بذقنٍ غير حليقة..شعرت بالحرّ، فتحتُ ياقتي وتمددت مثل حوت مريض فر من قطيع الحيتان الهرمة..وفي ذاكرتي ألعق أثر الضحكات مع الأصدقاء .. تراودني رغبة في التغوط لكن الحمام بعيد والماء لا يكفي للوضوء والتطهر .. شهيتي للموت مفتوحة وشهيتي للحياة مفتوحة أيضاً .. يا للحزن الذي لا يغادرني الحزن الذي يجعلني وسيماً جداً لم أشعر بأن ما قمت به فيه أي قدر من الغرابة .. بالعكس .. كنت مقتنعا جدا بأنه من المنطقي بالفعل أن أفتح ياقتي وأتمدد وأن أستيقظ باكراً لأصفع الصباح على وجهه وأن أكتب نصوصاً غير مهمة لكنها حداثية بجدارة وجميلة وفيها فنيات عالية ثم أمزقها وأرميها تحت السرير ...
.
.
تحت سريري كنز .. وكل القراصنة الذين عبروا هذا الممر لم تسعفهم أنوفهم ولا خرائطهم ولا غبائهم ولا ثرثتهم لاكتشافه ..في الواقع كلنا نشبه بعضنا هنا... وكل شيء يشبهنا كم تشبهنا هذه الغرفة والسرير والكنز... أنا هو القراصنة وهم أنا ولا أحد غيرنا ...حتى صوت جدتي الدوسرية التي نقشت عزيمتها في كهف بوادي الدواسر واشتهرت بقراءة الطالع والتنجيم ومعرفة خبايا الأحلام لنسوة الحي اللاتي يزرنها قبل الهزيع الأخير تعرف جيداً أنها أنا كلهم أنا ...أنا ...أنا
.
.
أه ... اللعنة نسيت أن أعتذر لبعض الطوب الذي قدر له أن يصبح جدرانا لغرفة نومي البائسة ... أسف أيها الطوب النبيل الصامت ...تذكر أيها الطوب الطيب أنا رجل حر وسأمشي على قدمي حافياً من هنا إلى يوم القيامة ولن أتوقف لشرب الشاي ... فقط لا تغضب أيها الطوب النبيل
.
.
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق