الممرضة كانت تمسك بالصحيفة المحلية وتتابع سلسلة مقالات كنت أنشرها في نفس الصحيفة ..وقفت بجانبها وبادرتها بالحديث
هل تقرئين لهذا الكاتب عادة؟
- اتابع كتاباته في هذه الصحيفة .
- هل أعجبك؟
- لا أتحمل الامساك بالصحيفة إذا لم أحببه.
- هل هناك ما يزعجك في كتاباته .
- نعم. الكثير من المفردات الغامضة لكن حديثه عن نفسه يشعل الفتنة في خيالي خاصة عندما كانت والدته تقول له أنت ولد لا تصلح لشيء أحب حديثه عن الموت كما انه يعجبني عندما يتحدث عن طفولته مع الصيد وضياعه في البحر دون بوصلة .
- هل هو صياد أيضا؟
- يبدو كذلك وإلا لما جاء بكل تلك التفصيلات. هل قرأت له شيئا؟
- لا لم يسبق لي القراءة لكاتب اسمه رشدي الغدير ؟ هل هو سعودي
- لا أعرف جنسيته لكن عليك ان تسبق اللحظة وتتابعه في الصحيفة
- نعم سأفعل ... شكرا لك
.......................
كنت أريد أن أقول لها أن والدتي تحبني اكثر مما ينبغي وأن الموت مكانه الوحيد هو رأسي، وأن الفتنة التي اشعلها في أرواح الناس..أنا نفسي لا أعرفها ولا أريد مطلقا أن أعرفها .. أردت حقاً أن أقول لها أنا هو رشدي الغدير أيتها الفتاة القصيرة
.
.
الممرضة والطبيبة وعاملة المختبر والأخصائية ومسؤولة الأشعة كلهن حولي مثل فراشات في هذا المشفى الفخم كل شيء هنا لونه أبيض الملاية المفرش الجدران المخدة ملابسي وقلوبهن .... اللعنة أنا لا أستحق كل هذا النقاء دفعة واحدة أحاول البقاء صامتا وحبس رغبتي في الصراخ وفي مراقبة أثداء الطاقم الطبي وتحليل مراكز الأشياء المهتزة ...
.
.
تم انتهاك مؤخرتي بحقن كثيرة ...هذا مؤلم
.
.
الغريب أن كل ممرضة تنتخب لها بقعة خالية للحقنة ...تلوذ بضحكتها الخجولة وتهمس في أذني ...ستكون بخير يا أستاذ ( راشد الدوسري ) ...
.
.
أحقنوني أحقنوني يا ملائكة الرحمة الجميلات أحقنوني فلا خير في رجل لا تحقنه النساء في هذا العالم المحتقن
.
.
قالت الطبيبة - هل تعاني من نوبات النقرس بشكل مستمر
أنا - أيتها الطبيبة هل أنتي متزوجة
الطبيبة - أرجوك جاوب على سؤالي أحتاج تشخيص لحالتك
أنا - جاوبيني انتِ واختاري طريقتك في اذهالي
الطبيبة - يبدو انك تحتاج طبيب يكشف على حالتك
انا - لا أرجوكِ أيتها الطبيبة لا اريد رؤية الرجال وأنا مريض ومنهك ومسحوق مثل ضفدع هذا سيدفعني للموت
الطبيبة - حسناً جاوب ولا تخرج عن الموضوع
عموما انا لست متزوجة
انا - رائع أيتها الطبيبة هل أدير لكِ مؤخرتي لحقنة جديدة
الطبيبة - لا أرجوك
.
.
أنا بخير يا اصدقائي ...في الواقع أنا سعيد هنا
المكان يعج بالنساء
.
.
انهيت الكشف والحقن الكثيرة ...وخرجت من المستشفى
دون ان تعرف الممرضة الأولى أنني هو نفسه الوغد الذي تتابعه كل يوم في الصحيفة ... ودون أن تعرف الطبيبة أسم والدتي ...
.
.
هذا مؤلم
.
.
رشدي الغدير
..........................
..
خارج المشفى وفي مخيلتي فقط قام جدي كعب أبن نطاعة الغديري قدس الله سره وتبارك ظله الوارف وقال: يا ولدي رشيدان قلت له نعم مولاي قال : مالك مفلس وجيبك فارغ والنساء تهجرك باستمرار لا بارك الله في شيطانك.. قلت له هذا قدر الشعراء في زمننا ..قال :ويحك لا أبا لك كنت في وادي الدواسر آكل من لحـم الطَّير أسـمنها، وألبس من الثِّياب أفخرها، وأجلس على ألين الطبري، وأتكئ على هذا الريش، ثُمَّ أصبر على هذا حَتَّى يأتي الله بالفَرَج ...قلت له لم يكن في زمنكم فيس بوك يا مولاي
.رشدي الغدير
This Time You Left Me ...You Idioooot
ردحذفاتمنى لك الشفاء العاجل ..........مقال جميل ......ولكن لماذا لم تعرفك الطبيبة ولا الممرضات؟؟
ردحذففاطمة ظفار