عيوني تؤلمني اليوم أضعت القطرة التعيسة في هذه الشقة الحقيرة ..كل شيء مهمل هنا وساكن جداً انا كسول ولا ألتقط شيء من الأرض ... اسأل نفسي لو كنت أنا قطرة عيون في شقة رجل اسمه رشدي الغدير أين سيضعني بالضبط ..في الثلاجة ..في داخل الغسالة ..فوق سريره ربما تحت السرير خلف التلفزيون ..تحت السجادة ..أين سأكون
.
.
حسناً أنا لست شريرا إلى هذا الحد .. البارحة كنت مع أمي أخذتها في جولة حول الخبر والدمام كانت تتحدث عن وجع ظهرها وعن موت أخوتها وعن تكدس الاسماء في ذاكرتها أسماء دون وجوه ولا أصوات .... قالت أن الله سيبعث أنثى تسعد قلبي قلت لها نعم الله سيفعل هذا طبعا.. لكن في داخلي كنت أردد حديثي الدائم حول عدم إكتراث الله بمخلوق منسي ومهمش مثلي مشاكله تافهة مقارنة بمصائب المسلمين الآخرين ...قالت أمي أن عيوني حمراء جداً ..تذكرت أنني لم أضع القطرة التي وصفها لي طبيب العيون
.
.
الجفاف يحرق عيوني ...ولم أجد القطرة اللعينة وأنتم هنا تجتمعون فقط لتراقبوا شخصا لا يحتمل العبء على كتفه لا فائدة مني يا أوغاد أنا ثمل طوال النهار وعيوني تؤلمني.. زجاجات الخمر أحرقتني ... أنا فقط أنتظر الموت الموت فقط .. جبان أنا حاولت الإنتحار خمس مرات وفشلت
وحتى القطرة التافهة أضعتها
.
.
أنا هارب من هذا كله مثل وغد أدس نفسي في شقة حقيرة على مشارف الدمام شقة ضيقة ورطبة ورائحتها تشبه الموت هل تتخيلون حجم الخذلان الذي تشعر فيه أمي ..والمشكلة التي تواجهني هي ضياع قطرة عيوني ..لا أعلم أين وضعتها
.
.
أنا متخلف جدا في الامور الروحانية طوال عمري وأنا اشك بنكهة كفرية في كل شيء حتى في الحب كنت أتزوج وأنفصل مثل قابس كهرباء بارد جداً حياتي كلها تراكمات للصدف لا تخطيط ولا نظام فيها أعيش يومي كيفما أتفق لا أشعر بحنين لأحد حتى أمي تقول أن قلبي متخشب وتلعنني كل يوم في الهاتف..مازلت أبحث عن قطرة عيوني ..الألم فيها يمس رؤيتي لكل شيء
.
.
لم أجد قطرة عيوني لكنني وجدت شيء اخر ...اللعنة ما هذه الأوراق كلها ..متى كتبت كل هذا الهراء وأخفيته في دولاب الملابس ..كل هذه النصوص كتبتها وأنا سكران ..اللهم أغفر لي كل التراهات التي كتبتها وأنا سكران أترنح لفرط الخمر اللهم سامحني عندما كنت أظن أنك لا تكترث بي وطلبت منك أن تحررني من عبوديتك وأن تعطيني نصف يوم من الحرية وان تأخذ جنتك والشهداء والأنبياء والأبرار، وأن تأخذ معك الطيبين والسذج والأطفال، وما تبقى من عجزة يملأون المساجد سعالاً ومخاطاً.. وأن تاخذ معك من أحببت، خذ الكفار رأفة بهم، خذ النصف الآخر من يومي، لكن هبني من لدنك نصف يوم من الحرية...سامحني يا ربي لم أكن في كامل العقل وأنا أصفع وجه الجدران وأستفرغ ما في معدتي لفرط ما شربته..لم أجد قطرة العيون بعد ...أين وضعتها بالضبط ...
.
.
وجدتها.. وجدتها ... كانت القطرة أمامي على المنضدة طوال اليوم ولم أنتبه لها اللعنة ... كيف حدث هذا ...هل هناك أشياء اخرى أمامي لم أنتبه له بعد..وجدتها وجدتها ..
.
.
وجدتها لكنها فارغة؟؟ ...اللعنة ..هذا محبط
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق