حدثتنا خالتي أم فلاح تبارك مطبخها قالت حدثنا أبيها عن عمها عن أبن عم أبيها عن جد جده ثنى جد جده عن جده وأسمه قطيفان أبن سفرجلة أبن أبي ميدار الغديري قال صحبت المكوكز كعب أبن أبي نطاعة الغديري في طريق بهلاء في الأراضي الداخلية لعمان المباركة تحدها شرقاً أرض نزوى ومنح وغرباً أرض عبري وجنوباً أرض أدم وشمالاً أرض الحمراء ويتخللها عدد من الأودية المنحدرة شديدة الانحدار ..وكنا ثلاثمائة دارع خلف المكوكز نستقي الثرمدة بالعجيرة هرباً من جيش الملك النعماني بعد معركة دامية قتل منا فيها خلقا كثير ..وكانت البقلاء وهي فرس المكوكز كعب أبن أبي نطاعة الغديري تشخر لفرط العطش والوهن وقد بلغ فيها ما بلغ حتى أنها تسمو دون الذراع ..وكان وجه المكوكز كعب أبن أبي نطاعة الغديري في أشد غلظة ... وفيما كنا نعبر السهول خرج علينا فرسان من بهلاء كتب على وجوههم الغضب ..فأشار المكوكز كعب أبن أبي نطاعة الغديري لنا بالتوقف وقال لا تشهروا سيفاً ولا خنجراً ولا رمحاً ودعوني أتحدث مع القوم ...ورأينا المكوكز كعب أبن أبي نطاعة الغديري يترجل من البقلاء ويعانق قائدهم ويقبله قبلة ساخنة على خده الأيسر ثم الأيمن وهو يضحك ضحكته المفزعة ....ففرحنا فرحا لا طاقة لنا به ..فما كنا نبحث عن القتال ونحن في حالة يرثى لها ...
Translate
الخميس، 2 فبراير 2012
سيرة جدي المكوكز كعب أبن أبي نطاعة الغديري الجزء الثاني
.
.
وقد بتنا مع الجيش في بهلاء ليلتان ونصف الليلة وبينما الفرسان في الليل يتسامرون حول معركة الخضيراء إذ سمع المكوكز كعب أبن أبي نطاعة الغديري أصواتاً عالية أسفل الوادي فقال: من منكم يكشف لنا خبر هؤلاء؟ فقام عبد الله بن كريخان الغديري فدخل فيهم فوجدهم جند من جيش النعماني لا يعقلون من القتل فرجع إليه فأخبره، فركب المكوكز كعب أبن أبي نطاعة الغديري فرسه البقلاء من فوره والجيش معه فأنقضوا على أولئك فقتلوهم قتلاً عظيمًا وقلّ من هرب منهم واستولى على جميع أموالهم وحواصلهم وأثقالهم، فكانت غنيمة عظيمة جسيمة، ثم منح قائد فرسان بهلاء هدايا لا تقدر بثمن ثم مضى في آثار المنهزمين من جيش النعماني يقتلونهم بكل مرصد وطريق، وذهب من فرّ منهم أو أكثر إلى أرض صلالة فتوقف المكوكز كعب أبن أبي نطاعة الغديري وشرع في قسمة الغنيمة ونفل الأنفال، ولما فرغ من ذلك قال للجيش اذهبوا بنا إلى نجد لنغزو من بها من الأعداء، فأجابوا إلى ذلك سريعًا، فسار بهم حتى أتى اليمامة فرأى أن المسافة بعيدة لا يصلون اليها في ثلاثة أيام حتى يذهب الأعداء إلى الهلاك..وبعد ثلاثة أيام أقتحم خيامهم بفرسه وهو يصرخ بهم : الموت الموت .. الهلاك الهلاك ..لا شفاعة لا شفاعة ...وفيما كان يضرب رقابهم بسيفه لعاب المنية البتار الذي يبرق كبرق الماء النازل من حويصلات الجبال لمح ثغر هند التميمية المجبول مثل رملة دمثة فوقها سراب لا يغمر أخفاف الإبل ..فتنهنه فوق فرسه وأنشد :
آيا هندٌ تاقت اليك كما النسائم أضلع
وضرام عشقك في الحشا يتربع
ورسالتي كتبت اليك بخافقي
اذ لم يلي تلك الرسالة اصبع
والقلب ان كتب الرسالة يلتظي
وجمارها وسط الاضالع يلذع
ردي آيا هند الجفون بكلمة
والعين عن سح المدامع تقلع
........
ثم أقترب منها وكانت الجروح تدمي ساقه وفخذه وضربات السيوف أخذت من دمه ما أخذت ...فمال عليها وربطها في يده وحملها على الفرس وهرب بها بعيداً عن ساحة القتال ..وفيما كان يشد لجام فرسه البقلاء أخرجت هندٌ خنجرا كان مدسوسا في مزمورها حول خصرها وغرسته في خاصرة المكوكز كعب أبن أبي نطاعة الغديري فتألم وقال : أه ..أه ..ليش تعوريني يا البايخة
.
.
حسناً أيها النبلاء ...سأكمل الحكاية فيما بعد...أنا جائع ومفلس ومصاب بالخيبة
.
.
رشدي الغدير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
رائعة القصة،،،،،،،، وستكون أجمل لو اسقطت عليها من تاريخ عمان ...فتاريخها ثري جدا بمثل تلك المواقف والأحوال ..والصراعات السياسية...
ردحذف