Translate

الخميس، 2 فبراير 2012

الشعر صلاة الفقراء ...

 أماه ..حين كان أبي يشدك من ذيل ثوبك الطويل كي يلعق صمغ رغباته وكنت تلتفتين إليه بساقكِ النحيلة وأصابع يديك الخائفة تتعرق بين سطور مصحفكِ المقدس وكل السور تدفع للثأر من بني اسرائيل رغم اهتمام الله بهم وتحدثه المستمر عنهم وعن خذلانهم ذلك لأنهم لم يقولوا (حطه) ..كانت أصابعي ترسم في الفراغ وجهكِ و كل أميرات قصص الأطفال لهن أنفك ..ضعي القران على المنضدة يا أمي وأرقصي بغنج الفتاة التي أطعمتني ألذ حلمة نهد في حياتي ...


.

.

أماه ..كل ملائكة الشعر يقدسون قصائدي وأنتِ يا أماه يساورك شكك في أن الشعر صلاة الفقراء وأن الرعشة في أصابعي سببها الحمى ..لستُ مريضاً يا أمي ..تشمين رائحة انحرافي عن مسار والدي فترفعين كتابكِ السماوي في وجهي وتمارسين حقكِ الإلهي في توبيخي وشتمي تقولين لي : ملعون منذ طفولتك يا ابن أبيك أحلامك لن تطعمك ولن تحميك وقصائدك لن تمسح خراء شدقيك ..ملعون منذ طفولتك يا ابن أبيك وميض البرق في السماء ليس نداء لك ومضاجعتك للعاهرات ليست أدعية قدسية ..تكذب ثم تكذب فيصدقك الآخرون وتحصد حقيقتك.. رائحة النساء تتسلق كتفك ..يبصقك الوهن في صفوف المصلين ..كفرك يطبع وجهك في نار الله ...ملعون منذ طفولتك يا ابن أبيك..ملعون منذ طفولتك يا ابن أبيك....

.

.

أماه ...يكفي أنتِ تهربين من ذاكرتي كلما حاولت الإمساك بك قبل بدء التوبيخ وبعده تدخلين كالدخان في ضباب تأملاتي ترفضين البقاء كلحظة شهيق ...أماه ..عيناكِ ضوء في الماء وشيء من نبيذ النعناع الغامض يا أقحوانتي البيضاء التي تسكن معابد الثلج .. ضميني إلى صدركِ ودعي ضوءك يقتل الظلال التي تلاحقني ..أماه .. لا تجهضيني في دخان محرقتك فمي معقوف على شوك الصبار أماه. روح والدي تحوم فوق رأسي أماه وجهي مبتور من أطياف الدمار أماه...أحتاجك ..جداً أماه ....

.

 

 

 

 

.

.

 

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق