Translate

الجمعة، 3 فبراير 2012

لا أعرف متى يجب علي أن أكون عصبيا أو صامتا أو ساخراً

 منذ طفولتي المبكرة وأنا أصحو متجهما وغاضبا وبمثانة مكتنزة بالسوائل الصفراء .. أقف طويلا في الحمام لأفرغ مخزوني وأنا أحدق في خصيتي المتدلية مثل كيس نقود وهبني أياه السلطان كهدية محفزة للموت والنسيان .. أمكث في غرفتي اتأمل السقف وأبتسم مثل أحمق ... ثم أشرع في الكتابة ... منذ طفولتي وأنا أفعل هذا الأمر ولم أنتبه للوقت .. أفكر في أبي و أصدقاء ثلاثة ماتوا قبل سنه .. لا أحمل من أجلهم يقينا خاصا للفرح ... صورهم لا تغيب ودائماً ما أشاهدهم في ملابس العابرين أمام نافذة غرفتي ... أتساءل عن معايير ثابتة لقياس شكل ألوحشة و الألم في قبروهم ..يا للغرابة أشعر أنهم يفكرون بي .. أنا وحيد أيضا بالنسبة لهم ... اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت ...


.

.

أنا الرجل الذي لا يعرف متى يجب عليه أن يكون عصبيا أو صامتا أو ساخراً ولا يرغب في التحدث معكم لفترة طويلة ... أنا الرجل الذي يعتقد أن العالم له مؤخرة منحنية تصدر الضجيج والهباء والخراء واللعنات ورغم هذا فأنه يعترف أن العالم يصلح لوجوده على قيد الحياة ... لماذا لا ينجح أحد منكم في أن يعرف ماذا أريد أنا من هذا العالم ... أنتم كلكم عن بكرة أبيكم مثلي تماماً .. ضائعون تائهون وتفكرون أن الأمور تتساوى في لحظة ما .. أيها النبلاء نحن نستحلب الشفقة من أثداء أمهاتنا ونتقيئ العدم ... ثمة فتاة هنا تبكي وأنا لا أكترث بدموعها تحلم أن أحتضنها أثناء النوم ثم أدير وجهي عنها لأسعل في الجهة الأخرى مثل وغد محترف ... اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت ...

.

.

شاهدت نفسي في المنام وكأنني أنتفض من فراشي وأصعد السماء حتى أقف تماماً في مواجهة الكرة الأرضية ثم أمسح عنها كل القذارة وأركلها بقدمي الهائلة لتدخل في المرمى مباشرة رغم انف منظمة الفيفا والأتحاد الدولي وصافرة الحكم وصراخ المشجعين ... كان هدفا نظيفا جدا خالي من التسلل .. ثم أضحك من منظر الكرة الأرضية وهي تتدحرج في مجرة بعيدة ...أستيقظ من نومي لأجمع خيباتي المتناثرة حولي .. وأتذكر أنني ما زلت وحيداً جداً و أنني مفلس ومحفظتي مفقودة و غلاية الشاي معطوبة وتلفزيوني لا يعمل و أن كل حياتي تحولت إلى مجرد فصائد وكتابات باهتة لا تعجب أحدا غيري ... اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت ....

.

.

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق