ما عدت أتسع لشيء ..حتى أن غرفتي لا تشبهني الليلة أعدت ترتيبها خمس مرات وفي كل مرة لا أجد أغراضي في مكانها الصحيح ..أين محفظتي كأنني وضعتها على حافة الريح..منذ ساعة وأنا أبحث عنها..عفواً..كاد يفقدني هذا البحث توازني ..كنت أتهيأ للصلاة في مسجد حارتنا الكافرة لكن كيف أذهب إلى المسجد دون محفظة ..ماذا لو داهمنا ابليس داخل المسجد وطلب مني بطاقة الهوية الشخصية او طلب مني دفع الجزية ..
.
.
اللعنة .. وكأني أزاحم نفسي وأميل في اعتدال مطلق ثم أقع منكبا على وجهي ..ولا أعلم ما عرقلني (مفردة عرقلني غير لائقة ..تجاهلوها أرجوكم) من ينزع عني هذه الأحجية ويقودني للباب في نهاية الممر ..ها أنا محفوفٍ برغبات باهتة وحياتي تمر كمحض مشهدٍ سريع في فلم ممل وكسول ..علموني كيف أتنازل عن اصراري الغريب في أن تكون ملابسي مطوية قرب أحذيتي في نفس الدولاب ..وهاتوا محفظتي أرجوكم
.
.
هاتوا محفظتي أيها التعساء ..أنتم لا تعلمون أن محفظتي هي المرأة الصالحة والوحيدة في حياتي فهي لا تصرخ بعد الساعة السادسة ولا تناقشني حول اثار البول على حافة المرحاض ولا تتردد في تنفيذ كل الأوامر دفعة واحدة ولا تلوث ثوبي بدموعها وثرثرتها الغبية ولا تطلب مني عدم التدخين على السرير وأنا نصف عاري ولا تمزق قصائدي الماجنة الركيكة ولا تبصق في الحساء خلسة ولا تطلب مني غسل قدمي كلما عدت من الوحل ..هاتوا محفظتي ..أرجوكم
.
.
أخيراً لدي خبر طازج لا بدّ سيسعدكم وإن لم يسعدكم فالعيب فيكم وليس في الخبر ..لقد وجدت محفظتي في جيب معطفي والحمدلله ...أعرف أعرف أنه خبر رائع ولا يقدر بثمن وأن السعادة تنفر من وجوهكم وتسقط أمامكم مثل القمل المعشعش بين خصلات شعركم وأنكم ستحتفلون الليلة وتضاجعون زوجاتكم بشكل احترافي يضاهي مكائن التوربو في سيارات الجي تي سرعة ودقة وستحمل زوجاتكم بنطف رشيقة وستلد زوجاتكم وسيزداد عدد المسلمين في العالم .وجدت محفظتي أخيراً
.
.
وجدت محفظتي أخيراً ..ويمكنني دفع الحساب عن الفقراء وشراء حذاء جديد للشمس ومعطف للبحر وموس حلاقة للغيمة القذرة التي لا تبتسم ..لقد وجدت محفظتي ..أخيراً
.
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق