Translate

الجمعة، 3 فبراير 2012

طفل مؤدب وصامت يقطف اللعنات من السماء ويشرب المطر وبنفس الدهشة

 أيها الأنبياء ... توقفوا عن البصق علي في أحلامي وركلي خارجها ... مالذي يغضبكم مني بالضبط .. لقد فعلت كل شيء .. أعتذرت من الطاولة قبل وضع الصحون عليها ... تغزلت بالكرسي قبل جلوسي عليه ... القيت السلام على الأبواب والنوافذ والشوارع والأرصفة ... أنتخبت الأعضاء المؤمنين في النادي الأدبي و تعاركت مع الملحدين والكفرة والجبناء ... أشتريت المنتجات المحلية بعد صلاة الاستخارة ... ورحت أحتج وبلا ممانعة وتمنعت بلا احتجاج ... وتعاطفت مع الديناصورات وأفيال الماموث و النمور المنقرضة ... ماذا تريدون مني أكثر ... ماذا .... دعوني وشأني 


 

... أرجوكم ...

.

.

 

أيها الأنبياء ... لم أتغير قط ما زلت أنا هو أنا ... طفل مؤدب وصامت يقطف اللعنات من السماء ويشرب المطر وبنفس الدهشة ... طفل صامت يجري التجارب على جسده بسكين المطبخ يحب قناني الماء البارد ويلوك رغباته مثل تيس الحضيرة ... وكلما شاهد النهد حسب أنه كرة قدم لم تدخل المرمى ... ما زلت أنا أيها الأنبياء أكتب القصائد الجميلة في الليل وأنصح الناس بعدم قراءتها .. لا أتوق لرؤية وجهي في المرآة ولا رؤيتكم في أحلامي ... أتركوني أرجوكم .......

.

.

أيها الأنبياء ... لست ملحداً ولا كافراً ولا مخنثاً ولا لوطياً .. أنا مجرد شاعر يمر في الشوارع الخلفية خلسة ولا ينتبه له أحد يحاول جمع أشلائه المبعثرة في الأحياء القديمة لمدينة الدمام يصنع الظلال كعادته كل يوم يملأ بهم وقته ويحشرهم في حنجرته ليكلم نفسه بأصواتهم ...ينام وحيداً على سريره المتسع يغمض عيونه الهائلة عن فداحة الكون ...  لماذا تهجمون عليه بالركل والبصق واللعنات ...  كل ليلة ... كل ليلة ... أرجوكم أيها الأنبياء توقفوا عن مضايقتي ... أنا لست عدوكم ولا أفكر في منافستكم على الفقراء ....

 

.

.

رشدي الغدير 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق