حسناً ... سأعلمكم كيف أُنسقُ الأيام أو أبددها وحدي ... هاتوا ورقة وقلم وسجلوا ما سأقوله لكم وبالحرف الواحد ... أه نسيت أن أقول لكم أنني أحتاج لمخيلةٍ تشبهُ مخيلتي .. هذا شيء مستحيل ... لا توجد مخيلة تشبه مخيلتي ... حسناً ... أنسوا الأمر وعيشوا حياتكم كما هي ... صدقوني لن أعلمكم شيئاً ...
.
.
ينصحني بعض الأصدقاء أن أكون عاطفياً ... لقد حاولت وفشلت ... العاطفة نقطة ضعف في الرجل يجب قتلها فوراً ... هل يجب علي أن أكون عاطفيا مع من يصف الشعراء السعوديين بأنهم كسالى ويسخر من إلهامهم الذي لا يزورهم إلّا كلّ عقد مرة ... هل يجب علي أن أكون عاطفيا أمام أعضاء اللجنة الفكرية الذين يناقشون قصائدي ليمنحوها الفسح الازم لطباعتها في كتاب وأنا أعرف أنهم يمقتون تفاصيل اسمي اللزج ....لن أكون عاطفياً مع أحد ... هذا قرار نهائي لا رجعة فيه .... صدقوني لن أعلمكم شيئاً ...
.
.
اللعنة .. حتى الوسائد تزداد صلابةً تحت رأسي ...أنجح دائماً في أن أكون ماضياً جميلاً و صاخباً في حياة النساء .. و أفشل دائماً في البقاء كحاضر ومستقبل ... ربما بسبب مبالغتي في تقدير حاجتهن لي .. ألجأُ إلى تقبل رحيلهن القسري عن حياتي لأنام مبتسم ... فقط ... الغريب حقاً انني ما زلت هنا .. أشاهد التلفزيون المعطوب الذي لا يعمل وأضحك من منظر الشاشة السوداء .... مثل احمق .... صدقوني لن أعلمكم شيئاً ...
.
.
أنا هنا ... لا يجب أن يشاهدني الجميع لأكون هنا ... عموما أنا هنا .... لا بأس بشخصٍ واحدٍ يجيدُ سؤالي عن أين أنا ... هل ذهبت من هنا أم ما زلت هنا ... قطعاً أنا هنا ... ذلك لا يعتبر غروراً ولا غطرسة ... إن من حقِ كل شخص هنا أن يكون هنا ... أنا هنا ولا أجد من يقبل رأسي لبقائي هنا لذلك أنا أقبل رأسي بنفسي لمجرد أنني هنا ... وسأموت هنا ... صدقوني لن أعلمكم شيئاً ...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق