تقول أمي أنني قضمت حلمة نهدها في شهري السابع مجرباً أول خروج لأسناني اللبنية مع حليب الفجر وأنني رحت أرضع الدم والحليب من نهدها بمتعة أبدية لم يعهدها طفل ومن يومها صارت أمي ترضعني حليب العنزة بعد أن تخلطه بعصير الطماطم كنوع ساذج من المحاكاة لما أدمنته من حليب ودم ..اليوم وبعد أربعين سنه أشعر بطعم الحليب والدم في فمي وأمي مريضة على فراشها ..تتنفس بصعوبة ..
.
.
تقول أمي أيضاً أنني لعقت قيئي من الأرض عندما كنت في الثالثة من عمري وأنها لم تستطع منعي من فعل هذا الأمر حتى بلوغي الخامسة .. كنت أستفرغ مرقة الدجاج من معدتي ثم أنحني لألعقها من الأرض بمهارة الكلاب ..اليوم بعد اربعين سنه أكتشف أنني لعقت فروج نساء عفنة ومصابة بالتهابات وقيح ونتانة ما كان علي لعقها ولا الأقتراب منها ..لكنني فعلت ..وما زلت أفعل
.
.
تقول أمي أن ثمة لعنة من اللعنات تلاحقني..(أرغب حقاً أن أمسك بهذه اللعنة وأقول لها : اللعنة عليك أيتها اللعنة كم أنت رائعة ) تقول أمي أنني عندما ولدت مات سبعة أطفال في قريتنا خلال ثلاثة أيام وكلهم صغار جداً ..وأن الشمس تأخرت في المغيب حتى أن الناس توجهوا إلى المساجد خوفاً وهلعاً وأن الداية التي تولد النساء عندما سحبتني مقلوباً من بطن أمي قامت بصفعي لأبكي وأتنفسي لكنني لم أنظق ببنت شفة وكررت الداية صفعي وأنا أنظر إليها بحقد وغضب حتى وضعتني في المهد وقالت لأمي طفلك هذا ملعون ..الآن وبعد أربعين سنه أكتشف صدق نبوءة الداية وتلك الشمس الغاربة بُعيد البحر تحاول البصق في وجهي فيما تدفعني رغبة لركلها بعيداً
.
.
الشخص الذي يتحدث معكم الآن و دونما صوت انساب جسمه ليسقط على كرسيه ..فجأة دفع كرسيه للخلف وارتمى بظهره وعيناه تثقبان السقف العاري إلا من ثريا صغيرة بائسة ..وضع الابتوب على بطنه وراح يكتب لكم : صباح الخير أيها الأوغاد ...ثم مسح مفردة الأوغاد وكتب :صباح الخير أيها النبلاء ..وهمس داخل نفسه :لا بأس من تحية صغيرة ولطيفة لمجموعة أسماء وهمية تتحدث معي كل يوم ..وهو في الأربعين يشعر بطعم الدم والحليب والقيئ واللعنات كلها ...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق