Translate

الأربعاء، 1 فبراير 2012

كرسي قديم ينتظر مؤخرات العابرين ليلعقها

 ومثل رمح رحت أرقص تحت المطر عاري تماماً ..وعيون أمي تراقبني من الشباك وثمة قمامة تجاهلها الزبال تزاحمني ..أتذكر هذا المشهد الآن وغرفتي مبعثرة كما أعقاب السجائر في المنفضة كنت طفلا شقيا وعاريا طوال الوقت يغمر نفسه بظلال لا تُلقى عن جسده بل ترتد عليه بشكل متواطىء وشهي ..لم يكن يعلم هذا الطفل أنه سيلتقي بالسفلة بعد اربعين سنه ليضع خرائه في أفواههم ويبصق لعابه ويرقص مثل رمح


.

.

السفلة ..لا يستحقون نبياً جديداً يكتب لهم الشعر وليس لوجودي بينهم أي فائدة غير أني أسلخ جلودهم كلما شعرت بالملل فأنا مدرب بشكل جيد على كشف براءتهم المفتعلة و عاطفتهم المبتذلة و ثقافتهم المحدودة..أفعل هذا بتناقضاتي الباهرة، ..فقط .

.

ها أنا وحيد وصامت مثل كرسي قديم ينتظر مؤخرات العابرين ليلعقها ..تحدق به الأشياء وتشمه مثل برتقالة لكنها لا تأبه به ولا تكترث لسخطه وضجره ..أقف في كورنيش الخبر وفي يدي كتاب لا أعرف صاحبه كان يراقبني كلوح طاهر على رف المكتبة في غرفتي أخذته معي ولم أفتح غلافه حتى الان ..أسمعه يقول أي حظ غبي وضعني في يد هذا الرجل ..أسمع كل الأشياء تصيح بي :أقتل السفلة من داخلك

.

.

.

.

 

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق