هيه أنتم ... أنا على ما يرام .. كل ما حدث أن الرجل ألقى علي نظرة مرتابة وقال : منذ متى وأنت هنا؟ ... لم أعرف بماذا أجيب على سؤاله ... يجب أن أكون ماكراً وسريعاً ...قلت له بعناية "أنا هنا منذ ساعة" ... في الواقع أنا هنا منذ البارحة أسبح في بحر من الفودكا الطاهرة ... قال الرجل : إياك أن تصاب بالغثيان أو أن تتقيأ لأنني انا من سيقوم بالتنظيف ... حاولت أن ِأقول له أنني شخص لا يأبه بالآخرين ولكن لا فائدة ... لم يعد في إمكاني أن أتكلم كنت في غاية الثمالة .... الدنيا كلها لم تعد مألوفة بالنسبة لي ....
.
.
ولأن الحسنات يذهبن السيئات ... رحت أخلط الخمر بماء زمزم الطاهر وأدلفه بفمي على عجل حتى وصلت الوصول كله وبكامل ثمالتي المؤمنة .. مؤمن وثمل يركل احتمالاته القلية بحرص ويبكي من ذكريات طفولته البالغة الوساخة .. واخيراً توصل إلى قرار: سوف يغادر العالم ويذهب ليتحدث مع الرجل الواقف هناك مثل معدن ثابت لا يلمع .. أتريد شيئ قال الرجل .. فأخبرته أنني لا أشعر بالغثيان ولن أتقيأ لكن الدنيا كلها لم تعد مألوفة بالنسبة لي .. ربت على كتفي وقال : أنت على ما يرام ...
.
.
أنا على ما يرام ... يا شعراء العالم .. أعلموا بارك الله في أمهاتكم وأمهات أمهاتكم ومرضعاتكم ومرضعات مرضعاتكم .. أعلموا أن حذائي أشرف من أشرف أشرفكم يا شلقات النعاج يا بعر بعير أم أرم البدوية التي تبيع الحناء دون ملابس داخلية كنوع من التمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة ..يمكنكم نيل بركتي اللزجة بتبولي عليكم واحداً .. واحداً ... لا تضيعوا الوقت وقفوا صفاً واحداً فمثانتي محتقنة لفرط السوائل المتراكمة وهي فرصتكم النادرة ... فليأت كل واحد منكم بإناء من خزف لم يلامس شفاهكم قط .. فلا ينبغي لإدراري المقدس أن يحل في مكان قد ولغت به شفاهكم العفنة .. يا من وجودكم وعدمه لا يساوي عندي عفطة عنز .. ( أقسم بالله أنكم لا تعرفون ما هي عفطة العنز ) وليكن ذلك سريعاً قبل أن تتبخر رغبتي بالتبول عليكم ... فأنا على ما يرام ...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق