Translate

الخميس، 2 فبراير 2012

إلهي.. لك ما تشاء ولهم ما يشاءون وليس لي شيء في الاشياء

 إلهي ...كم كنت على حق حين غسلت قلبي من كل الأفكار العالقة بالوجود ..إلهي أغفر لي كفري المستتر أغفر لي الماء واليابسة والعزلة ..أغفر لي سذاجة الرجال حين يريدون اشياء قديمة.. لا تاريخ لها ولا ذاكرة ..أغفر لي سؤالي الممتد حتى آخر المساء ..أغفر لي الزغب الناعم والنتوءات البسيطة والنداءات المتراكمة في حنجرتي ..أغفر لي الأماكن المهجورة في رأسي الثقيل ...إلهي أغفر لي الأفكار الملونة سهلة الهضم ...فقط أغفر لي كما تفعل دائماً ...


.

.

إلهي.. لك ما تشاء ولهم ما يشاءون وليس لي شيء في الاشياء ..وجهي المجبول كغبار جديد لن تذكره الريح في تقريرها اليومي وكطوفان أكتسح الناس ورغبتي تغتال انتقامي القسري مما حدث لي في طفولتي ومما سيحدث ...

.

.

وحدها تكبر في داخلي ..

.

.

وحدها تموت ...

.

.

وحدها ....

.

.

أبي كان يقول أن الموجة التي لا تعرف شكل صيادها لا شفاعة لها حين تلتقط الماء من عيونه ...أبي حذرني من جيش المأجورين والقتلة كلما بكيت كطفل صغير بما فيه الكفاية ...أنا من دفع الريح والعتمة والماء والحياة والموت في رحم النساء ..أجلس القرفصاء كعنكبوت متقاعد ..خيوطي مهترئة ..عالق في الكلمات كنقطة آخر السطر ..أغفر لي يا إلهي ...اغفر لي فقط كما تفعل دائما ...

.

.

إلهي ... لقد خلعت هزيمتي وعلقتها بجانب كل الفقراء الذين يجمعون الخبز اليابس والزجاجات الفارغة والنوم من أحداقي ... أغفر لهم يا إلهي ..ثيابهم متسخة وعريهم متسخ ..وها أنا أثقب كوكبا من كواكبك الكثيرة وأجلس في عمقه وحيداّ متمرداً على شكل الموت ..سأنتظر غفرانك الأخير قبل النوم إلهي ..اغفر لي فقط كما تفعل دائما ...

.

.

.

.

 

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق