Translate

الأربعاء، 1 فبراير 2012

لماذا لا تتركوا رأسي وترحلون عتي ؟

 هذا مخيف جداً يا رشدي لم تنتهي حتى الآن من كتابة قصيدة جيدة تواجه فيها هذا الوطن وتقنعه أنك تحبه بصدق..لكن كان ممكناً حصول ماهو أسوء من ذلك ربما امرأة تقطع عضوك الذكري وترميه من النافذة على سيارة مسرعة بينما أنت نائم...لن يعجبك الأمر صدقني وستوبخ نفسك وستوبخ الوطن وتقول ..اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت


.

.

تراودك فكرة تذوق المني خلال الكتابة وتسأل نفسك هل هو مالح ..يجب أن يكون مذاقه مالح ...لا مجال لطعم اخر غير المالح...تقنع نفسك بملوحة شيء لم يدخل فمك رغم أنه يخرج منك ..وتقول ..اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت

.

.

مستيقظ مثل عامود إنارة في الشارع تستمر في الكتابة مثل ناسخة ورق قديمة وفي غفلة من الوهن تكتشف أن فنجان القهوة لا يطيق الملعقة وأن الأمل بسيط ومقتطع من يأس يتخذ من فداحته مبرراً لامتقاع العالم ليبدو بلون الخراء ..تقفز في وجهك فكرة لها رائحة ..تبتسم وتقول ..اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت

.

.

تكتب عن الثقة رغم أنك لا تثق بأحد ولا تصدق أحد في الواقع أنت لا تؤمن بشيء ..ولا تكترث لشيء ..تحاول الكتابة عن ثقتك بأشخاص حطموك في الطفولة وقتلوك ..جعلوك تشرب من الدلو الذي تبول فيه وكيف انهم لفرط الثقة كانوا يُدخلون أشياء معدنية في احليلك وكيف أنهم تركوك بعد سنوات مشوهاً مريضا سمعه ضعيف ونظره أضعف وكيف من يومها أطلقت شعرك ورحت تقضي أيامك السوداء هائما على وجهك بشعرك الطويل الأشعث ...وأنت تقول ...اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت

.

.

تستمر في الكتابة تصاب بالوهن وترتبك الصور الشعرية في رأسك ..ذاكرتك تبعث الأصوات التي كانت تلاحقك وتخيفك داخل الغرف المظلمة في طفولتك فتصرخ بهم :يا أولاد الكلبة سأقتلكم الواحد تلو الآخر وسأترك قرب كل جثة أثراً يدل على شخصيتي كقاتل حتى يتم القبض علي ...لماذا لا تتركوا رأسي وترحلون عني ؟ عودوا كما أتيتم على ظهور حميركم بذات القمصان المغموسة برائحة العرق وروث الابقار والخيبة ...فلا يجيبك أحد وتقول ...اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت

.

.

تحاول كتابة شيء نقي وطاهر ..لكن الحوذية الفاتنة تحضر من العدم وتضع يدها على وجهك وتقول لك : رشدي هل أنا جميلة...فتجيبها على الفور وتقول : نعم أنتِ جميلة ولا يوجد أجمل من بداية شق فرجك المزدان بشعيرات ناهضة تداعب لسان أكثر المخلوقات شاعرية وتجلي في العالم كلما أقترب من لعق مثلثك الصمغي الغارق في مائه وهو يبكي ... لكن ثمة شيء يمنعني من مضاجعتك ودس العرقوب في الدهليز...أنا يا سيدتي مجرد فكرة عابرة اسمي رشدي ولا وجود لي في الواقع ..فتصفعك الحوذية وتطلب منك تسليم نفسك للشرطة فتقول ...اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت

.

.

رشدي الغدير

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق