Translate

الخميس، 2 فبراير 2012

المشعوذ ...

 كان المشعوذ يستخدم طقوس الفودو ويغرس إبر طويلة في دمية كتب عليها رشدي الغدير ما يفسر ألم ظهري أولا ومن ثم الكدمات الكثيرة التي بدأت تنتشر في كامل أنحاء جسمي وشعوري بالضيق والغثيان وألم رأسي وسماعي لأصوات غريبة في غرفتي ...لكن حياتي كلها كانت قاسية وكل أعمال المشعوذ كانت تجد لها تفسيرات وتأويلات عندي ..أكتشفت هذا بعد سنة تقريباً عندما تم مداهمة شقة الساحر من قبل الشرطة ..وأعترف لهم أنني أحد ضحاياه ...اتصل بي الضابط وقال لو سمحت تعال مركز شرطة الخبر ..وذهبت فوراً وعندما قابلت الساحر هناك نظر الساحر مباشرة في عيوني وقال : أنت رشدي الغدير من الرائع رؤيتك اخيراً .....


.

.

طلب المشعوذ من الضابط أن يتركنا وحدنا لنتحدث والغريب أن الضابط الشاب كان يبجل المشعوذ ويحترمه جداً ..التفت المشعوذ وأبتسم وهو يردد عبارات الترحيب الفاترة ...قلت له أنا مزدحم مع نفسي ولدي فوضى أفكار ومسؤوليات يومية تفرض علي عدم اضاعة وقتي بهذا الهراء ثم أخبرته أنني لا أعرفه ولم أقابله في حياتي ...قال لي : أنا أعرفك يا رشدي أعرفك جيداً هل تعتقد أن هذا المكان سيمنعني من الخروج وأكمال حياتي مثل أي مواطن صالح ..أخبرته أن بقائه او خروجه لا يهمني وأنني حضرت هنا بناء على طلب الضابط فقط ولا علم لدي بأبعاد القضية ولا تفاصيلها ثم أنني لا أصدق هذه الخزعبلات عن الشعوذة والسحر والكلام الفارغ ...وفجأة وجدت نفسي أرتفع عن الكرسي وأطير إلى السقف مثل فقاعة صابون ...

.

.

دخل الضابط وشاهدني معلق على السقف ..وما أن شاهدته حتى رحت أصرخ من هول الفزع وأطلب منه أن يساعدني في النزول ..راح الضابط يهدد المشعوذ ويطلب منه إنزالي من السقف وخلال ثواني ارتفع الضابط وطار وصار إلى جانبي والمشعوذ يضحك بسخرية قال المشعوذ أنظر إلى يدك مرتين ففعلت ..وإذا بي أسقط من السقف إلى أرضية الغرفة فيما ضل الضابط معلقا في الأعلى ...

.

.

قمت من مكاني ولم أجد المشعوذ ولا الضابط ..فتحت باب الغرفة ووجدت نفسي في شقتي التفت إلى الخلف ولم أجد الباب الذي خرجت منه ..مهرولاً هربت من شقتي ولم أجد سيارتي في مواقف العمارة رغم أن المفاتيح في جيبي ..أخذت تاكسي وذهبت إلى نفس قسم الشرطة كانت سيارتي واقفة أمام القسم وفي نفس المكان الذي تركتها فيه ..مهرولاً دخلت إلى القسم بادرت موظف الإستقبال بسؤال سريع حول المشعوذ والضابط ..أخبرني الموظف بعدم وجود اسم هذا الضابط في مركز الشرطة ..وقال أنهم لم يقبضوا على مشعوذ ولا ساحر ولم يقوموا باستدعائي ... أقسمت له أنني كنت هنا قبل ربع ساعة فقط...لكنه أكد لي بعدم وجود هذه القضية ....

.

.

بعد أيام شاهدت الطفل الميت في حضن المرأة المتسولة على طريق الدمام الجبيل السريع تجدون الحكاية كاملة على هذا الرابط :

 

http://www.facebook.com/photo.php?fbid=1924450405075&set=a.1607973173342.80155.1656570184&type=1&theater

 

...............

كل الرؤى التي حامت كبعوض حولي خلال شهر كامل وأحلامي المتككرة حول الطفل الصغير الميت ودخان يتصاعد من فمي وأحتراق أحشائي وشعوري المبهم أن أحدا ما يراقبني في كل مكان وما حدث لي في قسم الشرطة وطيراني إلى السقف ..كلها ..دفعتني للبحث عن اجابات .. كنت على شفير الجنون ...وبعد بحث مستمر أرشدني صديقي إلى مشعوذ في الثقبة يسكن في نفس حيهم لكنه أعتذر عن مرافقتي ..ذهبت في المساء وحدي دخلت على المشعوذ الجديد وبمجرد رؤيته لي قال أنتظر في الخارج لو سمحت ...مر الوقت طويلا مرتخي وأنا أنتظر راودتني رغبة في الرحيل وترك المكان لكن الاسئلة المتوهجة في داخلي منعتني ...راودتني أيضاً رغبة في شرب الخمر ورغبة في الجنس ورغبة في البكاء ...ثم ناداني المشعوذ فدخلت ...

.

.

مسح بيده على وجهي ونفث تعاويذه وهو يتمتم ويشعل البخور ..كدت أختنق لفرط رائحة البخور الغبي المزعج ..ثم قال ما هي مشلكلتك يا ولد حصه ..لم اسأله كيف عرف اسم امي لكنني رحت أخبره بكل ما حدث لي ..سألني هل تؤمن بالسحر يا ولدي ..أعترفت له أنني لست مؤمن بالشعوذة والسحر وطوال حياتي كنت أعتبرها خزعبلات تغذي عقول البسطاء كنوع من التنفيس وتفسير بعض الأحداث الغامضة في حياتهم ...قال يجب عليك أن تمنح يقينك بعض الإيمان فأنت على وشك أن تكتشف شيئا خطير جداً يتعلق في حياتك ....

.

.

اسمع يا ولدي ..الشخص الذي قابلته في مركز الشرطة هو طفل مولود من امرأة ميتة لعنه الله ...ولسبب لا أعرفه هو يحاول تدمير حياتك ودفعك إلى الجنون ..ربما تم دفع المال له ليفعل بك هذا وهو محترف بالفودو والسحر الأسود يعذبك عبر دمية يوكزها بعيدان حادة ويرسل الجن ليتمثلوا أمامك بأشكال مختلفة ..الطفل الميت في حضن المرأة المتسولة كان أنت وأنت الوحيد القادر على رؤيته ميتاً لهذا كان شكل الطفل مألوف لك ..أستعمل هذا الشخص قرينك ضدك لأنه الوحيد الذي يعرف أسرارك كلها وللأسف قرينك محبوس عنده وهو مكبل بقيود يبكي ويصرخ ويطلب النجدة ..وأنت لا تعلم عن الأمر ..قلت له وما هو الحل لفك قيود قريني وأطلاق سراحه ومنع هذا الشخص وايقافه عند حده ..قال المشعوذ : يا ولدي فقط اسأل نفسك : أنت حي أم ميت ؟...

.

.

أقنعت نفسي في تجاوز كل هذا ببرودي المعهود وقدرتي الوحشية على رمي كل شيء في الزبالة خلفي ...مقتنع وبشكل كامل أن اللحظة التي أشعر بها بالخوف والحيرة من شيء ما ...أتخلص منه بأية طريقة

.

.

هل أنا حي أم ميت ....

.

.

.

 

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق