Translate

الأربعاء، 1 فبراير 2012

رسالة من عفاف ... فتاة عمياء تعشق كتاباتي

 "تحية للغالية عفاف التي تتابع ما أكتب وتتخيل شكلي ذلك لأنها كفيفة وأختها التي لا أعرف أسمها هي من تمارس القراءة لها وتمضي معها أغلب الوقت في الصفحة شكرا لرسالتك اللطيفة يا عفاف وأعدك أن لا أدنس حروفي بالحسيات كما تسمينها وجودك يشرفني ويسعدني وصدقيني ربما كتب الله عليكِ فقد البصر لكن قلبك يرفل بالبصيرة والنور والمحبة وأتمنى من الله أن يعوضك بعيون من زمرد في الجنة يا أبنتي الغالية ..وسأنقل لكم مقاطع من رسالتها ...


................................................................

 

سيدي تقول أختي أن وجهك مريح ويشبه وجوه الأطفال لكنك تتعمد اخفاء طفولتك بنظراتك الحادة والمخيفة ..أنا لا أعرف كيف يبدو شكل الأطفال ولا أعرف كيف هو شكل النظرات المخيفة فلقد ولدت عمياء والظلام يحتوي كل شيء في حياتي ومنذ ثلاثة أشهر كانت أختي تقول لي كل كتاباتك وكنت أشاهد الكون والعالم من خلال قلمك أحببت طفولتك وحديثك مع نفسك والندم والأمل أطلب من أختي دائما أن تعيد على مسمعي مقتطفات من مجموعتك (صباحاتي متشابهة حد السؤم ) أحبها جداً

.

.

سيدي ..أنا عمياء وعيوني هي يدي ..تمتزج يدي بالاشياء التي ألمسها كأن ألمس دولاب الملابس فتتحول يدي إلى باب الدولاب فلا أشعر بها .. ألمس الطاولة التي أتكىء عليها فتصبح يدي جزءا من الطاولة ...حتى الهواء الذي أتنفسه من فمي له لون يختلف عن لون الظلام الذي يحيط بي ألمسه بيدي فأتحول إلى هواء اخرج من ذاتي واعود إليها ... أختي تضع قنينة الماء لي على طرف طاولة قديمة في الممر بين المطبخ وصالة الجلوس أعرف المكان جيداً بمجرد لمسي للجدار ونتوء جاف يخبرني بعدد الخطوات المتبقية حتى أصل لقنينة الماء ..زوجة والدي تتعمد تغيير مكان الطاولة تقول أنها تشوه الممر يحدث هذا كلما سافر والدي وغاب عن البيت لن تصدقني لو قلت لك أنني أمضي أيام دون ماء بسبب مزاج زوجة والدي .. تعلمت ان لا اشتكي لأحد وأن أبحث حولي عن قنينة الماء بأطراف أصابعي .. جسدي النحيل مستعد دائما للأرتطام بكل شيء يصادفه أتعثر بشيء مرمي على الأرض وأسقط لكنني أقوم من جديد للبحث عن قنينة الماء لكنني أصاب بالحزن والاحباط عندما أجد القنينة ولا ماء فيها ...فأبكي لفرط الخيبة والعطش ...

.

.

عمياء أنا يا سيدي وحتى أحلامي عبارة عن اصوات فقط لا أشكال لها ..من السخرية أن لا أتمكن من مشاهدة وجهك حتى في الحلم لكنني أشاهدك كلحن يهندس شكل وجهك ويمنحك خيط من حرير أو مغناطيس لطيف يجمع أجزائك بخفة... تلك الخفة نفسها التي تغمرني كلما سمعت صوتك في اليتيوب خاصة قصيدتك (أذكر أني كنت عايش ) يحملني صوتك وأعلو بقدمي عن الأرض حتى أطير وأنا نائمة كما تطير الملائكة ..الملائكة التي أحبها وأتخيلها تنتظرني في السماء ...

.

.

أنا عمياء يا سيدي يحدث كثيرا أن يخونها احساسها بالوقت فلا تعلم إن كان الصباح او المساء ولا فرق عندها متى تنام ومتى تستيقظ فكل الأوقات مظلمة وسوداء حتى بنات عمها الوحيدات يتصرفن لاحقا كأنهن لا يعرفنها رغم انهن أمضين أكثر من خمسة عشرة سنة معها في ذلك الظلام المليء بالأصوات والأفكار والأسئلة ... ينسونها بمجرد ان يغادروا المنزل ..ينساها والدها ينساها أصدقاؤها في الحنين والخوف .. ينساها الفضاء والنعاس وجزءاً من أنوثتها ..لا حقيبة عندها ولا تعرف كيف تضع الكُحل ولا أحمر الشفاة ولا يمكنها أختيار ملابسها بنفسها ولا تعرف اسماء المحلات والإعلانات ولا يمكنها البحث عن قناتها في التلفزيون ولا عن مسلسلها الذي تتابع اصوات الممثلين فيه ....الحياة غير مضحكة داخل كل هذا السواد والعجز والخوف ...

.

.

أعلم أنني سأموت وحيدة دون زوج ولا أطفال ...من سيتزوج معاقة عمياء لا يمكنها مساعدة نفسها ...لكنني لست حزينة على مصيري هذا ... كما أنني لست سعيدة ...انا عمياء فقط وهذا ليس ذنبي

.

.

من سيتزوج العمياء

 

.

.

...عفاف

............

هنا القصيدة التي تحدثت عنها عفاف وشاهدتني من خلالها

http://www.youtube.com/watch?v=oa9c1rmUUXU

بدأت أحب هذه القصيدة

 

.

.

 

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق