ولدتُ في مسـتشفى صغير في مدينة القطيف اسمه مستشفى سويكه وتقول أمي إنها تتذكّر شيئين عن تلك المناسبة- تتذكّر أن فأرا مرَّ من أمامها واعتبرته فألا حسناً.- وتتذكّر أن إحدى الممرضات مالت عليها وهمست لها بنبرة اعتذار:أنا أسفة هذا الفأر هرب من مركز الأبحاث يبدو أنه فأر تجارب كما أن أمي تقول أن قضيبي الصغير جداً كان ينتصب كلما حملتني ممرضة من الممرضات وقبلتني ..تكفي هذه الاجابة عن سؤالك سيدتي... لا تعودي لأرسال أي سؤال يتعلق بمكان مولدي ومذهبي وذكريات طفولتي أكره هذا النوع من الاسئلة ...هل هذا مفهوم .. اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
لا تقلقي يا سيدتي سأتدبر أمري وأعترف لكِ انها لخطيئة أن تكون فقيراً على هذه الأرض المباركة وتحت قدمي الاف أطنان النفط وسيارتي فارغة من النفط المؤكتن وصدقيني حتى هذه اللحظة لم أقتنع بحكاية توحيد المملكة على يد الموحد طيب الله ثراه وبأندفاع يغذيه الحلم وتبريرات دينية مبهمة وبقليل من الرجال والخيول والبنادق مشوا في السهوب على مئات الجثث من المشركين وعباد النخل والشجر والنعناع ..أشكر الرب على هذه الأرض المباركة وأشكر رسالتك اللطيفة سيدتي ..الآن أغربي عن وجهي فأنا لا أملك اليوم كله لأهتم برسالتك ومشاعرك..اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
أخر سؤال اجاوبة يا سيدتي ثقيلة الظل..حسناً أنا لا تدغدغني رغبةٌ في تنميق كتاباتي ولا في أن أُظهِر نفسي ومحيطي بمظهرٍ جميلٍ اكتساباً لعطف القارئ ليذهب القارئ إلى الجحيم هذا لا يزعجني اطلاقا وسأستمر في تشويه الأشياء لأجعلها أكثر إثارة وأكثر انسجاما مع أفكاري ومع شخصيتي وللعلم يا سيدتي ثقيلة الظل جداً هناك طفل في داخلي يرفض أن يموت وهو مزعج مثلك..لا عاد ترسلين شي لا ألعن خامسك .. اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت ...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق