Translate

الخميس، 2 فبراير 2012

هيه أنت أخرجني من جيبك المكان ضيق هنا ..

 لم يؤذوني بل كانوا يعاملونني لأول مرة كإنسان نعم أثناء تلك الليلة التى حبسونى فيها بالحظيرة لم يعيروا اسمي ولا اسم قبيلتي أي اهتمام قال أحدهم سنسلمه إلى الشرطة في الصباح قال الاخر دعوه ينام هنا وقدموا له الماء والطعام ...كانوا يضاحكونني ويمزحون معي حتى أخذنى النعاس ..واستيقظت فى الليل على صوت فتح باب الحظيرة ..دخلت امرأة فى منتصف عمرها وقد تحصنت بعطر نفاذ ومزعج وكانت تبتسم لى ..ثم أخذتنى معها وأدخلتني غرفة نومها وخلعت عني ثوبي وغمزتنى بركبتها في فخذي عندما رأتنى بعد خلع الثوب مثلما ولدتنى أمى وتعجبت من فحولتى ووضعت يدها على جسدى العارى وراحت تحمص صدري بيدها وتقبل رقبتي وتسحب رأسي على نهدها ...ثم تحولت إلى ضفدعة رشيقة ...وراحت تقفز في الغرفة وتبحث عن الذباب ....


.

.

اللعنة لقد تحولت إلى ضفدعة ..كنت على وشك تقبيلها في ثغرها مباشرة و في داخلي ثمة أوراق مكتظة بينما رائحتي تموج بوجوه لم تينع بعد، كنت للتو أراهن فكرة حصولي على وظيفة جديدة وراتب يجعلني أرسم الفرح في عيون أطفالي .. هاتفي النقال مقطوع فأنا لم أدفع ثمن ثرثرتي بعد...ماذا ستفعل حيال هذا الأمر اقول لنفسي والضفدعة تقفز في المكان .....

.

.

راحت الضفدعة تقفز على المنضدة وعندما أمسكت بها قالت : أهرع إلى نفسك يا وغد هناك في بيتك الذي تدخله الملائكة والشياطين دون بطاقة دعوة، وحين يمكثون تنهار الريح وتشتد الفراغات وفي حدود الممكن تصطف دماء الخيبة والأمل...تصطف فقط فلا يوشك شيء على الحقيقة غير حزنك الشفيف وأنت تهرع...أهرع بسرعه يا وغد ...

.

.

قالت الضفدعة قبل أن اضعها في جيب بنطالي الايسر ...أنا لا أفهم (وهذا يحدث دائما)دعك من هذا الأمر لماذا لا تأكلون الذباب يا بني البشر الضعفاء أه دعك من هذا الأمر الذباب لا يحبكم ...أنتم تضاجعون بعضكم وهذا مقيت ...أه دعك من هذا الأمر واكمل حديثك عن الذي نام ولم يحلم ثم نام ولم يحلم ...ثم نام ولم يحلم...قلت لها أيتها الضفدعة الثرثارة أصمتي قليلا ودعيني أفكر ...افكر فقط ...

.

.

قالت الضفدعة هل أنت متزوج ..قلت لها نعم متزوج من جرعة ماء سأذهب إليها ستعطيني طفلاً وتقول هذا لك، انه ولدك الذي لم تنجبه بعد، ينطق الوليد باكياً.... أبى.... لماذا لم تنجبني بعد....لا اعرف يا ولدي، ربما كنت مشغولاً بفقء الدمامل والبثور على ظهري العاري ...رشدي ولدك يبكي في الهزيع الأخير من الليل...ماذا تريدني أن أفعل به..أقتليه يا جرعة الماء أقتليه وأجهزي عليه قبل منتصف الليل .....

.

.

قالت الضفدعة : هل تعرف كيف تتعامل مع النساء أيها الوغد ..قلت لها : الأمر يتلخص بأنني ما أن أكون على مقربة من أن أفعلها مع فتاة – فتاة ليست بعاهرة أو أي شيء، أقصد – أنها تواصل ترديد توقف توقف .. مشكلتي أني أتوقف... بينما جميع الفتية يواصلون... لا استطيع أن أفهم الأمر و لا أعرف إن كن حقا يردن مني أن أتوقف أو أنهن خائفات حد الهلع.. أو أنهن يخبرنني أن أتوقف بحيث تتحول مواصلتي إلى أمرا يوقع اللوم علي أنا وليس عليهن في أي حال من الأحوال.. أواصل التوقف..وأتوقف عن المواصلة ... المشكلة أني أشعر بالأسف تجاههن... وهذا أمر محير ومقيت ...

.

.

قالت الضفدعة : هيه أنت أخرجني من جيبك المكان ضيق هنا ..هيه هل أنت انسان بالغ الرهافة والصدق يعيش دوماً في حالة انخطاف وشرود، ويشعرك من أول لحظة بأنه شاعر، وأنه دخل الى قلبك بلا مقدمات. ومن هذه الخصائص الذاتية تبدأ المكونات الأولى لملامح قصيدته، وما تختزنه من مفارقات ومن شغف في كتابة ما لا يكتبه الآخرون، وبالطريقة التي يراها هو، وليس بالطريقة التي يراها هؤلاء الآخرون، كباراً كانوا في دنيا الشعر أو صغاراً، واصلين الى هذا العالم، أو هم في طريقهم الى الوصول اليه هل حقاً هذا أنت ..إن كنت حقا أنت فأخرجني من جيبك ...أكاد أن أموت ..

.

.

هربت الضفدعة من جيبي ...ولا أعلم أين ذهبت ...

.

.

 

.

.

 

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق