Translate

الخميس، 2 فبراير 2012

تظاهروا أنها المرة الأولى التي أتحدث معكم فيها .. وهذا يكفي ...

 بإمكاني أن أنظر من شباك الحمّام إلى الحديقة العامة في جانب الشارع مستفيدا من سكني في الطابق الرابع وعدم وجود بنايات عالية حولي .. بينما أتبول .. الحديقة فارغة من الناس لحظة تبولي وبمجرد رفع بنطلوني تزدحم الحديقة ... لم يحدث من قبل أن وافق تبولي ازدحام الحديقة وهذا يحزنني جدا ... كل ما أتمناه أن أتبول وأنا أشاهد أشخاصا سعداء يضحكون في الحديقة ... أحب شباك الحمام لأنه يذكّرني بالوقت الذي استغرقته وحيدا في هذه الدنيا حتى الآن .. وبالوقت الذي قد لايزال متبقيا لوحدتي وأنا أتبول وأترقب فرح الناس في الخارج .... قلت لكم أصغوا إلي ...تظاهروا أنها المرة الأولى التي أتحدث معكم فيها .. وهذا يكفي ...


 .

.

 عمال الحفريات في الشارع لا يستحقون كراهيتي .. هم يؤدون عملهم فحسب .. هم لا يعلمون أنهم يزعجون نبي مؤجل ينتظر رسالته الأخيرة ... عمال الحفريات في الشارع أشقياء ولا ذنب لهم ... سأسامحهم ... ربما لمجرد أنني كنت أكبر تدريجيا فقط واسامح كل شيء .. أعدكم يا عمال الحفريات بأنني سأثبت عينيّ عكس اتجاه حفركم وأفكر في أشياء أخرى ... فقط أكملوا عملكم ... وإليكم هذا السر يا عمال الحفريات .. لقد أحببت فتاة قصيرة سمينة في مراهقتي كان ثدياها أكبر من أثداء أمها ..أتذكر أنني لأول مرة صرخت في الشارع متصنعا البكاء كي أقنعها بالبقاء في حياتي ولم أنتبه لحفركم يا عمال الحفريات ووقعت فيها بينما كانت الفتاة تهجرني وتبتعد مثل كل النساء في حياتي ... قلت لكم أصغوا إلي ...تظاهروا أنها المرة الأولى التي أتحدث معكم فيها .. وهذا يكفي ...

 .

.

أصغوا إلي ...تظاهروا أنها المرة الأولى التي أتحدث معكم فيها ... أنا أفعل نفس الشيء مع أصدقائي وهم يكررون حكاياتهم المملة وأنا أستمع لهم وكـأنها المرة الأولى .. أعرف أنني مثل قشور الطلاء على جدار قديم غير ثابت في الحياة وسقوطي موشك وقريب جداً ... وأعرف أن الأشياء التي أريد حقا أن أقولها لم يحن وقتها بعد ... أنا رجل لن يثق بأحد غير نفسه أو ربما طبعا لن يثق بغير إدراكه .. لا ليس من الضروري جدا أن أثق لطالما لا يوجد سببا يضطرني للثقة بكم .. فقط أصغوا إلي ...تظاهروا أنها المرة الأولى التي أتحدث معكم فيها .. وهذا يكفي ...

 .

.

 

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق