Translate

الخميس، 16 فبراير 2012

أعلو كمئذنة .. أطل على الأحياء والأموات

 



أقرأ شعري في الحمام ... على حافة المرحاض تماماً ... ثم أصفق لنفسي ... وأنحني لنفسي ... ثم أطلب مني أن أعيد أخر بيت في القصيدة .. وأعيده لنفسي .. ثم أصفق لنفسي وأنا أقول لنفسي : أحسنت ... أحسنت .. يالك من شاعر رائع .. ثم أقوم لمصافحة نفسي .. لكنني سرعان ما أحتج على نفسي ذلك لأنني لم البي طلب نفسي في بعض القصائد التي أحبها ... فأعتذر لنفسي وأقول : أعدكم أن القيها على مسامعكم في المرة القادمة ... في نهاية الأمسية أنظف مؤخرتي من الخراء العالق بها .. وأنا أبتسم .. وأخرج من الحمام تملأني السعادة ... أنا لا أحتاج إلى جماهير يحضرون أمسياتي الشعرية ... أنا هو جمهوري الهائل .. في الحمام ...


.


.


الجميع في هذا المقهى يعرفون أنني رشدي الغدير .. يراقبون عيوني وأنا أعلو كمئذنة .. يراقبون وجهي وأنا أطل على الأحياء والأموات .. وأعدائي كانوا في كأس الشاي مثل سمكات صغيرة .. فجأة وضعت عليهم السكر وأدرتهم داخل الكأس بملعقة واحدة .. تصوروا أيها الحمقى .. بملعقة سكر واحدة أدرت أعدائي كلهم حتى ذابوا .. وها أنا أتناولهم رشفة رشفة ... هههههههه اللعنة ها أنا أضحك من جديد ... وأعدائي ؟؟ سأتبولهم قبل النوم الليلة ... اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت ...


.


.


في الكتابة ... لا أحد يعجبني غيري .. خاصة عندما أسرح بين نصوصي كالماشية ... ثمة حشائش لا تحتملها القشور ولا الدهاليز .. أنا أعلم وبشكل يقيني خالص أنني مبدع ولا أحد يمكنه مجاراتي أو تجاوزي أو حتى مهادنتي ... يختمر النص في عظم جمجمتي لمدة شهر وتبدأ حواسي بالارتجاف .. أقترب من الموت لحظة الكتابة ثم أقع في الفراغ المحسوم وبدون دوافع ذاتية ... نعم صحيح أنا لدي حياة ما زلت أعيشها .. وسأعيشها كيفما أتفق .. بقليل من الفرح ربما ... ربما ... أرأيتم كم من الوقت يلزم شخص مثلي ليستوعب سذاجته جيدا ! .. ! .. ! ( لقد وضعت علامة تعجب !!! حتى يتسنى لكم تنظيف أدمغتكم بها ) وهذا لا يزعجني اطلاقا ....


.


.


رشدي الغدير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق