Translate

السبت، 4 فبراير 2012

مباركة أنتِ يا أمي ...

 في صغري أول مرة قرأت قصيدة السياب أنشودة المطر: «عيناك غابتا نخيل ساعة السحر.. أو شرفتان راح ينأى عنهما المطر» أدركت أنه كان يقصد أمي ......


.

.

مباركة أنتِ يا أمي ومبارك مشخول العندق ومرقة الشعوم الوفية .. وحدكِ يا امي تعلمين أننا نحن الشعراء قتلة لتجارب بعضنا البعض ... نحن من نخلق الأعداء لبعضنا ولولا تلك المهمة، لكنا جميعاً خارج الذاكرة .. أنا مؤمن تماماً أن الكراهية هي مرحلة متقدمة من مراحل الحب .. كل الكارهين هم قراء مغرمون في متابعتي وهم الأكثر حرصاً على الإحتفاظ بمقاطع الفيديو لأمسياتي الشعرية وهم الأكثر تداولا لقصائدي المكتوبة فيما بينهم لكنهم لا يحسنون التعبير عن محبتهم الا بشكل معاكس .. صدقني بعد سنوات ستجدهم ينضمون إلى قوافل المحبة يمكنك أن تسميه التسامي فوق الدافع ..بالنسبة لتسجيلي في قروب كارهي الشاعر رشدي الغدير فأنا أحمل داخلي محبة و كراهية لنفسي وهي كراهية تنسجم مع مسمى القروب والمجموعات الموجودة ذلك لتوهج جزء مني يرفض وجوده داخلي ويحاول الفرار وإعلان صرخته المدوية بعد أن يبتر نفسه من داخلي ..أحاول فقط عدم منعه من التعبير عن ذاته وللعلم أغلب الكارهين يجهلون سبب كراهيتهم لي ويتسألون فيما بينهم هل نحن نكره رشدي الغدير الشخص أم الشاعر ... ..

.

.

مباركة أنتِ يا أمي ومبارك مجبوس الهامور ..  تالله أنني أشتاق لكِ يا أمي و أن جل ما أصبو إليه أحيانا هو ان اعيش بعيداً عن العالم، أن أُترك وشأني فالسعادة الكاملة بالنسبة لي تكمن في لحظات العزلة والهدوء لذلك عندما تصلني بعض المقالات الهجومية ضدي أبتسم وأصمت وأدعو الله لأصحاب المقلات بالسكينة فأنا لست عدو لاحد ولا يليق بي العداء وكشاعر يطلق سؤاله الكوني في ذاته ويقول هل حقاً أنا كما يقال عني ام هي مبالاغات لا أساس لها من الصحة طبعا لا أدعي الطهر ولست شيطانا أيضاً لكن في الواقع انا شخص عادي يحمل كفره وإيمانه في صراع داخل روحه وهذا دليل بشريتي ثمة خلل في داخلي خلل بشري يجب على الناس تقبله كونه ما يبقيني خارج التكوين الملائكي لصورة الشاعر الخيالية في عقول الناس .. سحقا للناس أبناء الفداحة .....

.

.

مباركة أنتِ يا أمي ومباركة خبيصتك وسليقك والساقو المعطر بالزعفران ... تعلمين يا أمي أنني طفل خجول و أبن مجتمع عربي محافظ ونزيه إلى حد ما في طرحه الأدبي ربما أذنبت في التعاطي و التفاعل مع غرائز الكتابة وانجذابات لاواعية وفطرية على الورق لن أبالغ أن وصفت النبض المحرّض على الكتابة عندي شبيه بذلك المحرّض على الفعل الجنسي في شكله الواضح في بعض نصوصي و الطاقة الشبقية لبعض النصوص التي أكتبها لا يمكن تجاهلها لكنني لا أمنع الفكرة من التنفس وأقتلها بسبب خوفي من الأحكام الاستباقية التي ستصدر من بعض المثقفين لا يمكنني وضع خوفي من ردود فعل المجتمع نصب عيني لحظة الكتابة وحتى لو حاولت هذا سأفشل في إتمام المهمة .. سأكون صريح مع القراء أنا عندما أكتب أجد نفسي في حالات تحرّق ورغبة يمكن تشبيهها الى أقصى الحدود بلحظات التوتر واللذة التي لا يمكن الخروج منها او التحكم فيها في داخلي الكتابة تتطلب انفعالا شهوانيا في لحظات مؤقتة ومحددة الكتابة هي متنفسي عن كل الدوافع الايروتيكي المهملة في داخلي ..لكن المهم أن لا يصدر الاتهام من قبل غير المختصين في المجال الأدبي أقصد أنني شاعر صعب اللغة والاستعارات والرمزية واحتاج لعيون ناقد محترف حتى يتم انصافي وعدم اتهامي بنشر الرذيلة والمجاهرة بالمعصية ......

.

.رحمك الله يا أمي ... أخبريني كيف أتوقف عن رؤيتكِ تبتسمين أمامي ... كل يوم .....

.

.

رشدي الغدير 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق