Translate

الأربعاء، 1 فبراير 2012

سامحني أرجوك ...

 نصحته مراراً الولد اليتيم الأصم ثقيل اللسان الذي كان يبتسم كلما شاهدني أخرج من المدرسة ليطلب مني خمسة ريالات نظيفة يشتري فيها الخبز والسجائر ..طلبت منه أن يعود إلى منزل جدته قبل أن يشاهده الصبيان ويضربونه بالحجارة .. اسمه قيس ولا أعلم كيف تسنى له حمل هذا الاسم المشغول بالعشق والمكابدات ..


 

لم يكن الصبيان يتوانون عن رميه بالحجارة .. أو بالركض خلفه ووكزه بعصا ما من الخلف.. أو أختلاس قفاه بصفعات مدوية كان نطيحتهم وهدفهم للمتعة والتسلية فما كان مني غير التصدي لهم وحمايته منهم كان يندس خلفي وهو يبكي بصوته الأجش معدوم الملامح وكنت أحذرهم من مغبة لمسه لكن تحذيري لهم ينتهي في اليوم التالي ليعود وأثر الضرب على وجهه ...ولأنه لا يسمع.. يحس فقط بألم هائل في جسده ..ويبكي وهو يمسك يدي ...

 

أعطيته سكين قلت له بلغة الإشارة : دافع عن نفسك بها لا تدعهم يقتربون منك ..كانت الفكرة غبية وساذجة .. افتقدته ثلاثة أيام ثم سمعت أن الشرطة وجدت جثته بجانب البحر والسكين مغروسة في عنقه .. نفس السكين التي أعطيتها له ...الان بعد خمسة وعشرون سنه أعتذر منه ... سامحني يا قيس

 

.

.

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق