Translate

الأربعاء، 1 فبراير 2012

لماذا لم يصدقني احد

منذ وصولي إلى هذا الكوكب وأنا أدفع الحسنة الخجولة بثلاث ركعات مشبعات و أضع الفخاخ لأظفر بذات العنق لتثرب يداي وأخشع وأسجد وأقترب للهيكل الأقصى فيما تتبارك نطفي المتقلبة داخل الأرحام المطهرة ورغم هذا لم يصدقني أحد.. ولا حتى أنا ..ورحت أقفز من كتف إلى كتف آخر حتى وبختني نفسي الأمارة بالعواء وقالت : لا تقفز كثيرا حتى لا تنكسر ساقك .. يالها من قفزات تلك القفزات المتتالية وهي تتجمع وتتكدس ككومة براز رطبة وساخنة تحت يدي .. يدي التي كانت تنوء تحت بضع قطراتٍ من ماء الصنبور .. ورحت اصرخ فيهم مثل فجيعة نهارية : .. أرجوكم صدقوني ... أرجوكم صدقوني .. لكن لم يصدقني احد


.


.


تعبت من النوم قبل منتصف الليل والإستيقاظ قبل الهزيع الأخير مثل مومسات الجاهلية ولا شيء يجب ما قبله في مذهبي الذاهب إلى جهنم ...شهوة الدم تقتات على فتات الحرية الضيقة في وطني الجبان الذي يخجل من عورته ..وأنا نبي الحروف المتراقصة على الفحيح الهش من بقايا الأرواح الغارقة في كأسي الأخير ... لكن لماذا لم يصدقني احد


.  


.


 قلت لنفسي الأمارة بالعواء ما الجدوى من البقاء إن كانت الحياة  كلها وهم وكذب وخداع فأجابت نفسي الأمارة بالعواء لا جدوى من أي شيء.. قلت لها ما العمل إذن... لتجيب بصوتها المخيف الأجش : هيا مزق القلوب التي عشقتها .. فمزقتها كلها  ... حطم الأرواح التي تسكنك ولا تقوى على إزاحتها... فحطمتها كلها ... العن أصدقاءك وأكرههم جميعاً... فكرهت ولعنت جميعهم .... غادر المنزل إلى أول قبر تراه ... فغادرت المنازل و القبور كلها .. ادفن نفسك بنفسك داخل القبر إلى أن يبتلعك القبر تماما ... فما كان مني إلا أن دفنت نفسي وبنفسي ...وها أنا أتحدث معكم من داخل قبري يا أبناء البشر الضعفاء...لكن رغم هذا لم يصدقني احد


.


.


لم يصدقني أحد


 


.


.


 


رشدي الغدير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق