حرارتي مرتفعة و في جيوبي الأربعة عشرون ريال فقط و في الشارع أطفال يأكلون من بقايا أحشاء خروف ميت بينما الفتاة التي تمر بقربي أرغمتها الريح على فضح جسدها شبرا شبرا..لا أثر لملابسها الداخلية تحت عباءتها السوداء ..لم أقصد التفكير بمؤخرتها كدولة من الدول التي تقبل بلاجئ سعودي فر من ظله وقرر أن يطارح ثلاث نساء في حوض الوانيت الجمس وعلى ساق واحدة ..جنازة تمرّ بالصدفة من دون تابوت ..أه أنا في السعودية والتوابيت هنا تتحول إلى دولاب ملابس.... اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت ....
.
.
مريض أنا و بلا استئذان تهاجمني تلك المقتطفات اللعينة التي تهزم شرودي كما لو أنها تجترحني محاولاً ضبطها في سياق يقولها ويروضها لأبني عليها دون أن أدعها تفلت مني، مانحاً إياها القيمة لأخلص إلى نتيجة غرائبية تقودني مباشرة مثلما يقودني كل شيء إلى القصيدة متسائلاً بالوقاحة المطلوبة لهكذا تساؤل: ماذا سأفعل بالعشرين ريال هذه...سأركب تكسي وأبحث في المدينة عن سيارتي ... حرارتي مرتفعة وجسدي منهك حتى عن التجسد .... اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
حرارتي مرتفعة وسائق التاكسي الأحمق يحاول ان يكون صديقي .... توقف يا سائق التاكسي عن طرح الأسئلة علي كلما عرفت بأني شاعر سعودي يعيش برفقة (اللا أحد) في شقته الحقيرة الرطبة الكسولة التي لا تعرف كيف تثور وتغلي وتعلن للعالم أنها شهدت أجمل نصوص شعرية كتبت في التاريخ ولا تسألني عن (اللا أحد) حتى نسقط جميعاً في قبر واحد متسع و محكم ..أصمت يا سائق التاكسي أشعر أن (اللا أحد) يتربصني.. اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
توقف هنا يا سائق التاكسي ..سأبحث عن سيارتي بنفسي وبدون مساعدتك وخذ هذه العشرين ريال ...يمكنك تمزيقها ...هذا لا يزعجني اطلاقاً
.
.
أيها الناس أنا أبحث عن سيارتي (أم كنعان ) التي باركنا حولها ... لونها رمادي ووجهها مبتسم عبرت فيها كل الطرقات والمراحل الأبتدائية والثانوية والتمهيدي ..لها مقبض مكسور في الباب الخلفي الأيسر وكتب على زجاجها الخلفي (أنا في الطريق إلى جهنم من يرافقني )كما أن صوتها متوحش ولها وثبة تحرق الارض وتمنح الطرقات خطوط من نار..خطوط متوازية وواضحة مثل صفعات أبي على خدي ..لكنني لا أجدها في ساحة المواقف ..أعتقد أنها سرقت..لقد سرقها (اللا أحد) و وعلينا قتله ...فوراً ... اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق