اللعنة على البرتقال الذي يشبهني ..لقد أكلت أصابعي دون أن أنتبه ..ماذا سأكتب بأصبعين مأكولين..حتماً سأكتب عن لذة دس الأصبع في الأنف ودعكه من الداخل تلك الدغدغة الخفيفة المفرحه والمهارة في نزع الركام الملتصق وتكويره وقذفه من نافذة السيارة ليضيع في هباء الناس في الدروب الصغيرة لمدينة الدمام اليتيمة .. حتماً سأكتب عن قدرة أصبعي السحرية في إثارة شبق الفلبينيات الصغيرات اللواتي يضحكن لمجرد طرح فكرة الاغتصاب على طاولة الطعام المسطحة ..سأحقق لنفسي عدالة ما وسأكتب بأصبعين مأكولين عن كل الأصابع في العالم ...
.
.
لكن خيالي منتهك وأضعف حتى من أن يمنحني صوراً أنثوية لعادة سرية جيدة أدلق فيها سوائلي اللزجة وحيواناتي المنوية اللطيفة ذات الأذيال الرشيقة .. كيف سأكتب بأصبعين مأكولين عن كل الأصابع في العالم وأنا عاجز تماماً عن تشغيل هذه العلبة بين الكتفين ..أعرف مخيلتي جيدا ولا يحفزها غير تلك المرأة السوداء التي تملك قلباً أبيض بين فخذيها.... تجلس القرفصاء وتراقب صفحتي على الفيس بوك وتضع الايكات على صوري مع المخنثين لقد هددتني من قبل أنها لن تضع الايكات لو أنني توقفت عن الكتابة ... اللعنة على البرتقال الذي يشبهني تكاد الحياة أن تقذفك منها لأسباب غير واضحة
.
.
المرأة السوداء التي تملك قلباً أبيض بين فخذيها قالت أنها ستنام في غرفتي لمدة أربعة أيام وأنها ستجفف مستنقعاتي وحدائقي والأنهار المارقة في ظهري العاري قالت أيضاً أنها ستلعق محيط خصيتي وتزيل الجلد الميت عنها وقالت أيضاً أنها ستعطر شعري بعد كل مضاجعة بالعود والعنبر والبخور والصلاة والأدعية المستجابة والمستحبة ...لكنها لم تفعل ... بسبب الأصبعين المأكولين ..اللعنة على البرتقال الذي يشبهني لا أحب الوعود الوهمية الجميلة المعلبة والجاهزة للأكل
.
.
ذهبت إلى سوق الخضار بسبب الأصبعين المأكولين كنت ابحث عن بديل اضعه مكانهما وفي سوق الخضار شتمني فجل وعنفتني جزرة غاضبة ...رغم أنني لم أفعل شيء غير التفكير بطريقة موحلة فقط كنت أحلم أن أغش الحزن أكثر ..البصل والبقدونس حاولا قتلي فيما الطماطم صامتة ..المشكلة ليست في عداء الخضراوات فقط فأنا أقع فريسة ليقيني كل صباح وألتقي بشخص يكرهني لأكثر من سبب وبخفة ذبابة عمياء أتحول إلى حيوان منوي في خصوبة افكاري ..ورغم أنني أسير بغريزة كاتب انتحاري فأسوأ ما أتوقعه هو عناق حميم من شخص لا أعرفه ..اللعنة على البرتقال الذي يشبهني ما كان علي الذهاب إلى سوق الخضار اليوم
.
.
ماذا سأكتب بأصبعين مأكولين ... لا شيء سأنتظر حتى تنبت أصابعي من جديد..أه ..نسيت اللعنة على البرتقال الذي يشبهني
.
.
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق