حسناً أيها النبلاء ... أنا سعيد الآن بل أنا بركان سعادة ثائر .. بل أنا كوكب من السعادة يدور في مجرة درب التبانه .. بل أنا مجرة السعادة كلها .. بل أنا الكون السعيد عن بكرة أبيه وأمه وأخوته وبنيه وعمه ... أنا سعيد و للمرة الأولى أخجل من كوني شاعراً في حضرة السعادة .. أيتها السعادة سامحيني عن حماقة تحولي إلى شاعر ... سعيد أنا .. وودت لو أحمل كل سعادتي على رأسي وأتجول بها في كل أحياء الدمام القديمة ... ولأنني سعيد جداً فأنا أعتذر لكم عن كل كلماتي الجارحة التي أشتمكم بها ليل نهار .. أرجوكم لا تغضبوا مني فأنا سعيد جدا الآن ... شكراً للهريسة والعسل والقلم وما يسطرون ... شكراً ايتها الدمام القديمة كم أحبك ...
.
.
سأنكحك كالجائع و ... و .... و ... لحظة أنا سعيد اليوم ولقد عاهدت نفسي أن لا أكتب شيئاً يغضبكم يا أصدقائي النبلاء ... لقد فاضت سعادتي من فمي وساحت على ثيابي .... ههههههه أنا نافورة السعادة ... سأتوقف عن تراهاتي اليوم ... لقد صليت صلاة المغرب والعشاء دفعة واحدة لفرط السعادة وأطعمت ستون مسكينا في الطريق وأنا بكامل الوعي ... ولقد أعتذرت لكم في المنشور السابق واعتذرت لأمي ولوالدي في قبره ... كل هذا بسبب السعادة القصوى التي أعيشها اليوم ....
.
.
اللعنة ... يفترض أن أكون سعيداً جداً إلى يوم الثلاثاء القادم ... يفترض أن هذه السعادة تحولني إلى شخص محبوب ولطيف ... لكنني رحت أشتم بلاط شقتي لأنه يهلوس بالحفاة و رحت أهشم نافذة الغرفة وأصرخ في الناس أن لا يضعوا خرائهم تحت نافذتي كما أنني قدَّمت استقالتي من جمعية الجيران الخيرية بسبب عدم إيمانهم برسالتي السماوية ( لقد قالوا عني كلاما فارغا جداً ) و مزَّقت عقد الإيجار و صفعت البواب لأنه بصق بجانب سيارتي أم كنعان التي باركنا حولها كما أنني رحت أبحث عن الصرصور في حوض المغسلة كي أسحقه بيدي بعد أن عاملني كمغفل وبعد هذا كله وبطريقة لا يمكنني شرحها وجدت قطاً أبيض محبوساً في دولاب ملابسي .. أخرجته من الدولاب وخنقته إلى أن ابيضت يداي ... وها أنا أجلس في الغرفة نصف عاري وبنصف سعادة أيضاً ... ماذا يحدث لي بالضبط ... هل أنا مريض ؟؟
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق