Translate

الجمعة، 3 فبراير 2012

الغرباء الذين يلقون عليّ تحية الاسلام ...

 



إن كنتم اصدقائي حقاً أتركوا لي مفاتيح منازلكم لأسرقها دون شهود .. اتركوا لي حفرة أسقط فيها وحدي وبكامل السعادة القصوى ... أتركوا لي نسائكم أتمسح فيهن كأعمدة الأضرحة الملتوية وأطلب شفاعتي دون ملل ... لو كنتم أصدقائي حقاً أعيدوني كنطفة في عضو أبي وكبويضة في رحم أمي ولا تتركوني في هذه الشقة الحقيرة أعبث بنفسي وأضع اصبعي في سرتي العميقة كلما قتلت ذبابة تطير بجانب وجهي ... اللعنة هذا يحزنني .. يحزنني جداً 


 .


.


حبيباتي يهجرنني قبل أن أكمل علبة الواقي الذكري معهن .. وهذا يحزنني ... عانتي تؤلمني لفرط ما جلختها بالموس وبدون رغوة وبكثير من الشك والريبة ...وهذا يحزنني ... حيوناتي المنوية اللطيفة تختنق في الهواء الطلق بعد ثلاث دقائق ونصف ولا يمكنني انقاذ حياتها ... وهذا يحزنني ...قضيبي مصاب بالخجل ومنكمش إلى الداخل ولا يمكنه المواجهة ولا القتال ولا يستمع لتوجيهاتي ... وهذا يحزنني ... الحمدلله كل شيء بخير وهذا يحزنني اكثر ....


 .


.


سأنتقم من كل شيء الليلة وسأعلق وطني من خصيتيه وأصفعه وأركله وأبول عليه ... الليلة سأشرب الخمر بعد توقف طويل وتوبة نصوح وسيغفر الله لي كل ما تقدم من ذنوبي وما تأخر ذلك لأنني سأشرب الخمر حتى لا أقتل المسلمين وأسبي نسائهم وارتكب الفاحشة ... سأشرب الخمر في شقتي الحقيرة مع كتبي ودفاتري وأقلامي وملابسي الداخلية والخارجية كلها ... سأشرب الخمر الليلة فثمة قبر مفتوح لرجل نسي أن يموت يجب علي الموت فيه ... سأشرب الخمر الليلة لأتخلص من لعنتي المتوحشة وكي أُسكت صوت بكاء الطفل في داخلي .. أيها الطفل الغبي الذي يسكنني سأغتصبك الليلة وأقضي عليك بزجاجة الخمر الطاهرة ... اللعنة هذا يحزنني ... جداً 


.


.


مشيا على قدمي ذهبت قبل قليل إلى مطعم الهنود القريب من شقتي وأنا سكران وجائع ... وكل من صادفني قال لي (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) اللعنة ...ماذا افعل وسط كل هؤلاء الغرباء الذين يلقون عليّ تحية الاسلام ... لماذا يظهر اللطفاء عندما أكون سكران فقط ... حسناً سأدعهم يجمعون حسناتهم من وجهي وأنا سأجمع الحسنات  من صمتي أيضاً وبأقل خسارة ممكنة سأقول لهم (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ) تماماً مثلما كنت أظن .... وهذا هو سبب حزني ....


 .



رشدي الغدير


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق