علي أن أمتنع عن ذلك الأمر ..أقصد عن بلع كل الأقراص التي أصادفها في طريقي ومن ثم إستفراغها من معدتي بشكل مقرف .. كما فعلت للتو..منذ أن كنت في الخامسة عشر وأنا أحاول الأنتحار دون توقف ودون نجاح ..أمنية الموت ملتصقة في وجهي أكره أن أستيقظ صباحاً فأجد الشمس على ما هي عليه بانتظاري لتصفعني دون هوادة وتوبخني وتطلب مني إرجاع كل الألوان التي تزين قميصي ...وماذا بعد
.
.
أنا شاعر فقط وبما أن كل ما يقتضيه عملي مني أن أفكر وأكتب وأخربش على ورقة من حين لآخر فلن يعرف أحد إن كنت أفكر بقتل نفسي او قتلهم ولن يعلموا ما إن كنت أتخيل بسكويت أوريو محشورا بفمي لحظة الكتابة .. لكن حزني الكلب هو الوحيد الذي يكشفني...يمر على جبيني ويقول لي بنظرة متآمرة :مالت عليك يا رشدي ثم يعود للداخل ليمتص روحي ويسجنني ..أرجوكم أطردوا حزني الكلب من الداخل...وماذا بعد
.
.
لاتقولوا لأمي أنني أحاول الأنتحار منذ شهقة وجهي في بطاقتي الشخصية قولوا لها أنني مبدع ورائع ومميز والنساء يعشقون رائحتي والرجال يشعرون بالغيرة من صوتي ويطلبون صداقتي كل يوم... أقنعوها أن حياتي أفضل ووجهي يشع بالسعادة والفرح وأنني أنظر بتفاؤل للمستقبل لا تحدثوها عن أزمتي النفسية وأنني أبلع كل الأقراص التي أصادفها في الطريق ثم أستفرغها من معدتي بشكل مقرف ..كما فعلت للتو....ومذا بعد
.
.
لا شيء
.
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق