لم اصطدم بورك امرأة مكتنزة بالحب والرغبات والغواية ..بل دهست نصف جسدي بنصف جسدي الأخر ..كنت فرحا بتجولي في البيت وأنا نصف عاري أغني ما تيسر من الذاكرة لنوال الكويتية لم أنتبه للسلك الممتد مثل أفعى نحيلة السلك أبن الكلب الذي تعثرت به وسقطت على أم رأسي إلى مجموعة الصحون المتسخة التي كنت أنوي غسلها ..حطمت الصحون وثلاثة ملاعق نظيفة ..وحطمت ظهري
.
.
بقيت على الارض مثل كومة تعاسة. . قلت في نفسي (وأنا دائما ما أقول في نفسي ما لا يجب أن أقوله لنفسي ) الآن هل أنت سعيد بظهرك المحطم ولا احد يبدد فكرة عجزك عن الوقوف ..ماذا ستفعل ؟؟ .. لن أفعل شيء سأكمل بقائي ممددا على الأرض وسأنام حتى الغد .. يسعدني أن أتحمل مسؤولية هذه الجريمة المروعة بدماء باردة تفتقر لدرجةٍ واحدة من درجات الإتقان .. ثمة دليل واضح يشير دامغاً لبلاهة لا افتخر بها تدوزن وجهي وتصقلني كل صباح ...
.
.
الساعة الآن الثامنة صباحاً ولم يهتم أحد من الجيران ولم يرف جفن أحد الأصدقاء ليتصل بي ويتأكد أنني حي ارزق ..أنا القابع على الأرض منذ البارحة تورم ظهري وشربتني الأرضية الملساء ورطوبتها العابقة برائحة الأحذية ..تجاوزني صرصور أنيق بجناح لونه بني تسلق ساقي ودغدغني بلطف حتى وصل إلى شيئي المتدلي ثم ضحك قليلاً وغادر المكان وهو يشتم هذه الصدفة المجانية ....
.
.
الساعة الآن الواحدة بعد الظهر انه وقت الغداء وأنا ما زلت مستلقِ على ظهري اللعنة هذا وقت مقدس بالنسبة لرجل يعيش حياته كيفما اتفق ولا يجهد عقله بتمريناً ذهنياً يمارسه يوميا بإدمان، يستحضر به حلماً قاده آلاف المرات لندمه البكر كلما اكتشف أنه وحيد وبائس وعاجز حتى عن الوقوف ...اللعنة .. عاد الصرصور الأنيق ليتسلق فخذي
.
.
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق