجتمع برؤساء بعض الدول العربية لتنهل من خبرتهم في ادارة حياتك داخل جهنم

.

.

أنا قريب أيها الرب قريب وفي متناول يدك ..خذني أرجوك..يا له من عالم قذر قادر على احتضاني دون كلل ..خذني أرجوك..لماذا لم تسمع صوتي الذي كان يخرج خافتاً ومهزوماً لفرط الخيبة ..خذني أرجوك

.

.

حتى الحوذية البلهاء التي تزورني في الحلم لن تشعر بضيق بنطالي حتى الان البارحة قبلتني في فمي وهمست في اذني : طعمك لذيذ يذكرني بالبرتقال .. حسناً لماذا البرتقال يا انسة الا يكفي أن وجهي تحول فجأة إلى بستان برتقال ثم أن جسدك النحيل الصغير الذي صار فراشة في قبضة يدي التي لا تنسجم مع مفهوم البرتقال ..اللعنة على البرتقال الذي يشبهني .. لماذا يطاردني البرتقال حتى في الحلم ..قالت الحوذية البلهاء يجدر بك أن تكون ميت يا رشدي

.

.

لا أريد أكثر من زجاجة كاملة تُخرجني من لعنة هذه الجدران التي تضيق بي ..أمر اخر ..ماذا أفعل بهذا السرير المتسع ... ماذا أفعل

.

.

 

 

 

رشدي الغدير

 

أنا الذي لا ألدغ من الجحر مرتين

 أدفعوني للنوم...بأيديكم العارية..فأنا مستعد أن أكمل علبة واق ذكري من النوع اللزج لأجل قصيدة واحدة.. تجعلني مسترخي مثل مصيبة على عاتق والدي ..قصيدة واحدة فقط


.

.

جميع النساء هنا لا يقرأن لي ولا يكترثن لكتاباتي وصراخي وبكائي كما أنني أصبت بضعف البصر والبصيرة بسبب شاشة الكومبيوتر ..تمنيت أن يصير الفيس بوك ورقي لأنني أحب القراءة وأنا مستلقٍ على ظهري واحب الجنس وأنا مستلقٍ على ظهري وأحب مشاهدة نفسي وأنا مستلق على ظهري وأحب الأكل وأنا مستلقٍ على ظهري لكنني لا احب ظهري... تماماً

.

.

أنا الذي لا ألدغ من الجحر مرتين ... كوني لست مؤمناً تماماً بكل شيء.. لا أحد بالمطلق يعرف ما يدور في رأسي ..لا أحد ..

.

.

أنا قادرا على ارتكاب أشياء حمقاء كأن أتبول ضاحكاً وسط هذه الشركة اللعينة التي صارت مع الوقت مستقراً لأبناء المدير المتعجرفان أنصاف الرجال يدخلان مكتبي ويعبثان معي ويسخران مني ..وأنا متوثب مثل نمر النهد أحاول كبح جماح شهواتي للفتك حتى لا أمزق وجهيهما فيما يعتقدان الأحمقان أنني مسالم جداً

.

.

اللعنة ..لماذا اتحدث معكم وأنتم لا تعرفون شيء عني ..

.

.

سيمضي الكثير من الوقت حتى تعرفوا كم كنت وحيداً بينكم يا أبناء البشر الضعفاء.. وأنني لم أكن أكثر من مجرد شيء يمكن نسيانه بسهولة وستبصقكم أرواحكم كلما تذكرتم إبتسامتي الغامضة وأنتم تستعيدون أحاديثكم معي يا أبناء البشر الضعفاء..سؤال واحد فقط قبل ان أقتلكم هل فيكم من يعرف أسم أمي

.

.

لا أحد طبعا

.

.

منذ سنين وأنا أصحوا كمن رأى الف حلم في ليلة واحدة ... أشرب لعابي وأبصقه على ركبتي حتى لا أنزلق فيما تكره أمي ..أنهض من السرير إلى الحمام لأتأكد أن مثانتي المحتقنة بالسوائل تعمل بشكل جيد وأن مدينتي الدمام لا تزال في مكانها أسفل البلاعة وأنني لا أتذكر أقدامي مهما مشيت عليها وأن حيواناتي المنوية ذكية جدا وتفهم مشاعري...لكن لا يمكنها الكلام 

.

.

حيواناتي المنوية عاجزة عن الكلام...ماذا لو علمتها الكلام

.

.

اللعنة هذا فيه مضيغة للوقت

.

.

 

 

 

رشدي الغدير

 

نومي كنوم الكلاب متقطع وقلق وغير كافي

 


 


الفتاة المراهقة التي فتحت النافذة والقت بسروالها الداخلي القصير أمام ثلاثة مراهقين في الشارع كانوا يحشدون نهاراتهم البائسة بأقل خسارة ممكنة ..غير مكترثين بخلافاتهم العائلية ومشاكل أمهاتهم الصامتات طوال الوقت ..كنت أنا احدهم والأكثر حزناً على الأطلاق ..وبفجيعة محفوفة بالدهشة مددت يدي لألمس سروال الفتاة الداخلي القصير وهي تختلس النظر من النافذة تخفي نصف وجهها خلف الستارة ..


 


وضعت السروال القصير في جيبي ودلفنا نركض في أروقة المنازل ندهلزالجدران التي تصدعت لفرط رغبتنا في إكتشاف سروال الفتاة الداخلي الخفيف جداً ..وعيون الفتاة صاحبة السروال الداخلي الشفاف تتابعنا من بعيد ...وهي تبتسم بخبث


.


.


الأول .. أستنشقه بضراوة وهو يزفر نيرانه ويقول رائحته ليمون هل مكث بين فخاذها أكثر من يوم..هل تقوس على حشائشها ومنحته الحمض والحياة 


 


الثاني .. بسرعه وضعه في فمه وراح يلوكه مثل تيس الحضيرة وهو يختبر مذاق عصارة مهبل الفتاة المنسية على سروالها الداخلي .. قال مذاقه مالح ولاذع مثل الحزن يبدو أنها كانت تبكي كثيرا قبل النوم.. مالذي كان يحزنها وهي تخفي كل هذا الفرح اسفلها


 


الثالث .. رفعه إلى السماء وهو يقول سأنام فيه الليلة سأتكور مثل فرجها وأدلق نفسي في الداخل مثل كأس... سأترك كل الإحتملات مفتوحة لليلة ساخنة مع سروال الفتاة الداخلي الشفاف ومثل نحلة سأمتص كل العرق الذابل بين ثناياه .. وأبكي 


.


.


مكث سروال الفتاة الدخلي سنة ونصف ..كنا نتبادله فيما بيننا نضعه بين أسنانا التافهة ونمضغه ونبتلع عصارته حتى نشبع لم نكن نبصق شيء من العصارة في منافض السجائر ولا على الرصيف ..سروال الفتاة الداخلي الشفاف ...كان وجبتنا اليومية ولم يكن لدينا وقت نضيعه في إثبات من منا الأكثر وفاء ومحبة لسروال الفتاة الداخلي الشفاف 


.


.


كان عمري سبعة عشر سنه عندما شفطت أول سيجارة حشيش ورحت في نوم عميق مثل الملائكة.. أنا في الأربعين الان و نومي كنوم الكلاب متقطع وقلق وغير كافي ..لذلك أنظف شقتي الحقيرة في الليل فقط ..أتركها مثل المزبلة طوال النهار ومثل قط محترف أعرف مكان كل شيء فيها..ملابسي مكومة مثل هضبة ورائحتها مثل رائحة المراهقات قبل الدورة الشهرية.. الصحون التي أكلت فيها قبل شهر مصفوفة بشكل ثوري وبقايا الطعام ملتصقة فيها بحرص ..الذباب يحبني ذلك لأنني أعامله بسخاء ..وما زال سروال الفتاة الداخلي في جيب حتى هذه اللحظة 


.


.


 رشدي الغدير


 

السبت، 18 فبراير 2012

كهر أججته الشهوة ... للشاعر الأستاذ ابراهيم الشمر

 


           الصعلوك النبيل رشدي


مساءك ارجواني أيها الوغد الذي طال غيابه مذ جمعني وإياك ذات كورنيش في حضرة القطيف 


مررت بمدونتك فجر اليوم وقرأت ما ارتكبته طيلة عام إلا قليلا ،  ثم عرجت على مطالعة كل ارتكاباتك


أو جلها من جديد ، واستوقفتني رسالة عفاف الرائعة والبريئة التي أبكتني حد الفجيعة .....  .


فكان أن شحذني طيفها الملائكي و أدخلني في حالة من الوجد ، ما أثمر هذه القصيدة ...


شكرا لعفاف الملاك الطاهر ولأختها الجميلة التي جعلتها ترى العالم بعيونها الفاتنة !! )      


.


.                          


كما يليق بصعلوك نزق يغرر بأوزارنا  


يسكب ندمه في أقداح خيباتنا  


حتى توشك الفضيحة أن تتهدج 


ليس عليه أن يتلبس الحكمة وهو يقطر نزفه  


أو يستعير أبو الأسود الدؤلي وهو يهندس أبجديته


علينا فقط تتبع ثمالاته وهو يهذي كصهيل حصان جامح 


لولا قسوة الأنين الطالع من خوابي الروح و مكامن الأسى  


في تضرعه نحيب الذئب


وفي عصيانه رائحة العفة  


ليس علينا أن نختبر براءته لنؤكد فهرس الضلال 


فهو سليل ذلك الموغل في القرع حتى توهمت الأصفاد 


وابن دارين الراقدة في دفتر الذاكرة 


مترعة كؤوسه بالعطش 


وأنثاه تدخر النشيد حتى انتصاف الزعفران


تكاد قصيدته تميز من الترنح حتى تخيط درس الغريب 


مثل صحراء نهبتها السياج فضاعت في تيه الأروقة


حدث أن أبصرته "حورية كفيفة" مأخوذة بطفولة كتاباته


وبندمه الذي غازل الأمل في عتمة بياضها  


سألته النأي بالأوراق لئلا يتواطئ مع الدنس


ملاك شاهد خبيئته الواضحة


في حين عمي المبصرون


وكما طفل لا يجيد الوعد لحظة القلب


أبرم الوثيقة ثم ترك لها الأمنية


كلما داعبته جريرة امرأة 


تحسس لواعجه وانتفض كالمذعور 


يتقرى تفاصيل بهيميته كهر أججته الشهوة في ليلة شتوية


ما فتئ يرتكب الذرائع في انتحال النقائض


لا تصقله التجارب ولا تدركه تجليات التأويل


أسير في وشم الغواية


وضالع في اقتناص الورد


مطهمة ثمالاته


ونافرة حيرته


"عيناه فارهة الضوء"


"ومزدهرة مخيلته"


رجل يستعصي على المحظور


وتسكنه اللعنة


تفتتن في سيرته القبائل


وسادر هو في سكرة الأسئلة ،،،


.


.


ابراهيم الشمر .... 


.......................................


 


* للضليل الباذخ رشدي الغدير في جحيم "حسياته" !


................


شكرا يا أستاذ ابراهيم الشمر ... شكرا لعفاف ... شكرا لأختها .... وهذا النص الذي أجج شهوة الهر في روح الشاعر ابراهيم الشمر 


...................



"تحية للغالية عفاف التي تتابع ما أكتب وتتخيل شكلي ذلك لأنها كفيفة وأختها التي لا أعرف أسمها هي من تمارس القراءة لها وتمضي معها أغلب الوقت في الصفحة شكرا لرسالتك اللطيفة يا عفاف وأعدك أن لا أدنس حروفي بالحسيات كما تسمينها وجودك يشرفني ويسعدني وصدقيني ربما كتب الله عليكِ فقد البصر لكن قلبك يرفل بالبصيرة والنور والمحبة وأتمنى من الله أن يعوضك بعيون من زمرد في الجنة يا أبنتي الغالية ..وسأنقل لكم مقاطع من رسالتها …




……………………………………………………….


 


سيدي تقول أختي أن وجهك مريح ويشبه وجوه الأطفال لكنك تتعمد اخفاء طفولتك بنظراتك الحادة والمخيفة ..أنا لا أعرف كيف يبدو شكل الأطفال ولا أعرف كيف هو شكل النظرات المخيفة فلقد ولدت عمياء والظلام يحتوي كل شيء في حياتي ومنذ ثلاثة أشهر كانت أختي تقول لي كل كتاباتك وكنت أشاهد الكون والعالم من خلال قلمك أحببت طفولتك وحديثك مع نفسك والندم والأمل أطلب من أختي دائما أن تعيد على مسمعي مقتطفات من مجموعتك (صباحاتي متشابهة حد السؤم ) أحبها جداً


.


.


سيدي ..أنا عمياء وعيوني هي يدي ..تمتزج يدي بالاشياء التي ألمسها كأن ألمس دولاب الملابس فتتحول يدي إلى باب الدولاب فلا أشعر بها .. ألمس الطاولة التي أتكىء عليها فتصبح يدي جزءا من الطاولة …حتى الهواء الذي أتنفسه من فمي له لون يختلف عن لون الظلام الذي يحيط بي ألمسه بيدي فأتحول إلى هواء اخرج من ذاتي واعود إليها … أختي تضع قنينة الماء لي على طرف طاولة قديمة في الممر بين المطبخ وصالة الجلوس أعرف المكان جيداً بمجرد لمسي للجدار ونتوء جاف يخبرني بعدد الخطوات المتبقية حتى أصل لقنينة الماء ..زوجة والدي تتعمد تغيير مكان الطاولة تقول أنها تشوه الممر يحدث هذا كلما سافر والدي وغاب عن البيت لن تصدقني لو قلت لك أنني أمضي أيام دون ماء بسبب مزاج زوجة والدي .. تعلمت ان لا اشتكي لأحد وأن أبحث حولي عن قنينة الماء بأطراف أصابعي .. جسدي النحيل مستعد دائما للأرتطام بكل شيء يصادفه أتعثر بشيء مرمي على الأرض وأسقط لكنني أقوم من جديد للبحث عن قنينة الماء لكنني أصاب بالحزن والاحباط عندما أجد القنينة ولا ماء فيها …فأبكي لفرط الخيبة والعطش …


.


.


عمياء أنا يا سيدي وحتى أحلامي عبارة عن اصوات فقط لا أشكال لها ..من السخرية أن لا أتمكن من مشاهدة وجهك حتى في الحلم لكنني أشاهدك كلحن يهندس شكل وجهك ويمنحك خيط من حرير أو مغناطيس لطيف يجمع أجزائك بخفة… تلك الخفة نفسها التي تغمرني كلما سمعت صوتك في اليتيوب خاصة قصيدتك (أذكر أني كنت عايش ) يحملني صوتك وأعلو بقدمي عن الأرض حتى أطير وأنا نائمة كما تطير الملائكة ..الملائكة التي أحبها وأتخيلها تنتظرني في السماء …


.


.


أنا عمياء يا سيدي يحدث كثيرا أن يخونها احساسها بالوقت فلا تعلم إن كان الصباح او المساء ولا فرق عندها متى تنام ومتى تستيقظ فكل الأوقات مظلمة وسوداء حتى بنات عمها الوحيدات يتصرفن لاحقا كأنهن لا يعرفنها رغم انهن أمضين أكثر من خمسة عشرة سنة معها في ذلك الظلام المليء بالأصوات والأفكار والأسئلة … ينسونها بمجرد ان يغادروا المنزل ..ينساها والدها ينساها أصدقاؤها في الحنين والخوف .. ينساها الفضاء والنعاس وجزءاً من أنوثتها ..لا حقيبة عندها ولا تعرف كيف تضع الكُحل ولا أحمر الشفاة ولا يمكنها أختيار ملابسها بنفسها ولا تعرف اسماء المحلات والإعلانات ولا يمكنها البحث عن قناتها في التلفزيون ولا عن مسلسلها الذي تتابع اصوات الممثلين فيه ….الحياة غير مضحكة داخل كل هذا السواد والعجز والخوف …


.


.


أعلم أنني سأموت وحيدة دون زوج ولا أطفال …من سيتزوج معاقة عمياء لا يمكنها مساعدة نفسها …لكنني لست حزينة على مصيري هذا … كما أنني لست سعيدة …انا عمياء فقط وهذا ليس ذنبي


.


.


من سيتزوج العمياء


 


.


.


…عفاف


…………


هنا القصيدة التي تحدثت عنها عفاف وشاهدتني من خلالها


http://www.youtube.com/watch?v=oa9c1rmUUXU


بدأت أحب هذه القصيدة


 


.


.


 


رشدي الغدير


 

الخميس، 16 فبراير 2012

أفكار تافهة ... لا تعني أحدا غيري

 



قلت لكم أنا لا أصلح للحب ولا أحسن التغزل بالنساء ... أخر امرأة وقعت في حبها قلت لها : حبيبتي .. أسنانك العلوية أجمل من السفلية كما أن وجهكِ كان أجمل عندما حطت الذبابة على خدكِ .. حبيبتي رائحتك تشبه رائحة الأحذية الجديدة وأصابعكِ النحيلة جميلة مثل أرجل الضفادع ... حبيبتي أحب الشعيرات النافرة من فتحات أنفكِ .. أنها تذكرني بفصل الربيع ... حبيبتي منذ أن وقعت في حبكِ وأنا أعاني من تفشي الغازات السامة هل تصدقين أنني أضرط بأستمرار وكأن مثانتي غير محكمة أه يا حبيبتي .... حسناً لقد حدث هذا منذ زمن .. وحتى هذه اللحظة لا أعرف سبب هروب النساء مني ...


.


.


أسمعوا أيها الحمقى ... سأقول شيئاً مهما لكم قبل أن أعود لغسل ملابسي وكنس الشقة واكمال طبخ الشكشوكة ... ورتق نعالي البالية ... وأنا طفل قبل نزول الرسالة الخاصة بي من السماء وظهور علامات التجلي على جبيني البكر الذي تقبله النساء كنوع من التبرك .. وقبل شرائع النور في قلبي الطاهر الطهور المطهر المتطهر الطوهراني ... كنت أخاف من التعفن و أنا نائم .. كنت أظن أن الناس تتعفن في نومها ... ظلت هذه الفكرة في رأسي ردحا من البلاء ... لذلك كان نومي قليل ومتقطع مثل نوم الكلاب تماماً ... لحظة أشم رائحة شيئاً يحترق ؟؟ ... أنها أعصابي ... أعصابي تحترق ... هل أسكب عليها العصير..


.


.


لا أكذبكم القول ... لم أكن أهتم بها مثقال ذرة من قبل! ...وإن شئتم الصدق؟ .. لم أكن أدرى أنى جِد مولع بها قبل هذه الليلة ... الصراصير ما أجملها من كائنات .. أيتها الصراصير في شقتي .. أنا أحبكم ... أحب خجلكم اللطيف ... أحب دغدغتكم اللطيفة ... كم أنا محظوظ بكم ..... وأنتم أيها الحمقى من قال لكم أنني أحتاج النساء وأنا محاط بالصراصير اللطيفة جدا ...


.


.


رشدي الغدير 

أعلو كمئذنة .. أطل على الأحياء والأموات

 



أقرأ شعري في الحمام ... على حافة المرحاض تماماً ... ثم أصفق لنفسي ... وأنحني لنفسي ... ثم أطلب مني أن أعيد أخر بيت في القصيدة .. وأعيده لنفسي .. ثم أصفق لنفسي وأنا أقول لنفسي : أحسنت ... أحسنت .. يالك من شاعر رائع .. ثم أقوم لمصافحة نفسي .. لكنني سرعان ما أحتج على نفسي ذلك لأنني لم البي طلب نفسي في بعض القصائد التي أحبها ... فأعتذر لنفسي وأقول : أعدكم أن القيها على مسامعكم في المرة القادمة ... في نهاية الأمسية أنظف مؤخرتي من الخراء العالق بها .. وأنا أبتسم .. وأخرج من الحمام تملأني السعادة ... أنا لا أحتاج إلى جماهير يحضرون أمسياتي الشعرية ... أنا هو جمهوري الهائل .. في الحمام ...


.


.


الجميع في هذا المقهى يعرفون أنني رشدي الغدير .. يراقبون عيوني وأنا أعلو كمئذنة .. يراقبون وجهي وأنا أطل على الأحياء والأموات .. وأعدائي كانوا في كأس الشاي مثل سمكات صغيرة .. فجأة وضعت عليهم السكر وأدرتهم داخل الكأس بملعقة واحدة .. تصوروا أيها الحمقى .. بملعقة سكر واحدة أدرت أعدائي كلهم حتى ذابوا .. وها أنا أتناولهم رشفة رشفة ... هههههههه اللعنة ها أنا أضحك من جديد ... وأعدائي ؟؟ سأتبولهم قبل النوم الليلة ... اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت ...


.


.


في الكتابة ... لا أحد يعجبني غيري .. خاصة عندما أسرح بين نصوصي كالماشية ... ثمة حشائش لا تحتملها القشور ولا الدهاليز .. أنا أعلم وبشكل يقيني خالص أنني مبدع ولا أحد يمكنه مجاراتي أو تجاوزي أو حتى مهادنتي ... يختمر النص في عظم جمجمتي لمدة شهر وتبدأ حواسي بالارتجاف .. أقترب من الموت لحظة الكتابة ثم أقع في الفراغ المحسوم وبدون دوافع ذاتية ... نعم صحيح أنا لدي حياة ما زلت أعيشها .. وسأعيشها كيفما أتفق .. بقليل من الفرح ربما ... ربما ... أرأيتم كم من الوقت يلزم شخص مثلي ليستوعب سذاجته جيدا ! .. ! .. ! ( لقد وضعت علامة تعجب !!! حتى يتسنى لكم تنظيف أدمغتكم بها ) وهذا لا يزعجني اطلاقا ....


.


.


رشدي الغدير 

الأربعاء، 15 فبراير 2012

هو سقوط واحد

 
ضقت ذرعاً بمغادرة أصدقائي للحياة تباعاً ... تباعاً .. مثل سرب قلنسوات قذرة تموت وحدها دون رأس تقبله ... نعم تمنيت كثيراً أن يموتو ولكن لم أعلم أن الموت ينتظر أمنياتي ليحققها .. توسلت مثل توسل الصحراء للطائرات أن تسقط .. لقد توهمت أن كل ما يطير في السماء هو مشروع مطر .. المطر لا يسقط إلا عندما لا أتوقع سقوطه ... وها أنا أمر بجانبي وأنا أبحث عن ما يشبهني ... داخل المكتبة والمقهى وفي مواقف السيارات ...حتى داخل الإنترنت يبيعونني كل شيء إلا جواباً حقيقياً على سؤالي القديم...


كم بقي لي هنا؟ ... اللعنة كم بقي لي هنا؟ ... كم بقي ... أريد أصدقائي الموتى أريدهم كلهم دون نقصان ... كلهم دفعة واحدة ... 


.


.


لن يغامر الليل بهدوئه ليقول عنه الجميع أنه إجتماعي وهادئ


إنه فقط هكذا


وسيظل دوماً هكذا


وسيظل يحمي البشر من مواجهة ضعفهم


أنا فقط متردد بين نوعين من الفاكهة


هل أخلط السم ببرتقالة أو ثمرة تفاحٍ شهية


أو ربما أحتفظ برصاصة داخل التفاحة لأموت شهي الرائحة


أو أعلق المشنقة بعد أن أجففها من عطر البرتقال


لكن كل الروائح الجميلة لا تغير الحقيقة الأخيرة


المطر حيث لا نتوقع


والموت حيث لا نريد


والروائح هي طقس هامشي


كم سيتمدد الشاطئ على ما إعتادت أن تكون قدمي وأنا جثة هامدة


ويستريح فقط من يقتل نفسه عند الشاطئ الحجري ... هو سقوط واحد ... و ينتهي حنيني للمتوى ... سقوط واحد ...


 

لقد أكتشفت من كان يبكي طوال السنوات الماضية

 



نائماً كصغار الماعز و الكلام يتحلق من عيني كالجراد فوق حقول الفقراء ... رائحة البرتقال تلوك ثيابي وخيبات الحب تجرش راسي ككيس ثلج يعده النادل للسهرة ... دقيقة واحدة بعد اذنكم أرغب في الضحك ههههههههههه اللعنة ها أنا اضحك من جديد ... وأنتم مجرد اشخاص غرباء لا أعرفهم .. أنتم الوهم أنتم الخذلان أنتم القحط المجاعة العطش .. أنتم الموت .. وأنا ... لا أحد .. على فكرة هذا اللا أحد الذي يتحدث معكم الآن .. سيموت يوما ما ....


.


.


لقد أكتشفت من كان يبكي طوال السنوات الماضية ... كنت في الليل أسمع عويلاً خلف ظهري .. إنه أنا ...أجل إنه أنا من يبكي .. ويشاهد اليد الطويلة 


تمتد له من وسط الجدار ... لتصفعه .... كل ليلة ... كل ليلة ... 


.


.


سقف غرفتي ..يا إلهي كم يشبهني .. و أنا متورط بساقي المفلطحة تحت اللحاف .. أرمق السقف بنظرات خبيثة و جاهزة .. هل سيسقط السقف ويسحقني كصرصور .. أه .. نسيت أنتم لا تعرفون شعور رجل يتحدث مع سقف غرفته ويقنعه بعدم السقوط عليه ... أيها السقف سأطويك مثل منشفة وأمسح فيك حواف أسناني ... فقط لا تحاول استفزازي وحافظ على ثباتك فوق رأسي ... وأنت أيها الجدار أرجوك ... لا تصفعني ...


.


.


أنا بخير وكل شيء على ما يرام كل ما حدث هو أنني رحت أبني سجنا لحريتي ..وقلت لها : أيتها النكرة .. موتي في الداخل ... موتي ... موتي ... آه .. أنتم لا تعرفون شعور رجل يسجن حريته ويقول لها : أيتها النكرة .. موتي في الداخل ... موتي ... موتي ... لا عليكم ... قد تحميكم بلاهتكم من قتل حرياتكم دون قصد ... ليتني أبله مثلكم .. لما سجنت حريتي وقلت لها : أيتها النكرة .. موتي في الداخل ... موتي ... موتي ...


.


.


رغم كل مخاوفي الأبدية من السقف والجدار ورغم سجني لحريتي ... رغم كل شيء ..رحت أعلم الظلال كيف تخطو إلى حتفها .. وأترك نفسي تتعثر بالطحالب ... صباح الخير يا طحالب .. صباح التعاسة يا طحالب ... اللعنة .. هذا فيه مضيعة للوقت ...


.


.


رشدي الغدير

أنا الرجل الذي يهتز .... يهتز فقط ....

 


 


أنا الذي لا يتزوج من يحب ولا يحب من يتزوج .. أقف صامتاً على أبواب أحزاني المواربة مثل شحاذ قنوع ... هذا أنا ليس لي لون .. أبتسم بحجم أسراركم المفضوحة .. وكالخرزة في رقاب التيوس الصغيرة أهتز ... كلحظة جماع هائلة ... أهتز ... كضمير اللصوص قبل عملية السطو بدقائق ... أهتز ... كلهفة الجرذان لعلب البازلاء المفتوحة ... أهتز ... كفضلات القطط الصغيرة على براميل سكان غرب الدمام ... أهتز ... كالسكين في يد قاتلي ... أهتز ... كقاتلي قبل قتلي وبعده ... أهتز ... وكأنني الهزة كلها ....


.


.


هذا أنا ليس لي لون


ولكنكم …… لا تكترثون بي ...


وأنا ...


أهتز ...


أهتز ...


أهتز ...


أهتز ...


.


.


تعرفون النظرة في عين الذبيحة ... صحيح .. هذا سيوفر علي الجهد والمال والشرح والتفسير ... حسناً هي نفس النظرة في عيوني ... رجل مشغول بالسقف والأحذية القديمة .. يهتز فقط ... وحده في الغرفة كشمعدان قديم ... يهتز ... منذ خمسة أعوام وهو يشتهي امرأة لها رائحة الإبط المحلوق .. لحظة أعتقد أنني مخطئ ؟ .... منذ واحد وخمسون عاما وهو يستنشق الإبط المحلوق في مخيلته .. يجهش بالبكاء كالفأس في التراب .. لحظة أعتقد أنني مخطئ ؟ .. الصورة هنا غير مقنعة .. الفأس لا يجهش بالبكاء كما أن التربة لن تمسح دموع الفأس .. كما أن عيون الذبيحة لا تشبه عيوني ... كما أنني لا أكترث بالسقف ولا الأحذية ... لكنني قطعا وحدي في هذه الغرفة .. أهتز ...  لحظة أعتقد أنني مخطئ ؟ ... أنا لستُ في الغرفة ... اللعنة .. ورغم هذا ... ما زلت أهتز ... 


أهتز ...


أهتز ...


أهتز ...


.


.


أنا الرجل الذي يستمني على زوجته النائمة إلى جواره ... دون أن يلمسها .. أنا الرجل الذي تطارده في الحلم نفس ذكرياته البلهاء ... أنا من باع الظلام على نفسه قبل النوم وراح يكدسه بجانب السرير كنوع من التوفير للعتمة ... أنا من تعلم المشي فأختفى في أربع مدن وقرية وشارع جانبي واحداق واسعة ... لقد وجدت القبر المناسب أنه هادئ وقديم ... يناسبني تماماً ... يمكنكم الموت معي .. هذا لا يزعجني اطلاقاً ... لحظة أعتقد أنني مخطئ ؟ .. اللعنة ... ليس لي لون .. ولا أحد يكترث بي .. وأنا ... أهتز ...


أهتز ...


أهتز ...


أهتز ...


.


.


رشدي الغدير