أنا الذي عايره زملاء المدرسة بالسمنة والكسل ... كان يمشي في الظهيرة فأعجبه ظله ثم راوده عن نفسه وقبل أن يجهز على ظله هرب الظل منسلا بين الطرقات مثل الأفعى ... أنا الذي بدأ يتناول طعامه في نهم ولم يتوقف حتى وقفت في حلقه لقمة وكاد يختنق بسرعة أخرج الكتاب، قرأ فيه:ـ ((اعلم أنه على من وقفت في حلقه لقمة أن يسارع بشرب الماء قبل ان يموت )) فراح يسأل البحر بعض الماء ... اللعنة .. هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
أنا الخارج الداخل المتوقف اللفظي المتجرد المجرد المارق الممروق ... المكدس بالأثم والألم والتأمل والأمل .. أنا نبع اللعنات .. سيد الحب وسادنه الذي لا يكترث لمشاعر أحد.. أنا كاتب الرسائل الغرامية للأصدقاء نظير صمتهم ..
أنا الذي لا يرقص ولا يجلس ولا يذهب إلى أي مكان ... أنا الذي لا تعجبة حياته ولا يعجبه مماته ...
.
.
أنا من تقاسم النساء الجميلات مع أصحاب السمو والأمراء والوزراء وحاشية القصر ... وفي نهاية الطريق شعر بألم في خصيته الفقيرة جداً وفتح صفحة في الفيس بوك وراح يكتب وخصيته تؤلمه .... فمن أنت ؟
.
.
أنا من قتل ظله بطلقة في الرأس وراح يبحث له عن ظل لا رأس له كي لا يعود لقتل ظله كلما شعر بالضجر .... وها أنا أمشي في الظهيرة وبدون ظل يتبعني مثل كلب مدرب ... فمن أنت ؟؟
.
.
أنا من لعق جدران المدينة كلها وبلسان واحد ... صار لساني أطول من شارع الملك عبدالله ومن شارع المطار ومن شارع التحلية ... وها أنا أعجز عن الكلام فيما الحديث ينام تحت لساني كطريق غير مكتمل ... فمن أنت ؟؟
.
.
أنا من سمحت له خادمة المنزل بلمس فرجها مرة واحدة في الشهر ... وعندما سافرت في الاجازة رحت المس فروج كل نساء القرية وبيد واحدة فقط .... فمن أنت ؟؟
.
.
أنا من ظل حتى اليوم يرسب في الرياضيات .. ويعجز عن حفظ جدول الضرب... رغم أن حياتي كلها محبوسة في ثلاثة أرقام وقحة ...فمن أنت ؟؟
.
.
أنا الوغد الذي حذرتكم أمهاتكم منه أيها النبلاء ... ولدت بقلب لا ينبض بشكل مستقيم يعشق النساء لكنه يتعفف عنهن ... مثل ذئب جائع ومغرور .. فمن أنت ؟؟
.
.
أنا سيد العبث والتكوين والتناقضات لا أكتفي من الموت ولا أكترث لشي شخص يفقد نفسه بأستمرار ويركل احتمالاته القليلة بحرص ... ويركض ويركض ويركض ....فمن أنت ؟؟
.
.
أنا الشاعر الذي يركله الأنبياء في منامه ويبصقون عليه لفرط الغيرة والحسد ... اختارهم الله ومنحهم رسائل للناس فيما تركني الله على قراعة المكان أشحذ الخبز والخمر والنساء ... فمن أنتما يا أوغاد ؟؟
.
.
أنا أنا أنا .. الوغد المتعجرف الناقم الكثير القليل المنقطع الموصول المجبول النهائي البدائي المرسوم الممسوح التعس النجس الطاهر المطهر في دنسه ... فمن أنتم؟؟
.
.
انا القبر والكفن والتنور والمقبور والمندوف والمحذوف والمحاسب أنا الذي لا يموت ... إلا في غفلة منه ...ولن يتأخر ولن يتقدم وسيبعث بمشاعره كلها .... أنا .... فيني نوم وسأذهب لفراشي كمسلم منتهي الصلاحية ولا زوجة لي
.
.
أنا الشيعي السني الصوفي المتصوف الناقص المتناقص الكئيب الحزين السعودي المتسعود السعيد المتاخي الموازي المرفوع المنصوب المجرور المتكرر المتهور المتذمر الوحيد ... أنا رشدي الغدير ولا شيء أخر ...سحقا لكم ... لا أعرف سبب غضبي ... سأذهب إلى النوم
.
.
أيها المحشور في ثيابه ... قم أغسل وجهك وتوقف عن هرس مزاجك في قنينة ماء ... أعلم أنك من الذين يتجشؤون كل صباح ويطلقون روائح أنفاسهم في هواء الناس ... أعلم باركتك السماء أنني أنا الوغد الذي يكشف مؤخرته للمرضات في مستشفى الدمام المركزي مثل ساحة مفتوحة ... ليتم حقن حقنهن كلها دفعة واحدة ..ودون وجل مارق ... فمن أنت ؟...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق