أمعاء غرفتي المندلقة إلى الخارج ... منفضتي الطافحة بأعقاب الخرافات الماضية ... تلفزيوني الصامت الذي مل من مراقبتي له فقرر أن يموت كفارس نبيل ... باب شقتي الأعمى الذي ينتظر مني عيون ساحرة حتى يشاهد العالم ويعرف ملامح العابرين ... تجاعيد وجهي القديمة التي نفذت من الأسواق .... نفايتي المكدسة بأفكاري الشعرية المخيفة التي يتعفف عنها الزبال الأعرج ... صراصيري الجميلة التي تطل برأسها من البالوعة لتشاركني فداحة العالم كلما حلقت ذقني ... كل ذلك لأثبت لكم ... أنني على قيد الحياة....وأبتسم
.
.
أعرف تفاصيل الأوديسة وحديث أوديسيس مع بينلوبي ومغامرات فيرجل و نوايا أخيل في الألياذة كلها ... ألعن ذاكرتي التي تحفظ كل هذه الملاحم ولا تحفظ رقم سيارتي او رقم موبايل والدتي ... قبل النوم كل ليلة أقلب قنوات التلفزيون وأحفظ كل تأوهات الراقصة دينا في فلم (أحنا أولاد البلد ) وأنام متأخراً بعيوني المدهوشة حد الغباء ...في الصباح يغالبني النعاس وأنا أحلق ذقني .... الرغوة على وجهي تجعلني أصغر ... يطل الصرصور براسه من البالوعة ليتأمل حماقة لا أقصدها ثم يضحك بسخرية ويرحل عني فيما أنا أشاهد وجهي في المرآة أتذكرني عندما كنت يافعا أضع الخطط الخماسية لأغير العالم وأجعله مكانا أفضل ... أنا في الخمسين الآن وأعجز عن تغيير ملابسي الداخلية ... تماماً ..... لا فائدة من الحديث معكم . . . أنتم حمقى ...وأنا ما زلت على قيد الحياة ....وأبتسم
.
.
أخسر الأشياء بكامل حريتي اللزجة ودون تدخل أحد رغم أنه بإمكان أي حقير أن يصبح خاسراً جميلاً... أنام مبكراً و لا أنتظر رسالة أو مكالمة من أحد... أكتب أقل ما يمكنني من القصائد العاطفية والكثير من الهراء ... اشرب اللبن وأتبوله قبل الصباح ... ما أجمل حياتي البسيطة بغبائها الممتد ... حياة ملؤها الفشل والصخب والهزيمة والفرح ... حسناً يمكنكم الذهاب إلى الجحيم ... هذا لا يزعجني اطلاقا .... لكن تذكروا أنني ... ما زلت على قيد الحياة ... وأبتسم...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق