حدث هذا في طفولتي (قبل أن أبلغ الحلم وأقتنص بعيني المدربة أثداء الفتيات لأحنطها في ذاكرتي وأحولها إلى حافز اللذة كل مساء عندما أمارس العادة السرية ) عدت من المدرسة أحمل على ظهري حقيبة مثقلة بالكتب وفي وجهي نظرات مثقلة بالضجر من المدرسة ومعدتي فارغة تماماً إلا من شعور الغثيان ..ركلت الباب بقدمي وبدون خلع حذائي دخلت الصالة ودستُ على السجادة ..سألتني أمي عن أخي الصغير .. وضعت حقيبتي على الطاولة، ثم أخرجت منها جثة أخي الصغير الملوثة بالدماء والعصير وبقايا سندويشات الجبنة بكىت ثم قلت : "اليوم، وفيما كان أخي الصغير يلعب في باحة المدرسة أرتطم رأسه برأس مدرس الرياضيات .. رفع مدرس الرياضيات أخي الصغير من الأرض وقال له :هل تحب الشمس سأخذك إلى الشمس ثم أخرج سكيناً حدباء وجز عنقه ..وتركه على الأرض ورغم هذا كان أخي الصغير يتحرك قليلاً بأتجاه الكرة ليمسكها ..والدماء تفور من عنقه الصغير ..
Translate
الأربعاء، 1 فبراير 2012
عشت حياتي كلها دون أي شيء..
.
.
كانت دمائه طبقة فوق أخرى تتراكم على الرمل المالح ..تحلق الطلاب حوله وهم يبكون..أحدهم كان يمسك رأسه الصغير حتى لا تخرج الأحلام والأوهام من حدقة عيونه الفارغة البيضاء ..قالوا لي : يا رشدي هل تسمح لنا بدفن أخيك الصغير تحت الشجرة التي اعتاد التبول تحتها قلت لهم لا أعرف لكن دعوني أخذه إلى البيت ستوبخني أمي لو عدت بدونه ... هذا ما حدث بالضبط ..
.
.
دخل والدي من الباب أقصد نفس الباب الذي دخلت منه قال لي : لماذا أمك تبكي يا كلب ..قلت له : طفلها الصغير قتل اليوم في المدرسة ستجد جثته في الثلاجة لقد وضعتها بجانب علب الأناناس الصفراء .. راح والدي يفتح بابا الثلاجة بثلاثة أصابع فقط وهو يختلس النظر بجاسوسية نادرة .. ثم عاد إلي وصفعني على وجهي وقال : هل أنت من قتلته .. يا كلب ..قلت له : لا لم أقتله إنما مدرس الرياضيات فعل ثم أخبرته بالقصة كلها وهو يعانق جثة أخي الصغير ويبكي ...
.
.
قرر والدي دفن أخي الصغير بجانب قبر أخي الأخر الذي قتله مدرس الجغرافيا قبل سنة ..فيما والدتي راحت تمزق كتاب الرياضيات وهي تبكي وتصرخ لهول الفجيعة ..بكينا كثيراً وتوقفت أنا عن الذهاب إلى المدرسة حتى لا ألحق بأخواي ..وكبرت دون وظيفة جيدة حتى أنني لم أعد أمتلك المال لشراء أي شيء لذا عشت حياتي كلها دون أي شيء.. وها أنا بعد أربعين سنه أكتشف أن الأمنيات تشبه الحيوانات المنوية تموت بسرعة إن لم تجد بويضة لتلقحها وتتحول الى أطفال لتولد بشكل سريع ... لا تقلقوا يمكنني تحمل غباءكم لقد تدربت جيدا على التعامل مع أبناء البشر الضعفاء منذ كنت نطفة في قضيب والدي
.
.
.
.
رشدي الغدير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق