أخبرني ما الذي تراه في وجهك.. فمك المنقبض.. عينيك الشاردتين والهالات الزرقاء التي تظللهما.. جبينك والندوب التي ارتسمت عليه.. شعرك المنكوش.. سحنتك الشاحبة ...ما الذي تنظر إليه ولا تراه ...كل هذه التعاسة بسبب الشعر ..الشعر كائن تافه ..كل مشاعرك كذب والوهم صادر سعادتك بأسم الشعر التافه وأنت أيها المغفل تقودك رغبتك في الكتابة لتصدق أكاذيبك الفادحة ..توقف عن سحق نفسك ..توقف...القصيدة لن تكتمل .. حررني من عقلك وأمنحني حريتي ...أرجوك ...
.
.
إلى متى ستسجنني وتبعدني عن النور ..القصيدة لن تكتمل ابداً.. أحياناً تداهمني العتمة وأحس أني طعنت من الخلف وأبقى أتظاهر بالموت منصتاً لصمتي على أمل أن أنام قليلاً لأني لاحقاً أكون قد رحلت بقليل من النوم الذي لن يكفيني ... الكرسي الخشبي مركون منذ أيام في مكانه .. ملابسي المتسخة مكومة كجبل صغير يصدر الروائح النتنة .. سريري الحديدي أخرج لسانه لفرط غباء نومي الغير منتظم ...كلامي الفارغ يملأ جدران الغرفة .. رأسي المصدوع يخترق وجهي بهوادة أكرهها .. صرت أغيب عن نفسي منذ أيام ولا أعود ..القصيدة لن تكتمل ...حررني من عقلك وأمنحني حريتي ...أرجوك ...
.
.
لن تكتمل القصيدة ..أعلم أنه من غير المسموح لي أن أتحدث في رأسك وأخرج عن تعاليم محيط عقلك..لكن صدقني لم أكن متفائلا إلى هذا الحد أنا الآن في حيرةٍ من أمري كما لو أنني أُخذتُ على حين غرة ..يَصعبُ على المرء أحيانا - وبالأخصّ: المرء تعسِ الحظّ صديق الخيبات أن يجد أمانيه تتحقق هكذا بمجرد التمني ما أكثر الحروب التي خُضتُ غمارَها حالماً بالنصر لكنني تعودت ألاّ أظفر من الغنيمة سوى بالفشل وحيدا وخاويا ودائما ما قنعت بذلك..كنتُ وأنا وحدي في العقاب أردّدُ لنفسي:ممّ تخاف ؟ قامر لن تخسر شيئا أو بالأحرى لم يعد في وسعكَ حتّى أن تخسر أكثر ...حررني من عقلك وأمنحني حريتي ...أرجوك ...
.
.
...لن تكتمل القصيدة ...
.
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق