أنا صامت : رشدي أنت تتوهم هذا ربما بسبب حرمانك من الجنس و الكبت وفوران رغبتك ألجنسية يقودانك إلى توهم الحب عليك أن تنبه إلى أن الفراغ الذي تركته خلفها يورق في وجهك ويجعلك تحدق في يدك الضخمة بحثا عن خاتم فضي كان يسكن اصبعك رميته في البحر عندما هجرتك النساء في أنثى واحدة هو ألفقد يقتات على خيال رجل مثلك يعيش وحيدا في مدينة الدمام ألموحشة بزنابقها الذابلة وشوارعها المفخخة بالموت أكمل كأس الخمر وأذهب للنوم فلا شيء يستحق الأنتظار
أنا ..:.. أفرغت نصف زجاجة الخمر ومسحت كل الذكريات من رأسي لكن صورتها ماثلة أمامي حتى وأنا أمشي عاريا بين الغرف أشعر بوجودها خلف ألستائر في الأقداح الفارغة في ملابسي في صوت قطرات الماء الهاربة من السقف في وجهي في ألكرسي ألوحيد ألمبتعد عن ألطاولة في هسهسة النوافذ أشعر أنها تراقبني وتسمع حديثي هذا معك يا أنا... غيابها حقير ولا يليق ..كل شيء ينفذ بسرعة سجائري صبري حتى الهواء في الغرفة أشعر أنه يتسرب من ثقب ما في الجدار لا تضحك مني أرجوك أن قلت لك أنني أتعمد إغلاق الأبواب ثم فتحها من جديد وأنا أحمل إيمانا كامل أنني سأجدها نائمة في غرفة ما.. تعبث بي فكرة الشروع بمناداتها او الصراخ في كل المنزل في السرداب في المطبخ في دورات المياه في الأحذية النائمة على جانب ألعتبة الخارجية للمدخل في الأوراق الميتة في الموت المندس في ثنايا المكان
أنا صامت : كل ما في الأمر أنك تمد يدك فلا تلمس غير رحيلها لا تسمع صوتها وهي بعيدة عنك ربما هي مشغولة في هندسة خطواتها الى سرير رجل اخر ربما ضاجعها وسل عجيزتها المنهالة وهي غائبة في اللذة بين يديه ربما صفع نهدها ودسه في جيبه وركلها برجله على خاصرتها أنت تعرف النساء يغريهن العنف على السرير وانت يا رشدي فاشل في التقاط اشاراتها حتى أنك لم تكن تميز اضطرابها لم تكن تننتبه الى رائحتها وهي تشعل اسمك في فمها وتحاول صب لعابها على جبينك لم تكن تليق بشغفها للقسوة لم تكن كافي لها في الواقع هي لم تكن معجبة بك بالنسبة لها كنت أنت مجرد رجل عابر لا يلفت الإنتباه ولا يهتم به أحد فقط مارس نسيانها اغرق وجهها في كأس الخمر سيذوب في الداخل وستذهب للنوم وتستيقظ ولن تجدها
أنا ..: ليس أكثر من مكوثي طويلا أحدق في اصابعي بحثا عن همسة عابرة خرجت من فمها ولحسن الحظ كانت يدي قريبة ذاك اليوم من خدها يدي ألتي تمارس الإصغاء إلى ألزغب النائم تحت شفتها وقفز خصل شعرها الصغيرة كما لو انها تحاول الهروب الى أسفل عنقها الملتوي في التفاتةٍ طويلة ما يجعلني أدير وجهي بحثا عنها رغم أنها غير موجودة أعتقد أنني أحبها أن لم يكن هذا هو الحب فماذا عساه أن يكون ...ماذا عساه أن يكون
.
.
.
حسناً يا أنا معك حق سأنهي كأسي واذهب للنوم ولن أهتم بتفسير سبب التصاق صوتها في كل شيء اللعنة أنا رجل لا يصلح للحب
.
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق