يبدو أنني كنت نائما وفمي مفتوح. .. لا يوجد تفسير اخر لظهور هذه الذبابة الميتة على سقف لساني..أعتقد أنني التهمت جناحها
.
.
منذ ساعة وأنا أغسل فمي بكل انواع المطهرات ومساحيق المكياج والادعية والصلاة بكل شيء ومازلت أشعر أن الذبابة في الداخل
.
.
اللعنة.. أنا حزين أيها النبلاء لقد التهمت ذبابة وأنا نائم...هل سأموت أيها النبلاء ...لن يمحي هذا الشعور غير سيجارة بكر أمص عفتها بفمي الواسع
.
.
الدكان أسفل العمارة فيه كل شيء ماعدا السجائر ... جاري رجل ملتزم أسرته من خمسة أفراد وجوههم متشابهة ماعدا الأم لا تشبه احد منهم وكلهم لا يدخنون .. حارس العمارة هو نفسه إمام المسجد والمؤذن وبين الصلاوات يتحول إلى بائع بقدونس متجول وهو لا يدخن ..الرجل الغامض الذي يسكن في الدور الأول يواجهني دائما بابتسامة عريضة دون أن يتوقف للحديث معي ودائما ما يخرج يده من بنطاله حتى أنني أعتقدت أنه يستمني امام باب شقته وهو لا يدخن ..
.
.
ثمة ألم غريب ينهش صدري في الليل..يؤلمني فأنهض صارخاً وفي رأسي ألف احتمال للموت لا أريد الموت في الليل مثل وغد يشرب السجائر و الشاي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وهو نصف عاري ..الطبيب قال لي توقف عن التدخين الغريب أنه قالها لي وهو يشعل سيجارته الثانية أمامي ..أمي طلبت مني التوقف عن التدخين حتى اصدقائي طلبوا مني هذا حتى عشيقاتي المحجبات دائما ما تكون هذه نصيحتهم الوحيدة ..اللعنة أحتاج سيجارة واحدة فقط
.
.
خائف أنا بدون سيجارة واحدة ..ولا يمكنني مواجهة نفسي ..خوفي يكبر في أحشائي كجنين مشوّه يؤلمني ..خائف من انهياري من ضياعي من شتات أفكاري ..خائف من خطيب الجمعة ومن جاري الملتزم وافراد اسرته الخمسة وأمهم ..خائف من الرجل الغامض الذي يسكن في الدور الأول وهو يخرج يده من بنطاله ..خائف من صاحب الدكان اسفل العمارة الدكان الذي يبيع كل شيء ما عدى السجائر ..خائف من الموت والألم الذي يقصف بصدري ..كل ليلة
.
.
اللعنة ...ما زال طعم الذبابة الميتة ينتهك فمي ويدفعني للغثيان
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق