Translate

الأربعاء، 1 فبراير 2012

كنت أنصحهم وهم صغار: اعرفوا الخوف كي تهربوا من الخوف

 كانوا يمازحونني بأن وجودي في العائلة يشجّعهم على الإنجاب.. وكلما تقوس وجه طفل من أطفالهم أحضروه عندي كرهينة (أتحدث هنا عن أبناء العائلة الصغار) يهمسون في أذن الطفل الصغير:خلك مؤدب وأسمع كلام عمو رشدي ...يرحلون تاركين الطفل بنصف رعب ورعشة كي أحدثه عن دانتي والكوميديا الالهية والخير والشر وأعاقبه عند أول زلة طفولية تخوّل له تعاسته أن يرتكبها أمامي... لا أسمح له بالبكاء ولا النوم وأهدده بتعليقه من أخمص قدمه لمدة نصف ساعة حتى يتخثر الدم في رأسه ..بعد سنوات يكبر هذا الطفل ويضيفني في الفيس بوك ويرسل لي رسالة خاصة يقول فيها :شكرا يا عمو رشدي لأنك فتحت لي الجهات كلها و على مصراعيها ..فأبتسم وأكتب له الرد التالي : حسناً يبدو أنك كبرت ولم تعد طفلاً حافظ على أطرافك ولا تعد لإرسال أي رسالة لي ..مارس حياتك بعيداً عني ...هل هذا مفهوم


.

.

كنت أنصحهم وهم صغار: اعرفوا الخوف كي تهربوا من الخوف ..أحبوا جان لويس الشاعر لتكرهوا جان لويس المجرم ...اركضوا حتى يفارقكم النفس وتنفسوا حتى تفارقكم الحياة ..اغسلوا أسنانكم بمبيض الأسطح المعدنية بدل تضييع الوقت مع الفرشاة ومعجون الأسنان ...المدارس هي حضائر حيوانات لا تثقوا بها ..النساء هن حيوانات أيضاً ...الكلاب أفضل من النساء ... كنت أدس في أدمغتهم هذا النوع من الأفكار القطنية ...كانوا يخفضون روؤسهم ويلتصقون بالحائط كالعبيد لمجرد مروري عليهم ..وحين أتذكر كيف عبثت بافكارهم ليعبثوا هم بدورهم في أفكار هذا المجتمع المتخلف ذهنيا تنتابني رغبة في إحراق كل شيء لقنته لهم ...أشعر بالندم عل فعلتي هذه ...

.

.

لقد صنعت وحوشا صغار ..نسخا باهتة مني أنا.. نسخا من كل أفكاري المريضة والبالية..لست قاسيا معهم ..الأطفال الصغار الذين منحتهم محبتي وسخطي ما زالت أصواتهم في ذاكرتي ألعق أثر الضحكات الخفيفة معهم وأضربهم على وجوههم كلما تسنى لي الوقت .. أنا مقتنع جدا بأنه من المنطقي بالفعل أن يعيشوا حياتهم بعيداً عني وان لا يزعجوني بتراهاتهم حول الحب والسيارات وفريق برشلونه و علب الميرندا وكل الاشياء التي لا تناسب شخصا على مشارف الموت مثلي أنا ...ثم ماذا يريدون مني ...ليغربوا عن وجهي ...فوراً

.

.

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق