كان بوسعي أن أموت لكني قررت البقاء بضع سنوات إضافية معكم ... يمكنني الموت في أي لحظة أختارها هذا لا يزعجني اطلاقا ... أنا من أنصت للكهرباء وهي تتحدث عن مذاق علب البيبسي كولا ... أنا من جفف قمصانه من العتمة والماء ... أنا من يتحكم بمقاس اصابعه وسمكها وطولها ... أنا أول الذين مارسوا العادة السرية قبل صلاة الظهر ... أنا هو فاتبعوني...قبل أن أنسى أشكال وجوهكم وأظنكم اشارات مرور تتنكر في دهاء الشوارع و أعمدة الإنارة ومصابيح القرية ... اتبعوني ولكم الجنة ...
.
.
كل ما يرغب فيه هو قتلي وأنا أيضا أرغب في سحقه وتقطيع اشلائه شلوا شلوا .. لكننا حين نلتقي في الندوات الأدبية نتبادل نظرات العداء من بعيد نتخيل أننا نغرس خناجرنا في بطون بعضنا البعض .. نقطع رؤوس بعضنا نسقط لنموت .. ثم نعود إلى الحياة وأرواحنا تزخر بالمزيد من الكراهية المتبادلة ... في الأمس ترك لي جملة في صندوق رسائلي ... قال أنه ضجر من العداء ويريد هدنة ثم أتصل بي ..إتفقنا أن نتصالح لبضعة أيام فقط ... تحدثنا عن الأعداء الذين يشبهوننا... ضحكنا ثم صمتنا وعدنا إلى الضحك وإلى الصمت .. الذي أعرفه جيداً أني سأرميه من الطابق العاشر في أول فرصة سانحه ... سأتركه مشوها وبلا ملامح كي لا أعرفه حين أصادفه في ندوة أدبية قادمة ... أكره الأدباء الذين يشبهونني وهم يكرهوني أكثر ... سحقا للبرتقال
.
.
أرتاد معهدا لتعلم اللغة اللاتينية هذه الأيام فالعالم في الخارج يحتاجون نبوءتي المقدسة وتعاليمي المباركة وسأتمكن من نشر مذهبي الجديد في البقعة الغربية الجنوبية من العالم .. وسأبحث في المستقبل عن بقعة مختلفة وسيتكاثر اتابعي في كل مكان وسنأكل البرتقال في الحدائق العامة ... اللعنة على البرتقال الذي يشبهني ... سيستفيد الأيتام هناك من نبوءتي وأبناء النهار وعابري السبيل وجميلات اسبانيا ورشيقات ايطاليا و حوذيات الارجنتين و طاهرات كوبا ... وعنقاوات الاكوادور ومحجبات البرازيل ...وغيرهن من السافرات ... أدعوا الله لي بالتوفيق والسداد ... ثكلتكم أمهاتكم ...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق