Translate

الجمعة، 3 فبراير 2012

الرجل الذي سيموت وحيدا ...

رغم أنني وحيد جداً مثل ذئب هرم ... إلا أنني أشعر بتكاثري المطلق والدائم مثل أعقاب السجائر المهملة في محطات النقل العام ... لا عليكم أنا بخير وكل شيء على ما يرام ... وما أشعر به ليس غريباً فالحياة قاسية على الأنبياء والصالحين وأصحاب الرؤيا والتجليات ... اللعنة ها أنا أدفع إلى الأمام فرضيّةً حمقاء جديدة .. أنتم تعرفون جيداً أن قلبي طيب ... أقصد أن قلبي طيب .. طيب ... لكنني أتظاهر بالنذالة القصوى ..حين أني أستمر في الزعم الأبدي أن لديَّ سبباً ممتازاً للاعتقاد أنه لا يزال هناك قدرٌ كافٍ من الطيبة في قلبي ... ( أعرف أن غبائكم الجيني والوراثي يمنعكم من فهم كلامي بشكل سريع ) .. حسناً تجاهلوا كل هذا الهراء وعيشوا حياتكم الساذجة دون مشاكل .. أغربوا عن وجهي فلا فائدة من الحديث معكم .. أيها الأوباش .....

.

.

كل ما أفعله الآن أنني أحاول أن أجرد نفسي من الحقيقة .. حقيقة أن كل قصائد الحب التي كتبتها هي هراء وكذب وتدليس .. أعتبروه محض غباء رياء المهم أن كل مشاعري كانت فبركات مصطنعة ... أنا بارع في الكذب حد الصدق الملائكي ولا يمكن لبشر أن يكتشف طريقتي النادرة في الكذب .. العب بقلوب النساء حتى ألهث مثل كلب يقتله الرمض ... بعدها أكتشف أنني فاشل في الحب ... لكنني بارع في الكتابة عن الحب ... بارع في تلويث علاقتي العاطفية بمبيدات الحشرات الزراعية ... ثمة مشكلة واحدة تواجهني وهي أنني لا أجهز على الضحايا تماماً .. أقصد أنني أترك فرائسي في حالة ترنح بين الموت والحياة .. يجدر بي أن أكمل مهمتي وأقتل كل النساء في حياتي المؤقتة معكم يا أبناء البشر الضعفاء ... سأعترف لكم بالحقيقة فانا عندما اتحدث معكم عن نفسي أتوقف قليلاً لأوبخ نفسي وأقول : يالي من احمق  .. يالي من أحمق .......

.

.

كأي شاعر منبوذ قرر في صمت أن يضع حداً لعدم اكتراث العالم بوجوده الباذخ .. وعندما أصبح يائسا أكثر مما يحتمل .. أغلق باب حجرته وجلس وحيدا يفكر في تفسير الخطوط المتشابكة حول ركبته المالحة جداً ... وحينما فتحوا باب حجرته ذات يوم وجدوه تحول إلى ركبة .. ركبة واحدة فقط .. ثمة من تعاطف مع تحوله الجديد لمجرد التعاطف الصرف وبدون مصالح شخصية .. لكنهم عندما أنتبهوا لإبتسامة هادئة على وجهه قالوا له يالك من محتال ... نعم كان محتالاً .. رغم أنه كان أصدق شاعر يتبرز داخل ملابسه وينتشي برائحة خرائه الذي تيبس بين شدقي مؤخرته وهو داخل الحجرة يفسر لنفسه سر الخطوط المتشابكة على ركبته المالحة جداً .. في هذه اللحظة سيحاول أن ينسى صفعات أبيه ودموع أمه سيحاول أن ينسى خيانات حبيباته الغبيات وحماقاتهن الكثيرة ... سيحاول نسيان سخرية الطلاب منه في المدرسة ورميهم الطباشير على قفاه .. سيحاول أن ينسى الأوقات الكثيرة التي ظل يبكي وحيدا خلالها و سيتذكر الجهد الكبير الذي بذله سرا في تفسير الخطوط المتشابكة على ركبته المالحة جداً .... اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت ... من السذاجة أن أتحدث عن نفسي مع بلهاء مثلكم ......

.

.

رشدي الغدير 

هناك تعليق واحد:

  1. Hi, this is a comment.To delete a comment, just log in, and view the posts' comments, there you will have the option to edit or delete them.

    ردحذف